الشارع المغاربي-قسم الأخبار: اعتبر رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّه يجب النظر في اسباب اخفاق الاجراءات الوقائية المتخذة في السيطرة على تفشي فيروس كورونا بالبلاد لافتا الى أنّ الاوضاع الصحية متردية مبرزا أنّه لا يمكن اللجوء الى قرار الحجر الصحي نظرا للوضع المادي لمن وصفهم بـ”البؤساء والفقراء” قائلا ان تونس في حالة حرب وانه لا بد ان ننتصر فيها باجراءات جديدة كاشفا ان لديه جملة من الارقام والتصورات والحلول التي قال انه يمكن النظر فيها مقترحا تقسيم تراب الجمهورية الى مجموعة من الاقاليم.
وقال سعيد خلال اجتماع عقده يوم امس مع قيادات عسكرية وأمنية حول جائحة كوفيد-19: “نتابع الوضع الصحي على مدار الساعة والارقام صارت مفزعة وتونس للاسف صارت في المرتبة الثانية في عدد الوفيات” متسائلا ” ما هي الاسباب وما هي الاجراءات التي يجب اتخاذها ؟” ليجيب بالقول “نحن في حالة حرب ولنكن صرحاء.. هذه الحرب معركة والمعركة خسرناها نتيجة لجملة من الاعتبارات ولكننا سننتصر فيها لأنّ تونس اصبحت رقم 2 في عدد الوفيات اليوم بالعالم نتيجة لجملة من الاجراءات التي لم تكن ملائمة للوضع بها…هناك جملة من الاجراءات الصحية التي تم اتخاذها ويردد في وسائل الاعلام ان هناك موجة أولى ولكن لم تكن لا موجة ولا الاولى ثمّ لا مجال بالنسبة لصحة المواطنين لاعتبارات سياسية لأنّ هناك من يريد ان يستغل هذا الوضع لاعتبارات سياسية خالصة”.
واضاف “نحن نجتمع في هذه الساعة وفي هذا المساء وفي يوم عطلة لأنّه ليس لدينا عطل …الدولة تستمر ولا يمكن ان تدخل في عطلة ..هناك اسباب لا بد من النظر اليها من الناحية الوقائية والناحية المتصلة بالاجراءات التي لم تؤد الى النتائج التي تطلعنا الى تحقيقها والارقام خير دليل …هناك جملة من التجاوزات التي حصلت وادت ايضا الى هذه الاوضاع ثم ان هناك جوانب اقتصادية واجتماعية وهناك ايضا علاقات دولية تؤخذ بعين الاعتبار وهناك ايضا اسباب تتعلق بالثقافة السائدة داخل المجتمع وهناك سبب واضح ومن بين الأسباب الاساسية التي ادت الى عدم نجاعة الاجراءات التي تم اتخاذها وهو انه لم تعد له ثقة في عدد من الاجراءات ..لنلاحظ في بعض البلدان كيف تتم عملية التلقيح…عادت الملاعب والمهرجانات وعادت الحياة …تقريبا الدول الى حالتها الطبيعية”.
وتابع “في تونس تؤخذ بعض القرارات دون اعتبار للاوضاع الصحية المتردية والتي تزداد تردّيا ساعة بعد ساعة ..فما هي الأسباب ؟ فيروس طال حتى الاطفال وهذا لم يكن موجودا ..نتحمل المسؤولية ويجب ان نتحملها…بلا حسابات سياسية ومسرحيات وعمل في القنوات من قبل عدد من الاشخاص المأجورين والذين لا تهمهم حياة المواطنين على الاطلاق …تهمهم مصالحهم ..لا بد ان ننظر في الاسباب التي ادت الى هذا الوضع ولا بد ايضا من التفكير في الاجراءات التي يجب اتخاذها تجنبا لمزيد تفاقم هذه الاوضاع ..نحن نبحث عن حل في اطار مؤسسات الدولة ومن بين الحلول التي يمكن ان نتناولها بالدرس والنقاش هي حلول مختلفة تماما..لا يمكن ايضا ان نلجأ الى ما تمّ اللجوء اليه في السنة الماضية من حجر صحي …هناك اشخص بؤساء فقراء اذا لا يعملون لا يأكلون… تصورا لا يمكن شراء الحليب لرضيع او كيف يذهب به الى المستشفى في حالة المرض هناك اثار بطبيعة الحال على الاقتصاد لكن نحن في حالة حرب ولا بد ان ننتصر فيها باجراءات جديدة ..ان كنا قد خسرنا معركة فلن نخسر الحرب”.
وواصل “لدينا جملة من الارقام والتصورات والحلول التي يمكن ان نلجأ اليها ومن بينها تقسيم تراب الجمهورية الى مجموعة من الاقاليم وترتيب الاقاليم ترتيبا تنازليا من الاكثر تضررا الى الاقل تضررا ويتم التركيز من طرف القوات المسلحة والاطباء المدنيين والاطار الطبي وشبه الطبي المدني …على كل واحد منا ان يعتبر نفسه جنديا في خدمة تونس بلا حسابات سياسية…لا بد من اتخاذ قرارات جريئة بناء على تصورات مختلفة تماما عن التصورات التي تم اعتمادها والتي لم تؤد للاسف الى ما يصبو اليه الشعب ويمكن اللجوء الى حل التسخير اذا تفاقم الوضع بالنسبة للمؤسسات الخاصة ما دمنا في حرب”.
وقال سعيّد “هذه حرب جديدة لا يجب ان نخسرنا ..نتعاون مع الجميع في اطار اتخاذ مجموعة من القرارات المتكاملة بهدف الوصول لوضع حد للجائحة …قرارات تتطور حسب الاخصائيين…الاقتراح او النقطة الاولى هي النظر في الاسباب التي ادت الى هذا الوضع ثمّ اما نختار اما الصحة او المال”.