الشارع المغاربي-وكالات : استقبل جثمان الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب اليوم السبت 21 ماي 2022 في مطار بغداد على وقع موسيقي الشرف وبحضور سياسي كبير غداة وفاته يوم امس عن سن 88 عاماً في الإمارات إثر صراع مع المرض.
ونقل جثمان الشاعر بالطائرة الرئاسية إلى مطار بغداد الدولي تقديراً لما يحمل الفقيد من قيمة بالنسبة للعراقيين واقيمت له مراسم رسمية بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .
وحمل حرس الشرف نعش النواب الذي كُلّل بالورود بينما رفع أحدهم صورة له بالأبيض والأسود ونقل من هناك إلى مقر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بمشاركة المئات من أجيال مختلفة الذين تجمعوا بانتظار وصول جثمانه قبل أن يوارى الثرى في النجف.
والشاعر الراحل يمثل أيقونة ثورية وأدبية للعراقيين والعرب وعُرف بمناهضته الأنظمة وانتقاداته اللاذعة التي لم يتوانَ عن التعبير عنها بقصائده كما كان مناصراً للفلسطينيين.
وامضى مظفر النواب اغلب سنوات عمره خارج بغداد وبقي مع ذلك حاضراً في وجدان العراقيين الذين ودّعوه بتداول صوره وقصائده على مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان خبر وفاته.
ونقلت وكالة فرانس براس عن الناطق باسم اتحاد الأدباء عمر السراي قوله “هذا الاستقبال الكبير لا يعني الأدباء فقط بل يعني المواطنين فهو شاعر شعبي وليس شاعر نخبة”.
وأضاف “هو يمثل موقفاً لدى المتظاهرين والثوريين من جميع محبي الوطن الحقيقيين، يمثل موقف عدم الاصطفاف مع السلطة لمقارعة الطغيان والدكتاتورية”.
وولد النواب في بغداد سنة 1934 وتخرّج من كليّة الآداب في جامعتها واشتهر بقصائده الثورية بعد سنوات في السجن والغربة أمضاها صاحب قصيدتي “القدس عروس عروبتكم” و”قمم” اللاذعتين وكانت أوّل قصيدة أبرزته في عالم الشعر هي “قراءة في دفتر المطر” في عام 1969.
اما أول طبعة كاملة باللغة العربية لأعماله فقد صدرت سنة 1996 عن دار قنبر في لندن و أبرز دواوينه في الشعر الشعبي هو “الريل وحمد” في حين كان آخر بيت شعري له على فراش المرض “متعبُ مني ولا أقوى على حملي”.
وانتشرت قصائده على نحو كبير خلال الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة التي هزّت العراق في أكتوبر 2019 رغم أنّه من جيل سابق وتم تناقلها بين الشباب تعبيراً عن رفضه الواقع السياسي وأملهم في التغيير.