الشارع المغاربي: اعرب رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الخميس 30 ماي 2024 عن تفاؤله بالزيارة التي يؤديها حاليا الى الصين مؤكدا انه “سيتم زراعة افكار وان حركة ستنمو وانه سيتم حصد مصيرا مشتركا طيبا” وجدد من جهة اخرى موقفه الداعي الى استعادة الشعب الفلسطيني حقه السليب في كل ارض فلسطين وعاصمتها القدس معتبرا ان المجتمع الانساني بدا اليوم يتشكل بطريقة جديدة ويتجاوز النظام الدولي القديم مشددا من جهة اخرى على ضرورة الا تبقى الحقوق الاساسية للانسان مجرد قواعد في قوانين داخلية للدول او في صكوك دولية لا اثر لها في الواقع.
وقال سعيد في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني ببيكين:” عقارب الساعة تتلاحق بسرعة وتنساب لكن سرعة تحركها وانسيابها لا يمكن ان تحول دون واجب الشكر وخالص الامتنان للدعوة الكريمة لحضور افتتاح اعمال هذا المنتدى ولحفاوة الاستقبال وكرم الوفادة هذا فضلا عن الجهود المبذولة في كل المستويات لانجاح اعماله.. وفوارق التوقيت بين بلدينا لا تمنع من التطلع المشترك لدعم ما انطلقنا في بنائه منذ 6 عقود بين الجمهورية التونسية وجمهورية الصين الشعبية واستشراف ما نتطلع اليه مشتركين لمزيد البناء والارتقاء بعلاقاتنا المتينة الى اعلى فاعلى فكلما صعدنا معا درجة الا وتقنا الى الصعود الى الدرجة التي تليها ..فعقارب الساعة تلتقي ولا تفترق الا لضرب موعد للالتقاء من جديد وها نحن نلتقي اليوم في عاصمتكم في اطار هذا المنتدى الذي اتمنى من كل قلبي ان يتوج بالنتائج التي نسعى جميعا الى تحقيقها ..”
واضاف “من بلاد العلامة ابن خلدون الى بلاد كونفيشيوس وغيرهما من الفلاسفة والمفكرين ..لم تكن الطريق هي فقط طريق الحرير بل كانت ايضا للتلاقح الفكري والتبادل التجاري .لقد تعارفت شعوبنا منذ مئات العقود وقد كتب عن الصين صاحب سراج الذهب وابن بطوطة والصرافي كما حفظت سجلات التاريخ واظابره كتبا لصينيين كتبوا عن البلاد العربية ككتاب هان وكتاب تانغ القديم وغير هذين الكتابين بالتاكيد كثير …كان ذلك حينا من الدهر ولكن يتم استحضاره اليوم في هذا المنتدى للاستلهام منه لنواصل معا في بناء تاريخ جديد يسوده العدل ويقوم على الحرية وعلى الارادة المشتركة في التآزر وفي التعاضد وفي التعاون ..وتونس التي ينشد شعبها العدل في الداخل ينشده ايضا على الصعيد العالمي ولا يمكن في هذا المقام وفي اي مقام الا ان نجدد موقفنا الراسخ والثابت المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقه السليب في كل ارض فلسطين واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..”
وتابع “ان المجتمع الانساني اليوم بدا ينتفض في كل مكان على هذا العدوان وهذه الجرائم البشعة التي ترتكب كل يوم بل كل ساعة في حق شعب سُلب لا من ارضه فقط بل حتى من حقه في الحياة ..المجتمع الانساني اليوم بدأ يتشكل بطريقة جديدة وبدا يتجاوز النظام الدولي القديم وما نراه اليوم من مظاهرات في كامل انحاء العالم يدل على ان هناك شيئا جديدا بدأ يظهر في تاريخ الانسانية كلها ..ومن بين اهم القضايا على صعيد اخر التي لا نختلف في اننا نراها قضايا جوهرية بل حياتية ضرورة العمل المسترك لتوفير مرافق عمومية تتنزل في اطار الحقوق الاساسية للانسان اينما كان ومن بينها الحق في الصحة والحق في العمل والحق في النقل والحق في التعليم والحق في العمل المستقر وفي الاجر المجزى مع توفير كل الضمانات للذات البشرية في اي اطار ..تتفاوت بالتاكيد قدرات الدول ولكن حين تتكاتف الجهود ويتم توفير الشروط الضرورية لتجسيدها ستتراجع وطاة غيابها او ندرتها وتستقر الاوضاع لا داخل الدول بل في العالم كله ..”
وواصل ” ان الطريق التي وقع الاختيار عليها منذ عقود بل منذ قرون في سياق تقسيم غير عادل للعمل على المستوى الدولي ادى الى مزيد تفشي الفقر والجهل والهجرة غير النظامية بل صار البشر وصارت اعضاء البشر بضاعة تتهاتف عليها شبكات الاجرام والتنظيمات الارهابية ..وزادت الاوضاع تفاقما للاسف في العقود الاخيرة فانحبست الحرارة وشحّت المياه الى جانب وضع بيئي وطاقي افقد الطبيعة توازنها وكانت له اسوأ الاثار على البشرية وعلى اقتصادات الدول ..”
وخلص سعيد الى القول “ان الحقوق الاساسية للانسان لا يجب ونحن متفقون بالتاكيد على ذلك ان تبقى مجرد قواعد في نصوص قانونية داخلية او في صكوك دولية لا اثر لها في حيز الواقع والتطبيق فالانسان ذات بشرية في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب والحقوق التي يجب ان يتمتع بها يجب ان تكون هي ذاتها في كل اصقاع العالم وانني على يقين ونحن مجتمعون اليوم في ضيافة فخامة الرئيس شي جين بينغ باننا سنزرع فكرة بل سنزرع افكارا وستنمو حركة وسنحصد مصيرا مشتركا طيبا فاذا كان للذهب ثمن فانه ليس للحكمة وللحكمة العربية الصينية ثمن وفي صراع الماء مع الصخر سيفوز الماء العذب الزلال …”