الشارع المغاربي: كانت مباراة الايّاب لنهائي دوري أبطال افريقيا بين الترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري الحدث الأبرز على امتداد كامل الأسبوع الفارط. وقد حظيت كلّ الأخبار المرافقة لموقعة رادس باهتمام مبالغ داخل الشارع الرياضي في تونس خاصة على مستوى التنظيم الأمني وكذلك التحضير اللوجيستي وما سميّ بتقنية الـ”فار” التي ملأت الدنيا وشغلت الناس خاصة بعد الأحداث التي عرفتها مباراة الذهاب بملعب برج العرب.
الأمور سارت على النحو الذي يشتهيه كلّ التونسيين خاصة بعد تتويج الترجي باللقب الافريقي الغالي بكلّ إقناع وإمتاع ورغم بعض النقائص التي شابت مباراة العودة فإنّ الامتياز كان تونسيا بكلّ المقاييس وبشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني أنقانتينو الذي انبهر بالتنظيم المتميّز لنهائي العرس الافريقي.
على الميدان كانت المباراة مثالية على كلّ المستويات وحتى لعبة المدارج كانت في مستوى الانتظارات بما أن جماهير الترجي تحلّت بالروح الرياضية ولم تخرج عن الموضوع. غير أنّ النقطة السلبية الوحيدة التي لم يتفطن لها زوّار تونس في مباراة النهائي هي تقنية الـ”فار” التي كانت الغائب الأبرز عن المواجهة. الحكم الأثيوبي تيسيما بامبلاك الذي قدّم مردودا ممتازا التجأ طيلة التسعين دقيقة مرّة واحدة الى الـ”فار” للتثبّت من لقطة مطالبة الخنيسي بضربة جزاء وقد عاد الحكم مبتسما وتحدّث البعض حينها عن قناعة راسخة لدى الحكم الأثيوبي بأنّ قراره سليم ولا يستحق اللجوء الى الـ”فار” لكن مصادر كشفت لـ”الشارع المغاربي” أنّ عطبا أصاب الـ”فار” وأنّها كانت خارج نطاق الخدمة كلّيا وأنّه لذلك لم يعتمد تيسيما على هذه التقنية طيلة المباراة ومن حسن حظه ومن حظّ اللجنة المنظمة للمباراة أنّ المواجهة على الميدان لم تكن تتطلّب اللجوء الى الـ”فار” بما أنّ كلّ اللقطات كانت واضحة ولا تحتاج الى الاجتهاد أو التثبّت.
الـ”فار” كانت الكلمة الأبرز منذ مباراة الذهاب في مصر بعد المردود الكارثي للحكم مهدي عبيد الشارف ويبدو أن الأقدار شاءت أن تحذف هذه التقنية من مباراة الاياب بعد أن ثبت أنّ التكنولوجيا مهما علا شأنها لا يمكن أن تصوّب بعض النوايا الخبيثة.