الشارع المغاربي : في تطورات جديدة للازمة التي يعيش على وقعها قطاع الفسفاط ، تحول وفد رفيع المستوى يقوده وزير الطاقة الى ساحة محمد علي بقلب العاصمة تونس ،بحثا عن حلول بتوقيع الاتحاد العام التونسي للشغل ، بعد ان فشلت الاجراءات التي اقرتها الوزارة مؤخرا في اطفاء فتيل الغضب بالحوض المنجمي .

اذ استقبل الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي اليوم الخميس 8 فيفري بمكتبه بالمقر المركزي للمنظمة وزير الطاقة خالد قدور وكاتب الدولة والرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة واطارات شركتي فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي بحضور محمد الصغير ميراوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة.

واشارت الصفحة الرسمية للإتحاد العام التونسي للشغل بموقع التواصل الاجتماعي”فايسبوك” الى أن اللقاء تطرق إلى ملف شركة فسفاط قفصة والوضع الخطير الذي يمر به الحوض المنجمي وتبعاته على الاقتصاد الوطني و على مستقبل شركة فسفاط قفصة .

وأكدت أن اللقاء جاء بطلب من إطارات شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي من أجل البحث عن حلول حقيقية ودائمة تُعيد للشركة دورها الاجتماعي والتنموي والاقتصادي.

ولا تعد هذه المرة الاولى التي يستنجد فيها بالاتحاد العام التونسي للشغل لاحتواء أزمات مماثلة، من ذلك تدخله لفك اعتصام الكامور بتطاوين .

والمعروف ان بن قدور رشح لمنصبه الحالي من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل ، وقوبل هذا الترشيح بمساندة ودعم من قبل عدد من الاحزاب على غرار نداء تونس .

يشار إلى أن انتاج الفسفاط قد توقف في المدة الأخيرة تقريبا بكل مناجم منطقة الحوض المنجمي بسبب الإعتصامات والإحتجاجات مباشرة إثر الاعلان يوم 20 جانفي الماضي عن القسط الرابع من نتائج مناظرة انتداب أعوان تنفيذ للعمل بالشركة.

وتنتصب خيام المعتصمين وعائلاتهم، المحتجّين على نتائج هذه المناظرة والمطالبين بفرص عمل، بكلّ مواقع استخراج وإنتاج الفسفاط وبمسالك نقله بالمدن المنجمية، بما في ذلك منجمي كاف الدّور وكاف الشفائر، كبرى مناجم استخراج وإنتاج الفسفاط بمعتمدية المتلوي .

وأقام معتصمون أخرون خياما بمداخل ورشات الصيانة والعتاد ومصلحة النقل وبمركز البحوث والدراسات وأيضا بمدخل الادارة العامة للانتاج وبمغازات شركة فسفاط قفصة وأيضا بوحدات معالجة الفسفاط وإنتاجه، ويطالب المعتصمون وهم كلّهم من العاطلين عن العمل بفرص لتشغيلهم .

وتعاني شركة فسفاط قفصة، وهي المشغّل الرئيسي لعقود طويلة بالجهة، منذ بداية 2011 من تدهور في حجم إنتاج الفسفاط التجاري بسبب إعتصامات طالبي الشغل إذ لم يتجاوز إنتاج الفسفاط مستوى 40 بالمائة من إنتاج سنة 2010، كما لم يتعدّ معدّل إنتاجها السنوي في السنوات السبع الاخيرة 5 ملايين طنّ مقابل أكثر من 8 ملايين طن في عام 2010، حسب بيانات الشركة .وتراجع تبعا لذلك الترتيب العالمي لهذه المؤسسة من المرتبة الخامسة سنة 2010 إلى المرتبة التاسعة سنة 2014.

يذكر أن وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة كانت قد أشارت إلى انها ستقوم بنشر قائمة الناجحين في كل معتمدية وانها ستقبل التشكيات حول نتائج المناظرة خلال أسبوعين إبتداء من اليوم لرفع كل إلتباس حول شفافية النتائج المُعلن عنها بخصوص مناظرة إنتداب أعوان تنفيذ بشركة فسفاط قفصة.

واضافت انه سيتمّ تكوين لجنة فنية للتدقيق في نتائج المناظرة ودراسة التشكيات تتكون من ممثلين عن التفقديات العامة لكل من وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة ووزارة الشؤون الإجتماعية ووزارة التكوين المهني والتشغيل والسلط الجهوية بولاية قفصة وشركة فسفاط قفصة والمكتب المكلف بفرز الملفات.

واشارت إلى انه، إسهاما في دفع نسق التشغيل، تقرّر إنجاز برنامج إنتدابات جديدة في حدود 1006 اعوان من خلال إستباق المغادرات للتقاعد بشركة فسفاط قفصة عبر انتداب 579 عونا منهم 125 عونا بعنوان المتبقي من الإنتدابات الجارية و 454 عونا إنتدابات إستباقية وبرمجة انتداب 427 عونا للمجمع الكيميائي التونسي.

وشدّدت الوزارة على انه سيتم التنسيق مع السلطة الجهوية بخصوص الإعلان عن نتائج مناظرة إنتداب 441 عونا بشركات البيئة والغراسة والبستنة بولاية قفصة و62 إطارا بالشركة التونسية لنقل المواد المنجمية مبينة أن ندوة تضم جميع المتدخلين ستعقد لتفعيل شركات البيئة والغراسة والبستنة بما يسمح بفتح آفاق جديدة.