الشارع المغاربي – رئاسة الجمهورية ...مؤسسة معزولة ومُصنّعة للإشاعات !

رئاسة الجمهورية …مؤسسة معزولة ومُصنّعة للإشاعات !

قسم الأخبار

15 ديسمبر، 2019

الشارع المغاربي-منى المساكني: منذ تسلمه السلطة يوم 23 اكتوبر 2019 ، لم يُسمع لرئيس الجمهورية المنتخب بشرعية واسعة بحصوله على أكثر من 70 في المئة من أصوات الناخبين ، أي موقف ازاء التطورات الحاصلة في تونس وفي محيطها ، خاصة في عمقها الاستراتيجي ليبيا أين يدرى رحى معركة باجندات اقليمية غير مسبوقة في المنطقة ، ابعد من هذا الصمت تحولت رئاسة الجمهورية الى مؤسسة معزولة بعيدة عن الاعلام والراي العام وعن عموم المواطنين ولا أحد يعرف ماذا يفكر الرئيس أو فريقه الاستشاري.

وبعد اقل من شهر ونيف ، تنتهي الـ100 يوم الاولى من عهدة سعيد الرئاسية وجرت العادة ان تتسم الثلاث اشهر الاولى بديناميكية فعلية وبمبادرات وتحركات تكشف ملامح العهدة وتوجهات الرئيس ومدى انخراطه في تطبيق وعوده الانتخابية ، كل هذا لم يحدث بالطبع ان لم نقل ان العكس هو ما حدث تماما ، بما حول القصر من مؤسسة سياسية بامتياز طيلة فترة حكم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الى مؤسسة “خشبية” ، برئيس لا يتحرك ولا يتكلم .

يقول البعض ان العهدة الرئاسية الحالية ستختلف تماما عن السابقة بالنظر الى الفوراق الكبيرة بين الرئيسين ، السابق والحالي ، منها ان الجديد بلا حزب وبلا حنكة سياسية ولا تجربة في الحكم ، وان ذلك سيلقي بظلاله على الرئاسة ، وعلى “ساكن” قصر قرطاج على حد سواء .

واليوم والبلاد تنتظر حكومة جديدة ، تتناقل صفحات فايسبوكية كانت فاعلة في فترة الحملة الانتخابية ، وهي لذلك محسوبة بشكل من الاشكال على سعيد ، تدوينات تتحدث عن توجه ممكن لسعيد نحو حل البرلمان ان فشل رئيس الحكومة المكلف في تشكيل حكومته ، ويتحدث “رفاق” الامس عن حزب بصدد التكون سيحمل اسم حراك 13 اكتوبر ، “زعيمه” قيس سعيد ، ومنظره وامينه العام رضا شهاب المكي المعروف باسم رضا لينين .

ويتناقل عن “مصادر موثوقة” وتسمى أيضا بـ” المسؤولة” حديث عن خطاب مرتقب للرئيس يوم 17 ديسمبر الذي يتزامن من انطلاق شرارة الثورة ، ومبادرة سياسية سيقدمها ستتضمن تحميل الطبقة السياسية مسؤولياتها  ، وينقل عنه ايضا موقف سلبي من البرلمان الجديد ومما جد فيه من ممارسات منذ جلسته الافتتاحية ، وحديث اخر عن رفضه تمكين النواب من جوازات سفر دبلوماسية ، ورفض توقيع الراي المطابق بخصوص حركة القضاة الذي وجهه اليه المحلس الاعلى للقضاء .

وقبلها تنقل الرئيس سعيد للوردانين تزامنا مع فيديوهات نشرها المدعو “شوشو” واخرى للنقيب في الحرس الوطني، زياد فرج الله حذر فيها الشعب التونسي من عمليّات إرهابيّة قال انها سوف تحصد آلاف الأرواح ، لم يفهم احد مكنونات الزيارة الفجئية  للوردانين التي أعقبتها حملة امنية واسعة ، واكتفت الصقحة الرسمية لرئاسة الجمهورية المخاطب الاوحد الوحيد باسم الرئاسة ، ببلاغ وبعض الصور والفيديوهات حول الزيارة .

لم تنته الاشاعات منذ تسلم قيس سعيد السلطة ، ودخول القصر اين يقضي ” دوام العمل” ويعود الى منزله بجهة المنيهلة ، من الاشاعات منها ان اسباب رفضه السكن في القصر ” اجهزة التجسس المنتشرة فيه” و” الكجول” التي اخرجت منه ، واشاعات اخرى تتحدث عن خلافات بين مستشاريه واخرى حول علاقته بالاحزاب وموقفه من النهضة ومن عدد من الولاة ووقوفه وراء الحركة الاخيرة وعن ملفات فساد يعتزم فتحها .

تسببت رئاسة الجمهورية اذن في مزيد تعزيز انتشار الاشاعات بسبب ” صمت” الرئيس وعدم وضوح البوصلة خاصة في السياسة الخارجية ، ومع  اختياره  شخصيات غير معروفة ولبعضها مواقف سلبية من الاعلام ، اصبحت الرئاسة مؤسسة معزولة تستقبل الضيوف وتُصدر البلاغات وتمر ، والرئيس غائب يُقال انه ينتظر تشكيل الحكومة واكتمال المشهد القيادي بالبلاد بمختلف مؤسساته للتحرك ، وطبعا حتى هذه القراءة تبقى “اشاعة” من “الاشاعات” والروياات التي تتناقل عن رئاسة الجمهورية ، تماما كاصرار قيس سعيد على عدم تعيين ناطق رسمي باسمها.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING