الشارع المغاربي: اكد سامي الطاهري الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والناطق الرسمي باسمه اليوم الاربعاء 7 سبتمبر 2022 ان وفد الاتحاد المفاوض مع الحكومة قدم عرضا في الجلسة الماضية بخصوص الجوانب الاقتصادية دون ان يتلق ردا عليه الى حد الان ملمحا الى جلسة تفاوض جديدة اليوم بحضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
وقال الطاهري في حوار على اذاعة “الجوهرة اف ام” : “سيتم اليوم تقديم عرض ثان بحضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن يتضمن رؤية شاملة لما يمكن القيام به حاليا وليس غدا وما يمكن القيام به في مرحلة متوسطة وما يمكن القيام به استراتيجيا “.
واضاف” لنا مطالب واضحة وهناك ملف اجتماعي متخلد بالذمة كنا بدانا في اشعار الحكومة به منذ بداية مجيئها وبعد التنصيب انعقدت جلستان مفتوحتان وهناك تعهدات وتجاوزنا الوقت وجاءت ظروف واضطررنا الى تنفيذ اضراب وبالتالي اثر ذلك طلبنا اجراء مفاوضات وحصل ذلك قبل الاضراب بيومين ولم نتوصل الى نتيحة وبعد الاضراب سكتت الحكومة كعهدها الى ان تم استئناف المفاوضات مؤخرا …ماذا تريد الحكومة ؟ لا نعرف ولا احد يعرف …فكأن الحكومة تريد ان تبلّغ الداخل انها حكومة حوار وهي ليست كذلك وتقول للخارج طلبت منا التشاركية والتحاور مع الاطراف الاجتماعية فها نحن بصدد التفاوض …”
وتابع “برنامجنا يدل على اننا فاهمين الوضع والواقع اكثر من الحكومة من خلال الحلول التي قدمناها ولم نكتف بنقد برنامجها الذي قدمته الى صندوق النقد الدولي وتجاوزنا ذلك الى الاقتراح وقدمنا اقتراحات يعني اننا نؤمن بانه من الممكن ايجاد حل عندما تتوفر الارادة السياسية والعمل الجماعي … وحاليا لا وجود لارادة سياسية حتى لانقاذ تونس وحتى لانقاذ الواقع الاقتصادي والمهم بالنسبة اليهم ملء الفراغ في الميزانية …ولا وجود لسياسة واضحة ولا رؤية للمستقبل …هناك 4 نقاط يريدون تمريرها الان هي رفع الدعم وبيع المؤسسات العمومية وتجميد الاجور وايقاف الانتدابات وهذه هي الحلول التي يتصورن انها حل حتى يمرون بعد ذلك للاقتراض فلا وجود لاي خيال او تصور اقتصادي… ”
واكد الطاهري من جهة اخرى انها ليست المرة الاولى التي تتعطل فيها المفاوضات منبها الى ان ذلك يعني خسارة الوقت والى انه ستكون للتاخير ارتدادات وعدم استقرار اجتماعي مضيفا ان الحل الذي قد يكون اليوم سهلا قد يصبح غدا صعبا.
وعن سبب عدم انعقاد لقاء بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والامين العام للمنظمة نور الدين الطبوبي منذ مدة قال الطاهري “ليس لنا اجابة واخشى ان يكون رئيس الجمهورية لم يعد يعترف بالاجسام الوسيطة وبالمنظمات… او ربما له شواغله.. وفي هذه المسالة الكثير من الغموض ولم يسبق في تاريخ تونس ان بلغنا ازمة مماثلة ولا يتم انفتاح على كل المجتمع المدني وعلى كل المجتمع السياسي بهذه الطريقة فهذا نوع من الانزواء لا يمكن ان يؤدي الا الى الاخطاء والى تحميل المسؤولية لفرد دون غيره …طبعا اليوم لا وجود لمؤسسة اخرى سوى رئاسة الجمهورية …”
واضاف “… رئيس الجمهورية لا يريد الحوار الوطني ولا يريد الحوار ….وفي اخر بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية قال انه سياخذ بعين الاعتبار اراء المساندين لـ25 جويلية في اعداد قانون الانتخابات …اذن الشيء بصدد الاعداد ….وتماما مثل الدستور لن يكون نتيجة حوار و لا نقاش ولا مشاورات ولا غير ذلك ….وما نفهمه هو ان القانون الانتخابي سيخرج من الدرج… والمشهد السياسي اندثر …تم تدمير المشهد السياسي في تونس”.
ونفى الطاهري من جهة اخرى ما يروج حول مكتوب توجه به الاتحاد لرئاسة الجمهورية لعقد جلسة معه قائلا: “مستحيل… لم نطلب لقاء رئيس الجمهورية بمكتوب …. ولم نطلب جلسة ولن نطلب ذلك واذا اراد رئيس الجمهورية الانفتاح فالوقت مازال ممكنا للحديث مع الناس و لكي تصبح هناك سياسة حقيقية للتشاركية ….ويستحيل على اي كان …وانتهى عصر المنقذ من الضلال …. الان العقل الجماعي والعقل الحقيقي هو العقل الذي يعول على الطاقات جميعا اما ان تعول على طاقتك الفردية فلن يؤدي الا الى الاخطاء ونحن الان نعيش الاخطاء …”.
