الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: أكد وجيه الزيدي الكاتب العام لجامعة النقل يوم أمس الاثنين 27 مارس الجاري وجود تململ واحتقان كبير في صفوف اعوان شركة “نقل تونس” بسبب التأخير في صرف الاجور ومنحة شهر مارس بالإضافة الى اشكاليات في التغطية الصحية مبينا انه تمت الدعوة لعقد اجتماع عاجل لكافة نقابات الشركة.
وأشار النقابي الى ان السبب في هذه الاشكالات هو الوضعية المالية للمؤسسة التي طلبت تسبقة على منحة الدعم في حدود 23 مليون دينار لخلاص اجور الاعوان وتسديد مستحقات مزودين وبعض الشركاء واقتناء حافلات بقيمة 3.2 ملايين دينار.
وتشهد الشركة منذ مدة إشكالات مالية عديدة وعلى مستوى التسيير تبرزها بوضوح معطيات تقرير نشاطها السنوي الأخير الصادر في 31 ديسمبر 2019الذي يبين بلوغ عدد الأعوان الناشطين في مختلف قطاعات نشاط الاستغلال 7360 موظفًا في حين يناهز العدد الإجمالي للأعوان الذين تدفع الشركة رواتبهم والأعباء المتعلقة بها 7590 موظفًا، مما يعني أن 230 موظفًا في الشركة يتقاضون أجورا ولا يعملون وذلك وفق معطيات التقرير.
وبالرجوع إلى تفاصيل التقرير فان 94 موظفا منهم غائبون بسبب مرض طويل الأمد وأسباب أخرى ويتقاضون رواتبهم في حين تم إلحاق 43 موظفًا بتعاونية الشركة علما أنّ الأرقام الواردة في التقرير لا تكشف عن عدد الموظفين المتفرغين للعمل النقابي.
وجاء في التقرير أنّ عدد الموظفين الميدانيين)سواق، قباض، مراقبون( بلغ 3605 وأن عدد الإداريين يبلغ 2938 وهي أرقام – رغم قدمها وعدم تحيينها – مثيرة للاستغراب باعتبار ضخامتها وتأكيدها للعدد الكبير للأعوان الزائدين عن النصاب باعتبار ضعف الاسطول وتآكله.
كما تقدر الرواتب من جهتها في 2019 بنحو 261.550 مليون دينار، أي أنّ متوسط الراتب الشهري الخام للموظف يقدر بـ 2961 دينار علما ان وزارة المالية قدرت حجم جملة الرواتب سنة 2021 بنحو 290.300 مليون دينار مما يعني ارتفاع الاجر الشهري الخام للعون الواحد الى 3291 دينار.
وباستقراء أرقام التقرير، بلغ عدد أيام الغياب في شركة نقل تونس 136910 أيام في سنة 2019، بينما بلغ عدد ساعات العمل الإضافي 1.524 مليون ساعة. كما يناهز عدد أيام التكوين 3502 يوم.
من جانب اخر تقدر وزارة المالية في تقريرها الأخير حول المنشآت العمومية تسجيل شركة “نقل تونس” مع موفى سنة 2021 نتيجة صافية سلبية قيمتها 228.7 مليون دينارلتشهد بذلك تدهورا قدره 9.5 ملايين دينار بنسبة 4.3 بالمائة مقارنة بسنة 2020. ويعود ذلك إلى تراجع نتيجة الاستغلال بالرغم من انخفاض الأعباء المالية الصافية. كما تصل المديونية الاجمالية للشركة حسب بيانات الوزارة نهاية 2021 الى 1836.2 مليون دينار وهي موزعة بين الدولة( 980.2 مليون دينار) والبنوك 144) مليون دينار)) والمنشآت العمومية( 147 مليون دينار ( والصناديق الاجتماعية )
410 ملايين دينار ( والمزودين 155) مليون دينار) .
وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة نقل تونس تعاني من تدهور حالة أسطول الحافلات وعربات المترو الذي يوفر النقل في تونس الكبرى، حيث انخفض عدد الحافلات العاملة من 678 حافلة عام 2021 إلى 239 حافلة في جانفي 2023، وذلك بالتوازي مع انخفاض عدد عربات المترو العاملة من 60 إلى 15 فقط خلال نفس الفترة.
https://www.transtu.tn/uploads/FCK_files/RA%20FR%202019%20def(2).pdf
http://www.finances.gov.tn/sites/default/files/2023-01/7.pdf
*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 28 مارس 2023