الشارع المغاربي – أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬مونتسكيو‭ ‬Montesquieu‭  ‬؟ /بقلم: مسعود‭ ‬الرمضاني

أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬مونتسكيو‭ ‬Montesquieu‭  ‬؟ /بقلم: مسعود‭ ‬الرمضاني

قسم الأخبار

3 يونيو، 2023

الشارع المغاربي: ‭”‬تفرز‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬السابقة‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬ان‭ ‬الانسان‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬كل‭ ‬السلطات‭ ‬يميل‭ ‬الى‭ ‬إساءة‭ ‬استعمالها‭ ‬وسيواصل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإساءة‭ ‬حتى‭ ‬يلاقي‭ ‬حدودا” ‭ (‬Montesquieu‭)‬

يعتبر‭ ‬مونتسكيو‭ ‬أحد‭ ‬اهم‭ ‬مؤسسي‭ ‬الثورة‭ ‬الفكرية‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬المنارة‭ ‬والرافعة‭ ‬الأساسية‭ ‬للثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬سنة‭ ‬1789‭. ‬كما‭ ‬الهمت‭ ‬دراساته‭ ‬الفلسفية‭ ‬والسياسية‭ ‬دستور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬استطاع‭ ‬ان‭ ‬يتحدى‭ ‬فكريا‭ ‬وسياسيا‭ ‬المنحى‭ ‬الاستبدادي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجسده‭ ‬لويس‭ ‬الرابع‭ ‬عشر،‭ ‬ويبيّن‭ ‬مخاطره‭ ‬وارتداداته‭ ‬ويؤسس‭ ‬لتوجه‭ ‬سياسي‭ ‬مستنير‭ ‬عبر‭ ‬دراسات‭ ‬معمّقة‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬ريمون‭ ‬ارون،‭ ‬انها‭ “‬دعوة‭ ‬الى‭ ‬الحرية‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعددية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬العصرية‭”.‬

‭ ‬ويعتبر‭ ‬كتابه‭ “‬روح‭ ‬القوانين‭” ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬سنة‭ ‬1748‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬إصدارات‭ ‬عصر‭ ‬النهضة‭ ‬،‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اهمّها‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬شرح‭ ‬فيه‭ ‬مونتسكيو‭ ‬أنواع‭ ‬الحكم‭ ‬ليبيّن‭ ‬أفضلها‭ ‬وانسبها‭ ‬للمجتمعات‭ ‬ولحرية‭ ‬الانسان‭  ‬وديمومة‭ ‬السلم‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ . ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬بشدة‭ ‬النظام‭ ‬الدكتاتوري‭ ‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬أسوأ‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬لأنه‭ “‬حكم‭ ‬الفرد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬قيود‭ ‬له‭”‬،‭ ‬فهو‭ ‬يحكم‭ ‬وفقا‭ “‬لمزاجه‭ ‬وأهوائه‭ ‬وتصوراته‭” ‬يستند‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ “‬شرعية‭” ‬واحدة‭ ‬تمكّنه‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬حكمه‭ ‬،‭ ‬وهي‭   ‬بث‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬اخضاعهم‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليهم‭ ‬،‭ ‬ونظام‭ ‬الحكم‭ ‬الذي‭ ‬يسيطر‭ ‬فيه‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬،‭ ‬يغيب‭ ‬فيه‭ ‬القانون‭ ‬،‭ ‬لان‭ “‬القوانين‭ ‬تستوجب‭ ‬بالضرورة‭ ‬قنوات‭ ‬وسيطة،‭ ‬وان‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬غير‭ ‬الإرادة‭ ‬الانية‭ ‬والمزاجية‭ ‬لشخص‭ ‬واحد‭ ‬،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لشيء‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬ثابتا‭.” ‬وقد‭ ‬بنى‭ ‬تصوّره‭ ‬لنظام‭ ‬حكم‭ ‬ديمقراطي‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬التاريخية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬استخلص‭ ‬منها‭ ‬ان‭ “‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يضيع‭ ‬ان‭ ‬مارس‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬الاتية‭: ‬سلطة‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬وصلاحية‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬وصلاحية‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬والخلافات‭ ‬بين‭ ‬الافراد‭ ” ‬وهو‭ ‬يعني‭ ‬بذلك‭ ‬السلطات‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والقضائية‭.‬

فهو‭ ‬يرى‭ ‬ان‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬غلبة‭ ‬لسلطة‭ ‬على‭ ‬أخرى،هو‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأفضل‭ ‬لحكم‭ ‬جمهوري‭ ‬وأنه‭ ‬الضامن‭ ‬لحرية‭ ‬الاشخاص،‭ ‬اذ‭ “‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬ما‭ ‬الا‭ ‬بسلطة‭ ‬مضادة‭”‬،‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬مراقبتها‭ ‬وترسم‭ ‬حدودها‭ ‬القانونية‭ ‬وتكبح‭ ‬الإرادة‭ ‬الفطرية–للحاكم‭-‬لتوسعها‭. ‬لكن‭ ‬مونتسكيو‭ ‬يرى‭ ‬ان‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬ديمقراطي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التنافس‭ ‬بينها‭ ‬او‭ ‬انفصالها‭ ‬عن‭ ‬بعضها،‭ ‬وانما‭ ‬انها‭ ‬تتكامل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬صلاحيات‭ ‬كل‭ ‬منها‭.‬

ولعل‭ ‬إضافة‭ ‬مونتسكيو‭ ‬المهمة‭ ‬لعصر‭ ‬الانوار‭ ‬وللدساتير‭ ‬الحديثة‭ ‬هو‭ ‬إلزام‭ ‬السلطة‭ ‬الحاكمة‭ ‬بمهمة‭ ‬جديدة،‭ ‬اذ‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬دورها‭ ‬مقتصرا‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الافراد‭ ‬وتوجيههم‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬اراداتهم،‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الوسيط،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ملزمة‭ ‬بضمان‭ ‬حريتهم‭ ‬وحمايتها،‭ ‬حرية‭ ‬لا‭ ‬تحد‭ ‬منها‭ ‬غير‭ ‬القوانين‭ ‬العامة‭ ‬والدساتير،‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتجاوز‭ ‬مفعولها‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬القائم‭.  ‬

بين‭ ‬مونتسكيو وقيس‭ ‬سعيد

عديدة‭ ‬هي‭ ‬المرات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬عن‭ ‬مونتسكيو،داعيا‭ ‬معارضيه‭ ‬الذين‭ ‬سماهم‭ “‬أصحاب‭ ‬الفتاوى‭” ‬الى‭ ‬مراجعة‭ ‬كتابات‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬وفهمها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬أخرى‭ ‬الدعوة‭ ‬–‭ ‬بنفس‭ ‬السخرية‭- ‬الى‭ ‬فهم‭ ‬معنى‭ “‬توزيع‭ ‬السلط‭” ‬وكأن‭ ‬الرئيس‭ ‬يلمّح‭ ‬الى‭ ‬مسألة‭ ‬أشاراليها‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ “‬روح‭ ‬القوانين‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬ضرورة‭ ‬تكامل‭ ‬السلطات‭ ‬وتوزيعها‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬الانسجام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القوانين،‭ ‬دون‭ ‬سيطرة‭ ‬او‭ ‬احتواء‭.‬

وطبعا‭ ‬السيد‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬يتحدث‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬قراءته‭ ‬للقانون‭ ‬الدستوري‭ ‬وتاريخه‭ ‬ومنظريه،‭ ‬ولكنه‭ ‬أيضا،‭ ‬كرئيس‭ ‬جمع‭ ‬بيده‭ ‬كل‭ ‬السلطات‭ ‬ويريد‭ ‬ان‭ ‬يبرر‭ ‬توجهه‭ ‬المنفرد‭ ‬عبر‭ ‬مرجعيات‭ ‬تاريخية‭ ‬وازنة،‭ ‬بحكم‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬مونتسكيو‭ ‬،‭ ‬احد‭ ‬المؤسسين‭ ‬للديمقراطية‭ ‬الليبرالية‭ ‬الحديثة‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنعنا،‭ ‬نحن‭ ‬عامة‭ ‬الشعب‭ ‬و‭”‬اشباه‭ ‬المثقفين‭”‬،‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬لمونتسكيو‭ ‬وقراءة‭ ‬متُنه‭ ‬بأكثر‭ ‬تمعنا،‭ ‬لنقف‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نختزل‭ ‬اهمها‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬التالية‭:‬

أولا،‭ ‬ان‭ ‬اسهام‭ ‬مونتسكيو‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬هو‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬توزيع‭ ‬السلطات‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تسيطر‭ ‬سلطة‭ ‬على‭ ‬أخرى‭ ‬فيسود‭ ‬الظلم‭ ‬والقهر‭ ‬والاستبداد‭. ‬فلا‭ ‬حرية‭ ‬دون‭ ‬تجزئة‭ ‬السلطات‭ ‬بحيث‭ ‬تراقب‭ ‬كل‭ ‬سلطة‭ ‬السلطة‭ ‬الأخرى‭ ‬لأنه‭ “‬عندما‭ ‬تجتمع‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬تنتفي‭ ‬الحرية‭ ‬وتكون‭ ‬القوانين‭ ‬ظالمة‭… ‬كذلك‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬للحرية‭ ‬وجودان‭ ‬لم‭ ‬تنفصل‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية،‭”‬

ثانيا،‭ ‬يرى‭ ‬مونتسكيو‭ ‬ان‭ ‬الاجسام‭ ‬الوسيطة،‭ ‬أي‭ ‬تلك‭ ‬الهياكل‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والدولة،‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ “‬اعتدال‭” ‬الدولة‭ ‬وشرعنة‭ ‬الحكم،‭ ‬فكرة‭ ‬سيطوّرها‭ ‬ألكسيس‭ ‬دو‭ ‬تكوفيل‭ ‬Alexis de Tocqueville‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ “‬النظام‭ ‬القديم‭ ‬والثورة‭ ” ‬اين‭ ‬ينتقد‭ ‬مركزية‭ ‬الحكم‭ ‬لدى‭ ‬اليعقوبيين‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬،‭ “‬باسم‭ ‬السيادة‭”‬،‭ ‬كل‭ ‬الوسائط‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬المركزية‭ ‬والشعب،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬ديمقراطية‭ ‬دون‭ ‬هياكل‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ “‬تؤشر‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬التنظم‭ ” ‬خارج‭ ‬اطر‭ ‬الدولة‭ ‬وتسد‭ ‬،‭ ‬أيضا،‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬المركزية‭ ‬والمواطن‭.”‬

ثالثا،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمونتسكيو‭ ‬فإن‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬السلطات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬التعسّف‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬المواطنين،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬القاضي‭ “‬الخاضع‭ ‬الى‭ ‬السلطة‭” ‬الى‭ ‬طاغية،‭ ‬ومع‭ ‬ان‭ ‬القضاء‭ ‬بالنسبة‭ ‬اليه،‭ ‬ليس‭ ‬سلطة‭ ‬بنفس‭ ‬مرتبة‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬فإن‭ ‬القاضي‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬للبرلمان‭ ‬ولا‭ ‬للحكومة،‭ ‬فهو‭ “‬مفسّر‭”‬القانون‭ ‬ومنفذه،‭ ‬بكل‭ ‬استقلالية‭ ‬وحياد‭.‬

بعد‭ ‬هذه‭ ‬القراءة‭ ‬السريعة،‭ ‬ونظرا‭ ‬لما‭ ‬وصل‭ ‬اليه‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وبعد‭ ‬قضم‭ ‬جلّ‭ ‬الهياكل‭ ‬الوسطى‭ ‬وتهميشها‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬القضاء‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬خانقة،‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬المعاصر،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬السيد‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭: “‬أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬مونتسكيو؟‭”‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 30 ماي 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING