الشارع المغاربي: اعتبر بسام الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان اليوم السبت 18 ماي 2024 ان الوضع الذي تعيشه تونس اليوم ينبىء بالمرور الى مرحلة وصفها بالخطيرة وقال انه ستستباح فيها المقرات والحرمة الجسدية للمواطنين والحقوق والحريات بصفة ممنهجة ويوظف فيها القضاء لضرب الخصوم السياسيين والمعارضين وكل الاصوات الحرة.
وقال الطريفي في كلمة خلال تظاهرة نظمتها الرابطة اليوم باحد نزل العاصمة بمناسبة الذكرى 47 لتأسيسها :” ذكرى التأسيس توافق يوم 7 ماي والاحتفال جاء بصفة متاخرة ونحن لا نحتفل بل قررنا ان نحيي الذكرى نظرا للظروف التي تمر بها البلاد والشعب والحقوقيون والحقوقيات وهي ظروف صعبة تتميز بانتهاك ممنهج للحقوق والحريات …نحيي بكل فخر واعتزار الذكرى 47 لتاسيس الرابطة ونتوجه بالمناسبة بالتحية الى المؤسسين الاحياء منهم والاموات …كانت الرابطة في مقدمة القوى المدافعة عن الحقوق والحريات وتصدت للدكتاتورية والرجعية والاستبداد والتمييز والعنصرية وقاومت كل الانظمة الاستبدادية ولا زالت وستواصل نضالها من اجل الحرية والكرامة والعدل والعدالة الاجتماعية …”
واضاف “تعيش الرابطة ومناضيلها وعموم الشعب التونسي على وقع انتهاكات ممهنجة للحقوق الحريات والاستبداد بالسلط في السنوات الاخيرة ..فبعد مرور 47 سنة على تاسيسها وبعد 14 سنة على ثورة الشعب على الدكتاتورية تعيش تونس اليوم حالة من الاستبداد وحالة من الحكم الفردي المطلق سمته انتهاك الحقوق والحريات على كل المستويات ..تم تقويض السلطة القضائية وحل المجلس الاعلى للقضاء ….وتعيين مجلس موال لرئيس الجمهورية وتم سن قانون يبيح عزل القضاة …..وتم كذلك اليوم توظيف القضاء في ضرب النشاط السياسي وهو يشتغل تحت طائلة الخوف وتحت تهديد العزل والايقاف عن العمل والنُقل التعسفية ….توظف السلطة السياسية اليوم القضاء لملاحقة النشطاء السياسيين من خلال قضايا التآمر وغيرها ومحاكمة الصحفيين على معنى المرسوم 54 والنقابيين والمحامين والمدونين والمئات من المواطنين الذين تتم احالتهم على المحاكم بمقتضى المرسوم 54 وغيره من القوانين الاخرى…. تتم محاكمة النشطاء السياسيين كذلك والصحفيين من اجل عملهم الصحفي ومن اجل التعبير عن الراي وبلغ الامر في الاسبوع المنقضي الى حد سجن 10 من نشطاء وصحفيين ولنا منهم اصدقاء واتوجه بالمناسبة بالتحية الى محمد بوغلاب وشذى الحاج مبارك وشريفة الرياحي وبرهان بسيس ومراد الزغيدي وكل سجناء الراي وسجناء المرسوم 54 ولا يفوتني كذلك ان اتوجه بالتحية الى حسام الحجلاوي الذي تم سجنه على خلفية تدوينات قديمة..”
وتابع “تواصل كذلك السلطة التضييق على حرية التعبير والصحافة والاعلام وتواصل وضع اليد على المؤسسات الاعلامية العمومية والضغط على منابر الاعلامية من اجل تمرير الراي الواحد والموقف الواحد ..وتسعى السلطة السياسية اليوم الى اخماد كل صوت مخالف او معارض وناقد من خلال ضرب الجمعيات ومحاولة تمرير تنقيح لقانون الجمعيات بما يضيق العمل المدني والعمل الجمعياتي.. كذلك تستهدف النقابات والصحافة والصحافة الحرة وفي سابقة خطيرة تم الاعتداء على دار المحامي واقتحامها في مناسبتين واختطاف محاميين وتجاوزت السلطة والاجهزة كل الحدود ووصل الامر الى حد ارتكاب جريمة التعذيب في حق المحامي مهدي زقروبة عاين اثاره عميد المحامين ورئيس الرابطة ..هذا الوضع ينبىء بالمرور الى مرحلة خطيرة تعيشها تونس تستباح فيها المقرات والحرمة الجسدية للمواطنين والحقوق والحريات بصفة ممنهجة ويوظف فيها القضاء لضرب الخصوم السياسيين والمعارضين وكل الاصوات الحرة …نعيش اليوم مرحلة دقيقة وحرجة علينا ان نكون فيها متحدين متكاتفين صامدين امام الهجمة والانتهاكات التي نعيشها …”
وخلص الطريفي الى القول” تجدد الرابطة اليوم بالمناسبة التزامها بدورها الوطني في الدفاع عن الحقوق والحريات لتقف سدا منيعا صحبة قوى المجتمع المدني في وجه كل الانتهاكات وللدفاع عن الحقوق والحريات وللمساهمة في ارساء نظام ديمقراطي متوازن تحترم فيه الدساتير وتحترم فيه الذات البشرية والكرامة …اليوم نعيش تحديا كبيرا وعلينا ان نتوحد وان نقف وقفة الرجل الواحد ضد كل الانحرافات والانتهاكات واليوم هي معركة وجود وبقاء ويجب علينا ان نتحد وانا كنت قد توجهت باقتراح للاصدقاء في الجمعيات والمنظمات …علينا ان نتحد في جبهة حقوقية مدنية واسعة وشاملة من اجل الذود عن مكتسبات الشعب التونسي وما حقق من مكتسبات وضد هذه الانتهاكات الخطيرة التي نتعرض لها اليوم ..”.