الشارع المغاربي – افتتح مشروعا قطريا لتربية "الحلزون" : مواقف سمير الطيب من قطر انقلبت بـ180 درجة.. سبحان الله!

افتتح مشروعا قطريا لتربية “الحلزون” : مواقف سمير الطيب من قطر انقلبت بـ180 درجة.. سبحان الله!

6 فبراير، 2018

الشارع المغاربي-السيدة سالمية  انقلبت مواقف سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري  قبل وبعد دخوله الحكومة من دولة قطر بـ، 180 درجة ، فالطيب الذي كال كُل التهم للدوحة بما فيها تمويل الارهاب أصبح من المُثمنين لمشاريعها في تونس بل ويصفها بالرائدة والنموذجية.

وان كان من المهم الترحيب بالاستثمارات الاجنبية في تونس في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فان اشراف الوزير على افتتاح مشروع لا تتجاوز تكلفته المليارين يثير ، على ضوء مواقفه السابقة من قطر عندما كان في المعارضة ، الاستغراب من سرّ هذا الانقلاب الذي جعله يتحول بنفسه لافتتاح مشروع صغير وبعيد من حيث كلفته وقدرته التشغيلية ومردوديته المالية على المشاريع الضخمة التي تمولها قطر في عدد من الدول الاخرى خاصة الغربية منها .

اذ كشف سمير الطيب، ان كلفة المشروع المشترك التونسي القطري لتثمين الحلزون في ولاية بنعروس تُقدر بـ 2.65 مليون دينار (فقط) مبرزا ان اطلاقه تم بتمويلات من صندوق الصداقة القطري.

ووصف الطيب  المشروع خلال مرافقته  سفير قطر في تونس ونواب عن الجهة في زيارة الى موقعه بالرائد والنموذجي مُشددا في تصريح لراديو جوهرة اليوم الثلاثاء 6 فيفري على انه انجز في وقت قياسي.

واعتبر الوزير ان “الحلزون في تونس ثروة حيوانية غير مثمنة وغير مستغلة،” لافتا الى ضرورة المبادرة بالاهتمام بمثل هذه المشاريع الاستثمارية خاصة في الجهات الداخلية.

انقلاب في المواقف

خلال فترة حكم الترويكا ، اتهم سمير الطيب القيادي في حزب المسار انذاك قبل ان يتسلم الامانة العامة للحزب من الفقيد احمد ابراهيم ، قطر بتمويل حركة النهضة وبالتدخل في الشأن التونسي لجر البلاد الى لعبة المحاور الاقليمية .

ولم تتغير مواقف الطيب المناهضة لقطر حتى بعد مغادرة النهضة الحكم وفوز نداء تونس في انتخابات 2014 بشقيها التشريعي والرئاسي. فقد اكد في حوار لقناة الحوار التونسي في برنامج “كلام الناس” بتاريخ 1 أفريل 2015 ان كل المشاريع التي وعدت بها قطر تونس “هي وعود وهمية وفاشلة وغايتها الاستحواذ على الاراضي الفلاحية”.

وقال سمير الطيب بقبّعة الامين العام لحزب المسار وقتها ، ان قرضين طُرحا للتصويت في فترة المجلس الوطني التأسيسي الاول من قطر والثاني من اليابان ملاحظا انه تبين عند عرض القرضين ان نسبة الفائدة المضمنة بالقرض القطري تناهز الـ3 في المئة فيما لم تتجاوز النسبة عتبة الـ1 في المئة بالنسبة للقرض الياباني .

الى ذلك اعتبر الطيب تمويل قطر الجماعات الارهابية “ثابت ومؤكد”.

ويوم 16 ماي 2015 اتهم سمير الطيب في برنامج “بوليتكا “على اذاعة جوهرة قطر بالوقوف وراء حملة “وينو البترول” لضرب الجزائر وذلك في اطار “حرب في أسواق الغاز بين قطر من جهة والجزائر وروسيا من جهة أخرى”.

وتغيرت مواقف الطيب من قطر تدريجيا منذ اطلاق حزبه ما سمي بمبادرة “الانقاذ الوطني” التي كانت بوابة لمشاركة “المسار “مُمثلا في امينه العام في حكومة “الوحدة الوطنية” ، ومن وقتها انطلقت رحلة تعديل المواقف ، واولها تعليقه على الزيارة التي اداها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى قطر اذ اكد لموازييك يوم 20 ماي 2016 في برنامج “ميدي شو “ان “الزياة تعد ايجابية وتندرج في اطار محافظة تونس على العلاقات الجيدة مع كل الدول العربية”.
وأضاف ” أتمنى أن تكون هذه الزيارة نقلة نوعية في طبيعة علاقاتنا مع الدول العربية كما أتمنى أن تطوي قطر صفحة التدخل في الشأن التونسي مثلما جرت العادة، ففي كل زيارة يؤديها راشد الغنوشي إلى قطر سابقا يتم فرض شروط”.

ويوم  21 أكتوبر 2016 استقبل سمير الطيب محمد القما رئيس مجموعة القمر القابضة لقطر ووجه لضيفه دعوة للمشاركة في المنتدى الدولي للاستثمار “تونس 2020”.

وكانت للطيب زيارة الى قطر يومي 14 و15 اكتوبر 2017 للمشاركة في المؤتمر التاسيسي للتحالف العالمي للاراضي الجافة، التقى خلالها بالدوحة بمحمد بن عبد الله الرميحي وزير البلدية والبيئة القطري وتشاور الوزيران حول تمويل بعض المشاريع الفلاحية بتونس .

هذا الانقلاب تفسره قيادات قريبة من المسار باكراهات الحكم ، وبلبوس “سمير الطيب جبة رجل الدولة” . هذا صحيح نظريا لكن الثبات في المواقف من شيم رجل الدولة ايضا ولا يمكن تفسير كل هذا الانقلاب باكراهات خاصة ان جزءا من مواقفه الجديدة  لا تعدو ان تكون سوى “مغازلات” من “سمير” لقطر ، على غرار مشاركته في تدشين مشروع للحلزون كلفته مليوني دينار  فقط .

وكيف لوزير كان يؤكد ويكرر ان مشاريع قطر وهمية وانها غطاء للاستحواذ على الاراضي الفلاحية ان يدعو بنفسه هذه الدولة للاستثمار في تونس ؟ .

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING