الشارع المغاربي: اعتبر عماد الخميري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة اليوم الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 ان اكبر الاخطاء التي ارتكبتها الحركة تتمثل في عدم “تقديرها ان الانتقال الديمقراطي لا ينجح في غياب انجاز اجتماعي تنموي حقيقي يراه الناس”مبرزا ان الغاية من عملية التقييم الداخلي معرفة مدى مسؤوليتها في تعثر المسار الديمقراطي وتوفير اداة سياسية تكون قادرة مستقبلا على القيام بادوار رائدة متهما من جهة اخرى السلطة القائمة بعرقلة تنظيم مؤتمر النهضة الذي كان مقررا لشهر اكتوبر المنقضي.
وقال الخميري في حوار على ذاعة “اي اف ام” :” تصريح العجمي الوريمي يأتي في اطار تحمله المسؤولية الاولى في غياب رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي اوشك على قضاء عاما في السجن وبطبيعة الحال لا يمكن ان تمر كل هذه المرحلة من تاريخ تونس وخاصة بعد انقلاب 25 جويلية وبعد مرور 3 سنوات على خروج الحركة من دوائر الحكم والتاثير دون اجراء التقييمات الضرورية .. لنا لجنة مكلفة بالاعداد المضموني للمؤتمر الحادي عشر والذي بالمناسبة مارست السلطة ضغطا كبيرا في اتجاه منع عقده سواء بغلق المقرات او باعتقال رئيس مجلس الشورى والمكلف بتسيير اعمال الحركة الدكتور المنذر الونيسي.. اغلقت السلطة كل الابواب من اجل عقد المؤتمر ولكن الحركة مازالت مصرة على حقها في العمل العلني والقانوني ……..كل المرحلة التي نسميها 10 سنوات من الانتقال الديمقراطي في البلاد وما تلى ذلك من زلزال كبير بعد 25 جويلية بالتراجع عن كل المكتسبات وعن اهداف الثورة والديمقراطية نريد ان نعرف ما تتحمل النهضة ربما من مسؤولية في تعثر المسار الديمقراطي ونريد ان نوفر اداة سياسية جديدة قادرة على القيام مستقبلا بادوار سياسية رائدة وانقاذ بلادنا.. يعني ان تتضمن حصائل التقييم سواء السلبي او الايجابي ويتم تجاوز السلبي والتركيز على ما هو ايجابي ثم يتم تحديث الحزب ..”
واضاف ” اعتقد ان اكبر الاخطاء التي ارتكبتها النهضة هو عدم تقديرها ان الانتقال الديمقراطي لا ينجح في غياب انجاز اجتماعي تنموي حقيقي يراه الناس ..والحقيقة انه لم يكن هناك خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي حضور قوي للمسالة الاجتماعية رغم كل محاولات الحكومات التي امسكت بالسلطة بين سنة 2011 و 2021 … كان هناك تركيز كبير على المسائل الديمقراطية وعلى الحقوق والحريات ورغم اهميتها لا يمكن ان يكون لذلك ركائز صحيحة اذا لم يكن مرفوقا بمنجز تنموي اجتماعي حقيقي وعلى فكرة فان التقييم للمسألة الاجتماعية لا يعني انه تحقق بعد 25 جويلية انجاز في هذا الغرض بل بالعكس زادت منظومة 25 جويلية التوغل في الاتجاه السلبي لان كل ما يعيشه التونسيون اليوم اسوأ مما كان عليه قبل 25 جويلية .. واوضاع بلادنا بعد 25 جويلية لم تتحسن.”
وتابع ” نحن الان في اطار تحالف وعمل جبهوي ضمن جبهة الخلاص ومازالنا نعتبر ان هذا الخيار هو خيارنا السياسي ونحن في تحالف واسع مع أحزاب واطراف وشخصيات مستقلة من اجل مطلب كبير هو استرداد الديمقراطية… مازلنا نعتبر انه ليس لتونس مصلحة في ما حصل يوم 25 جولية وان فيه تهديدا لكل المكاسب ولن تكون له معالجة للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية …في علاقة بالنهضة نقول اننا نريد تقييم المسار القديم للحركة بلا تابوهات ..والمطلوب بالنسبة لنا الان العمل على تشبيب الاداة السياسية والتي هي حركة النهضة والخروج بها للشباب التونسي وهذا ضروري حتى تستمر الحركة … وثانيا الهوة الموجودة الان بين الاحزاب وجماهير شعبنا هي هوة نعترف بها للعديد من الاسباب.. وهذا ينبغي اصلاحه ويكون ذلك باعادة تجذّر الاحزاب واعادة التزامها بهموم الناس ومشاكلهم والاقتراب منهم اكثر …”
