الشارع المغاربي: اعتبر مبروك كورشيد رئيس حزب “الراية الوطنية” اليوم الاثنين 17 جانفي 2022 أنّ “معركة الشارع خاسرة” وأنّ “اللجوء الى الشارع الان يزيد في خلط الاوراق ولا ينفع” مشيرا الى أهمية الاعلان عن موعد تنظيم الحوار الوطني الذي كان قد تحدّث عنه رئيس الجمهورية قيس سعيّد وعن محاوره ومع من سيتمّ. وبخصوص الاستشارة الالكترونية اعتبر كورشيد أنّها لا تفي بالغرض مقترحا توسيعها واجراء استشارة وطنية واستشارات جهوية وحوارات وطنية وجهوية .
وقال كورشيد خلال حضوره اليوم ببرنامج “بوليتيكا” على اذاعة “جوهرة اف ام”: “نراوح مكاننا… هذا ما يميز وضع البلاد اليوم … الافق بعد 22 سبتمبر غير واضحة ..هل سيتم تنظيم حوار وطني ومع من ؟…هذه نقطة جوهرية…الرئيس تحدث عن حوار وطني وقال انه سيتم تنظيمه ولكن الى الان لم يقل لنا كيف سيتم وما هي محاوره ومع من سيتم .. الجلسة التي جمعت أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي برئيس الجمهورية قيس سعيد خطوة كبيرة الى الأمام لحلحلة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي خاصة ان الرئيس قال اننا إزاء اتحاد الشغل بقيمته الوطنية وليس القطاعية فقط وهذا مهم”.
وأضاف “نحن الان إزاء استشارة وطنية عن بُعد وهي في الحقيقة لا تفي بالغرض…يجب ان نكون عقلاء ..هناك توجيه في اتجاه بشري معين يعني انها غير موجهة لعموم التونسيين بل لفئة محدودة منهم التي تجيد استعمال الفضاء الالكتروني..اطلعت عليها ومن الاسئلة المطروحة هل انت مع تغيير النظام النيابي؟ هل انت مع تغيير قانون الجمعيات ؟ هل انت مع تعديل الدستور او تغييره ؟ هل انت مع الابقاء على الدستور الحالي ؟…هي عملية موجهة ولا يحق الاختيار في اتجاه معين ..الاستشارة موجهة لفئة ضيقة من المجتمع ولن يتم التعميم بواسطتها ولم اعثر على الفكرة العميقة وراءها”.
وتابع “من الممكن توسيع الاستشارة الى اقصى حدّ وإجراء استشارة وطنية واستشارات جهوية وحوارات وطنية وجهوية ..لماذا نتجه للالكتروني حتى لا يلتقي احد بأحد؟… مسألة اخرى مهمة في الجانب الالكتروني هي ان الرقابة ليست من طرف المجتمع ككل بل من طرف الادارة وبالتالي يمكن ان يقع تغيير في المحتويات بخطأ او بارادة…لا ارى ان الاستشارة جدية”.
وواصل “الحوار الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية غير معلوم متى سيُنظّم وعلى ماذا سيتمّ وكيف سيتمّ.. ايضا مسألة الحريات في تونس ..على القوى المدنية الوطنية التريث ..اندفعنا مع الاسلاميين سنوات 2005 و2006 و2007 دفاعا كاد يكون أعمى في الهيئات المهنية وفي النقابات وغيرها وكانت النهضة هي النتيجة بعدما تم تغيير بن علي.. فهل نحن مستعدون لاعادة التجربة ؟ انا شخصيا لن اعيد التجربة مع الاسلاميين مهما كان نوعها في الحكم او في المعارضة”.
وقال كورشيد “ارى نفس الاشخاص ونفس القوى الذين اتوا بالاسلاميين للحكم سنة 2014 ثمّ أصبحوا يتذمّرون من وجودهم..هم الان ينتجون نفس الاخطاء بنفس المقدمات…الوضع سيء وهناك خشية على الحريات وعلى اعادة تشكيل المشهد السياسي ورئيس الجمهورية يتحمل مسؤولية كبرى في ذلك …اعادة تشكيل المشهد السياسي سيقودنا الى نتائج اسوأ…على سعيّد فتح يديه للقوى الوطنية”.
وأشار الى الوضع الاقتصادي لتونس والى المعطيات الاخيرة التي قدمها البنك المركزي . وأضاف “سعيد لم يصدر قوانين لاصلاح البلاد ..يحكم منذ 6 أشهر ولدينا ازمات في كل مكان مثل قانون الصفقات العمومية الذي يعتبر اكبر معطل للتنمية في تونس ويعتبر انه افسد الباب الثاني في ميزانية الدولة المخصصة للتنمية “.
وأضاف “هذا سير في الطريق المسدود من جديد ونحن مع الحريات وحركة النهضة لم تترك صديقا لها ..أتألّم لاننا ننتج نخبة ضعيفة “.
وتابع “هذه اعادة لانتاج منظومة الاخوان بمقدمات 18 اكتوبر ..لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين..اعتقد ان اللجوء الى الشارع الان يزيد في خلط الاوراق ولا ينفع … الباب القضائي مفتوح ويمكن الدفاع عن الحريات ولكن معركة الشارع خاسرة لا تحمي الحريات ولا تقدّم للدولة شيئا.. الاقتصاد الوطني منهار ويتمّ الحصول على الخبز في جربة بعد الانتظار في الطابور من العاشرة صباحا لانه لا توجد فارينة “.
واعتبر كورشيد أنّه تتم التضحية بالمكتساب التي يجب العمل عليها وان رئيس الجمهورية “يدفع الناس للتكتل ضده وجزء كبير من الخطأ يرتكبه سعيد بالخطاب السياسي المتشنج ” مواصلا “عليه توحيد التونسيين على مواقف وطنية ..إبحث عن مشروع يوحد التونسيين علينا تجاوز الصراعات وهتك الاعراض”.