الشارع المغاربي: اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الخميس 18 افريل 2024 على ان الامن ليس نقيض الحرية وانما هو حافظ لها مشددا على ان الحرية لا تعني الفوضى والتطاول على مؤسسات الدولة ولا الثلب والشتم وبث الاشاعات المدفوعة الاجر سواء من الداخل او من الخارج مجددا تاكيده على ان من اهم التحديات المطروحة فرض احترام القانون على الجميع في كنف المساواة كاشفا من جهة اخرى عن توصل قوات الامن اليوم الى ايقاف ارهابي.
وقال سعيد في كلمة خلال اشرافه اليوم بقصر قرطاج على موكب الاحتفال بالذكرى 68 لعيد قوات الأمن الداخلي:”… احمد الله تعالى على انطلاق مؤسسة فداء في اعمالها واحاطتها الكاملة بعائلات الشهداء وبالجرحى من قواتنا المسلحة العسكرية والامنية وبعائلات الشهداء الذين سقطوا خلال ثورة 17 ديسمبر من سنة 2010 ومن جرحى الثورة… لقد تمت معاهدة الشعب بذلك وتم الايفاء بما عاهدت عليه شعبنا العزيز …قال تعالى “واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا” …تتتالى الاحتفالات بالذكريات الوطنية وهي ليست قليلة وفي هذا دليل على تاريخنا الحافل بالامجاد الزاخر بالتضحية والفداء وعلى عمق الشعور بالانتماء لهذا الوطن العزيز وعلى الثبات على الاخلاص والوفاء …منذ ايام قليلة تم الاحتفال بذكرى عيد الشهداء وقبله بعيد الاستقلال وبعيد الجلاء وبينهما بعيد ثورة السابع عشر من شهر ديسمبر على الاستبداد والفساد ومن اجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية …ليس هذا مقام تعداد كل اعيادنا الوطنية الخالدة فهي كثيرة ولا تقتصر على الايام التي يُعطل فيها العمل تخليدا لذكراها بل لا يكاد يخلو يوم واحد من ذكرى من اجل التحرر والعدل والانعتاق ..هذه الذكريات نحتفل بها جيل من بعد جيل وليس لاي كان حق في ان ينساها او يتناساها ولا خير في من لا يحب بلاده او يتظاهر وهو مفضوح بحبها ويضع كل يوم على وجهه قناعا فلا الاقنعة لهؤلاء الذين لا ولاء لهم للوطن ستخفي الوجوه ولا الوجوه التي تخفي وجوها اخرى مازالت قادرة على المراوغة وعلى الخداع فالاقنعة سقطت واوراق التوت التي يعتقد من وضعها انها ستخفي سوءاته يبُست وتكّسرت ومن يحلم بالعودة الى الوراء فليعش لوحده في اضغاث احلام او في احضان من زين له هذه الاضغاث فالشعب التونسي حسم امره يوم 17 ديسمبر 2010 واكد حسمه يوم 25 من شهر جويلية 2021 فلا رجوع على الاعقاب والى الوراء والى من قد مر وانقضى ….”
واضاف ” ….لا يختلف اثنان في اننا نواجه تحديات مصيرية ولكن مصيرنا بايدينا ولان العزم على رفع كل هذه التحديات كبير وقوي بناء على قدراتنا الذاتية ومن اهم الاوليات في ظل هذه التحديات على اختلاف مصادرها واصنافها فرض احترام القانون على الجميع وعلى قدم المساواة لانه لا نمو ولا استقرار بلا امن ..امن على النفس وعلى العرض وعلى المال… والامن ليس نقيض الحرية بل هو حافظ لها لان الحرية لا تعني الفوضى والتطاول على مؤسسات الدولة ولا تعني الثلب والشتم وبث الاشاعات المدفوعة الاجر سواء من الداخل او من الخارج ومن الاولويات تفكيك كل الشبكات الاجرامية… شبكات الارهاب وشبكات ترويج المخدرات وشبكات الاتجار بالبشر وشبكات توجيه المهاجرين الى تونس وغيرها من كل انواع الجريمة وهنا مرة اخرى يتجه التاكيد على ان تونس لن تقبل ابدا بأن تكون موطنا ولا مقرا ولا معبرا ولا ممرا للذين يفدون اليها خارج اي اطار قانوني وانتم ايها الضباط وضباط الصف والاعوان بمعاضدة قواتنا المسلحة العسكرية قمتم بالواجب ولا ادل على ذلك لمن كان يبحث عن دليل ما حصل صباح اليوم من القاء القبض على احد الارهابيين وعلى كل من سيتطاول على الدولة ومن يحاول زعزعة الاستقرار من داخلها …قمتم بالواجب وتقومون به حتى لا يستباح وطننا العزيز من اية جهة كانت …قمتم به ومستمرون في القيام به بناء على القانون وعلى قيمنا التي تفرض علينا الا نقبل الاتجار بالبشر ولا باعضاء البشر لن نقبل ابدا بكل اصناف الجريمة …وما يحصل بالنسبة لهذا الموضوع غير مقبول باي مقياس من المقاييس فنحن ضحايا نظام اقتصادي عالمي غير عادل ونرفض بكل وضوح ان تتفاقم اوضاع شعبنا وان تطالنا تحت اي عنوان كان اثاره المدمرة وتبعاته الخطيرة… اننا ننشد العدل للانسانية كلها ولم نكن ابدا سببا في اختلال ميزانه …”
وتابع “ولا يتسع الوقت هنا لذكر النجاحات كلها في مكافحة شتى انواع الجرائم ولكن هذه النجاحات هي مبعث للافتحار والعمل لا يتوقف من اجل المزيد لاننا لا نقبل الا بالانتصار ومن الضروري وعلى صعيد اخر ونحن نحتفل بهذا العيد الوطني العمل المكثف في كل المستويات بهدف التخلص من الثقافة التي سادت لا على مدى عقود بل على مدى قرون وتختزل هذه الثقافة الدولة كلها في القوة الشرعية التي خولها القانون لقوات الامن ف”الحاكم” كما هو سائد في اللغة العامية ليس عون الامن او الجلواز الذي لا يرأف باحد بل ان القانون المعبر عن الارادة الشعبية هو المرجع وهو الفيصل ومن هو مطالب بانفاذه ينفذه وفق القانون لتأمين المواطنين وتامين الوطن وما تبذله قواتنا الامنية من جهود مضنية في المدن وفي الارياف والجبال والصحارى والبحار وفي النجدة والحماية حتى لو كان المصير هو الاستشهاد حري بأن يحييه كل مواطن الذي اذا استشعر خطرا كان ملاذه لا الحاكم مثلما انتشر هذا المصطلح بل قوات الامن التي لم تتوان لحظة واحدة في التدخل وفي الاسعاف وفي النجدة وفي الانقاذ ….”