الشارع المغاربي : قسم الرياضة : غادر المنتخب التونسي لكرة اليد بطولة العالم مثلما دخلها خاوي اليدين بصفر على اليمين وآخر على اليسار ورغم الانتصارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع على منتخبات الصف الثالث يمكن القول إنّ المشاركة الأخيرة في كأس العالم تعتبر فضحية بكلّ المقاييس لهذه الرياضة التي تملك تقاليد كبيرة في تونس وتعتبر القاطرة التي تجرّ تتويجات وانجازات الرياضات الجماعية.
مشاركة هزيلة على المستوى الرياضي والأسوأ من ذلك أنها فتحت باب التأويلات على مصراعيه بخصوص بعض الأخبار والتسريبات التي تحدّثت عن وجود انقسامات وانشقاقات داخل منتخب اليد والتأكيد على ارتكاب تجاوزات بالجملة بلغت حدّ الجهويات.
حقيقة كشفتها بعض الروايات حول الخلاف أو المعركة الكلامية بين لاعبي المنتخب أسامة حسني وأشرف السعفي والتي اكتست طابعا جهويا بحكم تنابز الاسمين بجهتيهما على مرآى ومسمع من بقيّة اللاعبين وهي حقيقة كشفتها والدة السعفي التي أكّدت أن ابنها كان عرضة لمظلمة رياضية وأخلاقية. تطوّر خطير في علاقة اللاعبين ببعضهم البعض خاصة أنّ منتخب اليد عوّدنا على متانة اللحمة والعلاقة بين كامل مكوّناته ويبدو أنّ هذه الأجواء المشحونة كانت سببا مباشرا في تردّي مستوى اللاعبين وفي النتائج الكارثية التي انساق اليها المنتخب.
الغريب في الأمر أن الأمور لم تتوقّف عند هذا الحدّ ولم يقتصر الأمر على كلّ عائلة اليد فحسب بل كشفت مصادر موثوق فيها لـ”الشارع المغاربي” أنّ بعض الأطراف الخارجية دخلت على الخطّ وحاولت نصرة طرف على حساب الطرف الآخر عملا بمقولة أنصر ابن جهتك ظالما أو مظلوما والحديث هنا ليس عن شخص عادي بل عن لاعب دولي في منتخب كرة القدم من المفروض أن يكون عنوانا من عناوين الوحدة والألفة بين كلّ أولاد هذا البلد. الكلام عن ظهير المنتخب التونسي لكرة القدم حمدي النقاز الذي ولسبب لا نعلمه قام ببعث ارسالية الى أسامة حسني وصفه فيها بأبشع النعوت وبكلمات تقطر جهويات وذلك نصرة للاعب النجم الساحلي أشرف السعفي. تصرّف غريب ومريب من حمدي النقاز وهو ليس أقلّ خطورة ممّا أتاه أسامة حسني أو بدرجة أقلّ أشرف السعفي.
نفس المصادر كشفت أنّ رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء تفطّن الى ما قام به حمدي النقاز وأنه تدخّل على الفور لإعادة الأمور الى نصابها إذ اتّصل بالنقاز وحذّره من تكرار هذا العمل المشين وتوعّده كذلك بالطرد من المنتخب في صورة اتيان مثل هذه الأفعال المشينة مرّة أخرى.
وبعيدا عمّا حصل تكشف هذه الممارسات والسلوكات طبيعة العلاقات بين لاعبي المنتخب سواء في كرة اليد أو في كرة القدم وإذا دلّ هذا على شيء فهو يدلّ على تلوّث وتعفّن المشهد الرياضي الذي نشاهده اليوم.