الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: كشف تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لسنة 2022 الذي أصدرته في 13 جويلية الجاري منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ان العالم يبتعد أكثر فأكثر عن تحقيق هدف القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بجميع أشكاله بحلول عام 2030. وبين التقرير أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم ارتفع إلى حوالي 828 مليون شخص في عام 2021، أي بزيادة قدرها نحو 46 مليون شخص مقارنة بعام 2020 وب150 مليون شخص منذ تفشي جائحة كوفيد-19.
وقدم التقرير الاممي معطيات محينة تتعلق بوضع الأمن الغذائي والتغذية في العالم، بما في ذلك آخر التقديرات لكلفة الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على تحمّلها.
وترسم الأرقام المفصح عنها اجمالا صورة قاتمة وعانى حوالي 828 مليون شخص من الجوع في عام 2021 – أي 46 مليون شخص إضافي مقارنة بالعام الماضي و150 مليون شخص إضافي مقارنة بعام 2019. وحسب التقرير ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع في عام 2020 بعدما بقيت ثابتة نسبيًا منذ عام 2015، وواصلت ارتفاعها في عام 2021 لتبلغ 9.8 في المائة من سكان العالم مقارنة بنسبة 8 بالمائة في عام 2019 و9.3 في المائة في عام 2020.
وعانى حوالي 2.3 مليار شخص في العالم (29.3 في المائة) من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في عام 2021 – أي 350 مليون شخص إضافي مقارنة بما قبل تفشي جائحة كوفيد 19. وتضرر حوالي 924 مليون شخص (11.7 في المائة من سكان العالم) من انعدام الأمن الغذائي الشديد بما يمثل زيادة قدرها 207 ملايين شخص في غضون سنتين.
وبخصوص الوضع في تونس أوضح التقرير وجود 1.5 مليون شخص في البلاد يعانون من انعدام الامن الغذائي الشديد ممن قد يتعذر عليهم الاكل يوميا وفق معايير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ويعادل ذلك 12.6 بالمائة من اجمالي عدد السكان. وأشار التقرير في ذات السياق الى ان 28 بالمائة من التونسيين يعانون من انعدام الامن الغذائي المعتدل او الشديد.
في جانب اخر، أوضح التقرير أن معدل انتشار نقص التغذية في تونس بلغ 3.1 بالمائة من مجموع السكان بين 2019 و2021، أي ما يعادل 0.4 مليون شخص وان مؤشر الانتشار الشديد لانعدام الأمن الغذائي بين سكان البلاد ارتفع من 9.1 بالمائة بين 2014 و2016 إلى 12.6 بالمائة بين 2019 و2021.
وأوضحت البيانات، في ذات السياق، ان مؤشر انتشار تقزم الأطفال تحت 5 سنوات ناهز 8.6 بالمائة سنة 2020 (0.1 مليون طفل) وان معدل انتشار الوزن الزائد بين الأطفال تحت 5 سنوات ازداد من 10.9 بالمائة سنة 2012 إلى 16.5 في المائة سنة 2020.
وبخصوص انتشار فقر الدم لدى النساء (15 إلى 49 سنة)، أوضح التقرير الأممي أنه ارتفع من 30.4 بالمائة سنة 2012 إلى 32.1 بالمائة سنة 2019 (0.9 مليون سنة 2012 إلى 1.0 سن 2019)،
ويشير التقرير إلى أن كلفة اتباع نظام غذائي صحي للفرد في اليوم بلغت في تونس 3.639 دولار أمريكي سنة 2020 والى ان عدد الأشخاص غير القادرين على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي بلغ 2.4 مليون شخص سنة 2020
يذكر ان تونس تعيش منذ مدة على وقع ازمة نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية وارتفاع جامح للتضخم حيث بلغت نسبته 8.1 بالمائة في جوان الفارط بالتوازي مع ارتفاع أسعار الغذاء الى 9.5 بالمائة وسط شكوك محلية ودولية حول مصداقية هذه الأرقام ووثوقية منهجيتها.
وكان البنك الدولي قد توقع في تقرير نشره بخصوص “آفاق الاقتصاد العالمي” في جوان الفارط، أن ينخفض النمو الاقتصادي في تونس إلى حدود 3 بالمائة خلال سنة 2022 مشيرًا إلى أن “البلاد تواجه صدمات اقتصادية متعددة مع عدم قدرتها على الحصول على تمويل من الأسواق الدولیة، فیما تمرّ بعملیة تحول سیاسي معقدة”. وبين البنك، لدى تطرقه الى المخاطر المحدقة بالمنطقة ككل أن “كلفة میزان المخاطر المحدقة بالنمو لا تزال تمیل نحو الهبوط.” وان تزايد الأجواء الضبابیة وعدم الیقین من خلال التقلبات في المنطقة في أسعار الغذاء والنفط والأسواق المالیة وغیرها قد يقوض الاستهلاك والاستثمار وتدفقات رأس المال في المنطقة.