الشارع المغاربي – القيروان: تُجّار فوضويّون يُعربدون ويمنعون خروج جنازة ميّت من منزله !

القيروان: تُجّار فوضويّون يُعربدون ويمنعون خروج جنازة ميّت من منزله !

21 يوليو، 2018

الشارع المغاربي – حمزة الحسناوي: تحول الانتصاب الفوضوي ببعض المدن التونسية خاصة بعد الانفلات الذي شهدته البلاد إثر الثورة إلى شبه حق مكتسب لا يتردّد أصحابه في الدفاع عنه حتى ولو كان ذلك على حساب راحة المواطنين وطمأنينتهم. بل وتحوّل في ظل استقالة الدولة ومؤسّساتها الجهوية إلى كابوس يزعج السكّان وأصحاب المحلاّت ليس فقط لما يسببه من اكتظاظ ومن اعتداء على الطرقات والاستحواذ على الأرصفة وإنما لما قد يأتيه أصحابه من عربدة وتهديدات وحتى اعتداءات على المعترضين على ممارساتهم.

مدينة القيروان عاصمة الأغالبة تعدّ إحدى الجهات التي تعاني من هذه الظاهرة خاصّة بمنطقة حي النصر الكائن بطريق حفوز والذي صار ملاذا لمئات التجار المنتصبين فوضويا، والذين طالت عرباتهم و”نصبهم” عتبات منازل المواطنين.

وفي هذا الصّدد، أكّد المواطن محمد النجار من القيروان اليوم السبت 21 جويلية 2018، لـ”الشارع المغاربي” أنّ عائلته اضطرّت إلى تحويل انطلاق موكب جنازة والده الأستاذ عبد الوهاب النجّار من منزله الكائن بحي النصر بالمدينة إلى منزل جدّه في حي آخر بسبب إستحالة إقامة موكب العزاء وإخراج موكب الجنازة من منزله نتيجة الضيق الذي تسببت فيها جحافل المنتصبين بشكل فوضوي أمام المنزل وحوله.

وأشار النجّار إلى أن “الضرر الحاصل من هؤلاء التجار يتجاوز الضيق وإغلاق الطريق والسيطرة على الرصيف الى أبعاد أخلاقية لا يمكن تحملّها مؤكّدا أنّهم يعمدون إلى إستعمال مفردات نابية يمكن سماعها من داخل المنازل وأنّ ذلك يسبب احراجا لسكان الحي الذي قال إنّه يضمّ عائلات موظفين محترمين.

وأكّد محدثنا أنّ الظاهرة بدأت منذ سنة 2006 وأنّها استفحلت بعد 2011 وأنّ ذلك أجبر عددا من السكّان على بيع مساكنهم ومغادرة المنطقة.

وأضاف النجّار أن والده الراحل كان منزعجا من تصرفات هؤلاء التجار وأنه طالما طلب منهم بكلّ رفق وأدب الابتعاد عن باب منزله دون الدخول معهم في مناكفات وشجارات وأنهم استغلّوا رفعة أخلاقه ليتمادوا في ممارساتهم خاصة امام إستقالة ولامبالاة السلطات الجهوية والمحلية بتجاوزاتهم.

وأفاد أن والده المذكور توفّي يوم 15 جويلية الجاري، وأنه رغم عدم تمكّن العائلة من إقامة العزاء والخروج بالجنازة من المنزل لم تصدر عن أي من افرادها أية ردود فعل تجاه التجار، لافتا إلى أن العائلة انشغلت بالجنازة في منزل جدّه. وكشف أنه بعودة العائلة إلى المنزل في اليوم الموالي إكتشفت أنه تعرّض للسرقة، وأنها اتصلت بالأمن الذي تحوّل إلى المنزل وعاين الحادثة ورفع البصمات وسجّل المسروقات التي قال إنها تتمثل في حاسوب محمول وعدد من الالواح الالكترونية ومحفظة جيب تحتوي على وثائق هويته وهوية والده إلى جانب عدد من الوثائق الهامة الأخرى.

وتابع أنّه في اليوم الموالي توجه خاله باللوم إلى أحد التجار الذي كان يقف أمام باب المنزل لانهم كانوا السبب في تعطيل الجنازة وفي سرقة المنزل بعد مغادرة أصحابه. وذكر أن عددا كبيرا من التجار تجمعوا خلال ذلك بالمكان وحاولوا الاعتداء على خاله وعلى الموجودين بالمنزل وأنهم إستلّوا أسلحة بيضاء وهدّدوا بالاعتداء على أفراد العائلة وأنّ رجال الأمن تدخّلوا وتمكنوا من تفريقهم بصعوبة.

وعن والده المرحوم قال محمّد النجار إنه كان معروفا لدى الجميع في القيروان بدماثة أخلاقه وأن الجميع يحترمه ويجقدره، لافتا إلى أنه عمل لسنوات في المندوبية الجهوية للثقافة وأنه وهب نصف مكتبته الكبيرة للمندوبية قبل أن يتحوّل للعمل في جامعة القيروان التي قال إنه وهبها النصف الآخر من مكتبته، وأنه كان مثالا لرجل العلم والأكاديمي المتميز الذي ارتضى لنفسه الازعاج الذي تسببت فيه ظاهرة الانتصاب الفوضوي على ألا يصدر عنه أي سلوك عنيف تجاه المنتصبين عنوة أمام منزله.

 


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING