الشارع المغاربي: اكد الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الجمعة 4 ديسمبر 2020 ان “الصراعات السياسية العبثية تحت قبة البرلمان انعكست سلبا على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي وعمّقت أزمة البلاد وعرّضتها الى عواصف جارفة” محذرا من ان ذلك “سيدك أركان الدولة والمجتمع اذا لم تتوقف المهاترات البرلمانية ويحلّ محلّها صراع البرامج والحلول والاقتراحات وإذا لم يتم الانكباب على معالجة الملفّات الرئيسيّة التي ظلّت لعشر سنوات مهملة تتلاعب بها التجاذبات وتتقاذفها المصالح والارتباطات الخارجية للحكّام”.
واعتبر الاتحاد في بيان صادر عنه بمناسبة الذكرى 68 لاغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشّاد التي تحل يوم غد 5 ديسمبر على يد عصابات الغدر الاستعمارية ان” الأحزاب المتربّعة على سدّة الحكم منذ عقود اهملت معالجة هموم الناس وتقديم الحلول لمشاكلهم والبحث في سبل تحقيق حقوقهم في العمل الكريم والتعليم الراقي والصحّة السليمة وفي رفاه العيش عموما” مؤكدا ان “الأوهام التي تبثّها بعض الأطراف خلال الحملات الانتخابية ثمّ تتنكّر لها بعد حصولها على السلطة زادت من زرع مشاعر الإحباط والدفع إلى الحلول الفردانية اليائسة وتفاقم البطالة واستفحال الفقر وغياب الشعور بالأمن وانسداد آفاق المستقبل”.
وشدد الاتحاد على انه لن يقف متفرّجا على ما وصفه بالانحدارمجددا وقوفه إلى جانب المطالب الشعبية ودعمه كلّ احتجاج سلمي منظّم حول المطالب المشروعة بعيدا عن النزعات القطاعية والجهوية التي قال ان “جهات معلومة لها مصلحة في تقسيم الشعب وتفكيك أوصال الدولة” تغذيها.
واشار الى ان الذكرى 68 لاغتيال الزعيم فرحات حشاد ” تتزامن مع “وضع صعب تعيشه بلادنا تعمّق فيه التناحر والتجاذبات السياسية وتعالى فيه خطاب الكراهية والحقد والعنف من قبل تيّارات شعبوية متطرّفة تدفع إلى الاقتتال الأهلي وتسعى إلى نفي الرأي المخالف وتخطّط للهيمنة على مفاصل الدولة والسيطرة على أجهزتها وتغيير نمط المجتمع في اتّجاه الانتكاس إلى الوراء والارتداد إلى رؤى وأنماط قرووسطية بائدة أو إلى أنظمة حكم استبدادية ثار عليها الشعب واستشهد من أجل إسقاطها مئات التونسيّات والتونسيين”.
وجدد الاتحاد تصميمه على “إنقاذ تونس من قبضة العنف وتخليصها من الوعود الشعبوية الكاذبة التي تتعرّى على مذبح الواقع عندما تقف هذه التيّارات المتطرّفة في وجه مصالح عموم الشعب وتصطفّ مع قوى الاستغلال وعصابات الفساد ولوبيات المال الفاسد ليواصلوا متحالفين امتصاص قوت الناس واستغلال عرقهم ونهب ثروات البلاد”.
كما جدد تجنّده من أجل “منع أيّ انحراف أو محاولة لتدمير المسار الديمقراطي ونضاله من أجل تكريس مبدأ الدولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية وضمان حماية قيم الجمهورية”.
وذكر الاتحاد بان احياء ذكرى اغتيال حشاد يتزامن هذه السنة مع الذكرى التاسعة لما اسماه بـ “الهجمة الدامية لعصابات رابطات تدمير الثورة على بطحاء محمّد علي ومحاولة احتلالها والسيطرة من خلالها على هياكل الاتحاد ومن ثمّة تنصيب قيادات موالية للترويكا الحاكمة ومحاولة تدجينه من جديد ليخدم ركاب السلطة” مجددا بالمناسبة مطالبته بمحاسبة المعتدين على مقرّ الاتحاد يوم 4 ديسمبر 2012 بمن فيهم من نفّذ ومن خطّط ومن موّل وقرّر.