الشارع المغاربي: اكد الدكتور رفيق بوجدارية رئيس قسم الإستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي باريانة اليوم الخميس 15 جويلية 2021 انه لا يجب المرور مرور الكرام على العدد الكبير من الوفيات الذي شهدته تونس نتيجة جائحة كورونا وان ذلك يطرح سؤالا كبيرا يتعين الاجابة عنه معتبرا ان الجميع مسؤول عن ذلك وان تونس كانت منذ سنوات “تلميذا نجيبا” في الصحة العمومية.

وذكر الدكتور خلال حوار له مع الاذاعة الوطنية بان عدد الوفيات منذ بداية الجائحة قارب 17 الف وفاة مشددا على ان العبرة ليست في عدد الوفيات كل يوم وانما بحساب كل يوم وعلى مليون ساكن لافتا الى ان تونس قاربت تسجيل 8 وفيات على مليون شخص والى انها اضحت الاولى افريقيا وعربيا معتبرا الرقم مفزعا.

واشار الى ان اسباب ذلك تتلخص في نقطتين اولهما عدم ضبط استراتيجية متحولة للتحضير للموجات الكبيرة وثانيهما عدم توفر التلاقيح مبرزا ان التحضير للموجات الكبيرة للوباء يكون باعداد اقسام كبيرة للعلاج مؤكدا ان الاستراتيجية في تونس بقيت على حالها وان ما تغير هو الوزارات لافتا الى ان الازمات السياسية في البلاد اثرت على حوكمة ادارة الازمة.

واضاف ان تونس رفعت شعار الانتصار في شهر جوان من السنة الماضية وانه تم تبعا لذلك فك كل مسارات الكوفيد وفتح البلاد على مصراعيها مع حالة التسيب التي ميزت سلوك المواطنين في الاعياد وغيرها مؤكدا انه تمت اعادة ترتيب تلك المسارات عندما عادت الجائحة للتفشي في اكتوبر وسبتمر وانه لم تكن هناك استباقية في مكافحة الوباء.

واكد الدكتور ان الوضعية في مستشفى عبد الرحمان مامي لا تختلف عن بقية المستشفيات وانه مليء بالمرضى ويشهد اكتظاظا كبيرا مبرزا انه لوحظ ارتفاع في النسق في الاسابيع الثلاث الاخيرة.

وذكر بان القيروان كانت قد مرت بكارثة صحية باتم معنى الكلمة وانه مرت على تلك المرحلة 6 اسابيع اي مرحلة الذروة لافتا الى ان الوضع شهد تحسنا طفيفا مستدركا بان كل شيء يبقى مرتبطا بسلوك الناس.

ونبه الدكتور من عودة تفاقم الجائحة بعد العيد اذا لم يلتزم كل المواطنين بقواعد التباعد والتوقي مذكرا بان ازمة القيروان جاءت بعد العيد مشددا على ضروة الا يعيدنا عيد الاضحى الى نفس الازمة التي شهدتها القيروان.

وشدد على ان الجميع يتحمل المسؤولية وعلى ان مصير الناس بين ايديهم محذرا من انه في صورة تمسكهم بشعيرة العيد وبالتجمعات العائلية سيجدون مستشفيات منهكة وعلى وشك الانهيار.

واكد على ضروة ان تتولى السلطة “تاطير فترة العيد” حتى لا يندم الناس على قطع اللحم التي تناولوها عندما يجدون انفسهم بعد يومين او ثلاثة بصدد توديع عزيز عليهم وعلى ان يتم ايضا الترفيع في عدد اسرة الاوكسيجين ودعم المنظومة العلاجية.

واشار بوجدارية الى ان المستشفيات تشهد اكتظاظا والى ان المنظومة الصحية لم تنهر بعد وعلى انها فقط في طريق الانهيار لافتا الى ان عدد الاصابات الجديدة يفوق بكثير الارقام التي تعلن عنها وزارة الصحة باعتبار ان الكثير من المرضى لا يتوجهون للاطباء ويعتبرون ان بعض الاعراض لا تتعلق بفيروس كورونا.