الشارع المغاربي: اعتبر عز الدين سعيدان الخبير الاقتصادي اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر 2023 ان بلوغ احتياطي تونس من العملة الصعبة 115 يوم توريد مؤشر ايجابي مقارنة ب91 يوما قبل شهرين تقريبا او شهرين ونصف مستدركا بانه يتعين فهمه على حقيقته مذكرا بان المصدر الاساسي للارتفاع هو القروض.
وقال سعيدان في مداخلة على اذاعة “الديوان اف ام”:” بلوغ احتياطي تونس من العملة الصعبة 115 يوم توريد هو مؤشر ايجابي مقارنة ب91 يوما منذ تقريبا شهرين او شهرين ونصف….الاكيد انه مؤشر ايجابي ولكن يجب فهمه على حقيقته فالمصدر الاساسي لهذا الارتفاع هو القروض ونحن نعرف ان لاحتياطي العملة 4 مصادر اساسية والتي هي مصادر جيدة والمصدر المهم الاول هو التصدير ونحن لنا مشكل كبير في تونس وهو ان الميزان التجاري يعاني من عجز كبير وان التوريد اكبر بكثير من التصدير وبالتالي لا يمكن للتصدير ان يكون من المصادر المهمة لاحتياطي العملة وثانيا السياحة…. صحيح ان الارقام تحسنت مقارنة بالسنة الماضية ولكنها تبقى متواضعة جدا بالنسبة للقطاع ككل وكانت هناك دراسات مقارنة بين تونس والمغرب ومصر وكينيا وتنزانيا فالدخل بالنسبة للسائح الواحد يبقى ضعيفا مقارنة ببلدان اخرى تقبل المقارنة معنا …”
واضاف” المصدر الثالث هو تحويلات التونسيين وهو رقم جيد وفي تحسن وتحية لكل التونسيين في الخارج الذين يواصلون التحويلات وكانت تحويلات مهمة بالنسبة للتوازنات المالية خاصة الخارجية منها.والمصدر الرابع هو الاستثمار الاجنبي المباشر وهذا ضعيف جدا الان خاصة الاستثمار الاجنبي المباشر”
وتابع “والمصدر الخامس وهو أسوا المصادر هو الاقتراض… مع الاسف نحن نقترض ونواصل الاقتراض دون القيام بالاصلاحات وبالتالي مستوى 115 اكيد افضل من 91 يوما ولكن امامنا تحديات كبيرة جدا ومن اكبر التحديات وضع الحبوب في تونس فتونس تحتاح الى توريد مائة مائة من حاجاتها من الحبوب بالنسبة لـ12 اشهر القادمة وقيمية الواردات من الحبوب تقدر تقريبا بنحو 4 مليارات دينار لا بد ان تسدد بالعملة الاجنبية والتحدي الثاني هو تسديد القروض بالنسبة للسنة القادمة( 2024) والارقام ستكون مرتفعة جدا واكثر بكثير من سنتي 2022 و2023 وبالتالي هذا تحد ثان سنواجهه بذلك المخزون المتواضع ..”
وختم سعيدان بالقول “…ولكن لا ننسى ان دور المخزون ليس تسديد الديون فحسب ولكن ايضا توفير المواد الاساسية في السوق التونسية ونحن نعلم ان لدينا مشاكل كبيرة في توفير حاجاتنا في الحبوب والسكر والقهوة والادوية وما الى ذلك والسؤال المطروح هو ماهي استراتيجية الحكومة في هذا المجال الحساس جدا ؟…”