الشبيبة نكّلوا بها وهناك مخطّط لتركيعها
الشارع المغاربي: لا حديث داخل الأوساط الرياضية خلال هذه الأيّام سوى عن شبهة التلاعب بنتيجة مباراة الشبيبة الرياضية القيروانية والاتحاد الرياضي ببن قردان والتي أجبرت بعض شركات الرهان الرياضي على عدم اعتمادها وأجبرت كذلك الجامعة على التدخّل بشكل استعجالي لإحالة هذا الملف للجنة مع دعوة النيابة العمومية للتعهد بهذا الموضوع من كل جوانبه.
وكانت مباراة الشبيبة وبن قردان قد شهدت “مهزلة حقيقية” حيث تكّهنت عديد الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بنتيجة المباراة قبل بدايتها الأمر الذي دفع شركات الرهان الرياضي المنتصبة في تونس الى إلغاء اعتماد نتيجة المباراة وإعادة الأموال الى المتراهنين في سابقة من نوعها في تونس وربما في كلّ العالم. مع ذلك لم تكلّف الجامعة نفسها مشقة تعليق نتيجة المواجهة واكتفت بفتح تحقيق في الغرض الى حين التأكّد من شبهة التلاعب بنتيجة المباراة من عدمه.
أحد الأطراف التي كانت شاهد عيان عمّا حدث قبل وبعد المباراة كان مدرّب الشبيبة القيروانية مقداد الظاهري الذي تقدّم باستقالته من منصبه مباشرة بعد نهاية المباراة. عن دوافع هذه الاستقالة وحقيقة المزاعم التي تحدثت عن شبهة تلاعب بالنتيجة وعلمه بذلك تحدّث الظاهري لـ”الشارع المغاربي”.
– استقالة تحمل بين طياتها عديد الرسائل؟
إذا لم يتوفّر على الأقل الحدّ الأدنى من الأخلاق فلا داعي للعمل وللتضحيات… نحن نحاول الاجتهاد وتقديم يد العون للفريق ولكن للأسف نفاجأ بما يحصل من حولنا… الحمد لله ومباشرة بعدما تفطّنت لما يدبّر بخصوص هذه المباراة رفعت الأمر الى الجهات الأمنية.
– أبلغت الشرطة بما حام من شبهات حول المباراة؟
بطبيعة الحال وقبل بداية المباراة… سمعت برواية التلاعب بالنتيجة عندما كنّا في النزل في حدود منتصف النهار وقد قمت بإشعار الجهات الأمنية.
– هل علمت بالأمر عن طريق بعض اللاعبين؟
لا… جاءني رئيس الهيئة التسييرية وأعلمني بالموضوع وقال لي إنه تلقى عديد الاتصالات التي تفيد بأنّ المباراة ستنتهي على نتيجة 3 – 1 لفائدة بن قردان.
– هل تحدّثت مع اللاعبين بخصوص هذا الأمر؟
تحدّث معهم رئيس النادي وقد فنّد اللاعبون الأمر وأكّدوا لنا أنّه لا توجد أيّة إمكانية للتخاذل أو التلاعب بنتيجة المباراة.
– ولكن المباراة انتهت بنفس النتيجة التي تم تسريبها منذ صباح يوم المباراة؟
بالفعل… ولذلك فضّلت الانسحاب لأنّي أرفض أن أكون طرفا في هذا المستنقع المتعفّن… “كلّ مباراة نسمع غريبة”. أنا مربّ بالأساس ورجل تعليم ولا أستطيع العمل في هذه الظروف المتعفّنة. لا أسمح لنفسي بأن أسيء لاسمي ولسمعتي خاصة أنني ضحيت بعديد الأمور واشتغلنا في وضعية صعبة.
– كنت مدرّب الفريق وتعبر شاهد عيان عمّا حدث فهل شعرت بأنّ هناك اتفاقا حصل بين اللاعبين حتى تنتهي المباراة على نفس النتيجة؟
أنا لا أريد الدخول أكثر في التفاصيل والشيء الذي شاهدته قلته… طالما المباراة انتهت على نفس النتيجة فقد احترمت نفسي وسمعتي واستقلت…
– هناك من تحدّث كذلك عن علم حكم المباراة بالنتيجة مسبقا؟
بالفعل أحد لاعبينا أعلم الحكم الرابع بأن حكم المباراة نعيم حسني قال له إن المباراة ستنتهي بنتيجة 3 – 1. ومراقب المباراة دوّن هذا الأمر في تقريره… حقيقة لم أعد أقوى على تحمّل هذا الضغط وهذه الأمور الغريبة التي تحصل… ألا تكفي الأخطاء والمظالم التحكيمية التي نتعرّض لها من جولة الى أخرى؟. لقد تمّ الاعلان عن 13 ركلة جزاء لمنافسينا في حين أنه يتمّ غضّ الطرف عن منحنا ركلة جزاء على الاقّل في عديد المباريات. آخرها ركلة جزاء واضحة في مباراة سليمان مرفوقة بورقة حمراء تجاهلها الحكم…
– هل تعتقد أنّ الشبيبة القيروانية مستهدفة؟
أكثر من مجرّد استهداف… هناك مساع للتنكيل بالشبيبة القيروانية ومحاولة مكشوفة لتركيعها…
– ولماذا؟
حقيقة لا أدري… إذا كانت الشبيبة تستحق النزول الى الرابطة الثانية فلا حرج في ذلك ولكن أن يقع إجبارنا ودفعنا الى هذا السيناريو فهذا أمر غريب. ما حصل لنا في عديد المباريات لا يصدّق والحكام تفننوا في ظلمنا والغريب في الأمر أنه يتم تعيين نفس الطواقم التي تستهدف الفريق وأيّ حكم مبتدئ ولم يسبق له التحكيم في الرابطة الأولى يقع تعيينه في مباراة يكون فيها فريق الشبيبة طرفا.
– وأين اختفى رجالات الشبيبة ؟
قبل الدعوة لعقد الجلسة الانتخابية السابقة كان هناك 1900 منخرط تقريبا واليوم قبل الدعوة لعقد الجلسة الانتخابية الأخيرة كان هناك 170 منخرطا فقط وهذا يفسّر المصير الذي وصلت إليه الشبيبة وحالة العزوف والفراغ التي يعيشها النادي الآن. للأسف ما يحصل الآن لا يليق بالشبيبة ولكن كلّ ما أرجو هو أن يعود الفريق الى مكانه الطبيعي وأن يعود رجالات النادي لمدّ يد العون.
– بما أنك رفعت الأمر للجهات الأمنية هل ستقدّم إفادتك بعد ذلك؟
“أنا الّي عندي قلتو”… هناك رئيس جمعية وهناك رئيس هيئة تسييرية وهو رجل قانون “قاض من الدرجة الثالثة” والأكيد أنهم يعرفون كيف يدافعون عن حقوق النادي… أنا علمت بالأمر مثل جميع الناس… “القيروان بكلّها كانت على علم بنتيجة المباراة قبل بدايتها… ملّي تدخل للقيروان ونتي ماشي للملعب الناس لكل تحكي على نتيجة 3 – 1 وجمهور الشبيبة والفايسبوك والّي يعرضني يسألني… وحتى إذاعة صبرة تحدّثت عن النتيجة النهائية للمباراة حتى قبل بدايتها وبالفعل وفت 3 – 1″… يعني أن ما قلته لم يكن سرّا… ولأن الجميع يعرف معدني وأخلاقي اتصلت برئيس الفرقة المختصة وأعلمته بالأمر.أن