الشارع المغاربي – البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لـم‭ ‬يفهم‭ ‬شيئا‭ !‬/بقلم: عز الدين سعيدان

البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لـم‭ ‬يفهم‭ ‬شيئا‭ !‬/بقلم: عز الدين سعيدان

قسم الأخبار

13 سبتمبر، 2023

الشارع المغاربي: ‭ ‬–‭1‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬أنه‭ ‬طبقا‭ ‬لقانون‭ ‬2016‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستقلا‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬هياكلها‭ ‬الهامة‭.‬

‭ ‬–‭2 ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬استقلاليته‭ ‬حماية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتبعا‭ ‬لذلك‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬مالية‭ ‬محتملة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭. ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬تمويل‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬البنوك‭ ‬يمثل‭ ‬ضلالا‭ ‬ماليا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭.‬

‭ ‬–‭3 ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬2016‭ ‬في‭ ‬حدّ‭ ‬ذاته‭ ‬يفرض‭ ‬عليه‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬مستشار‭ ‬مالي‭ ‬للدولة‭. ‬وباستثناء‭ ‬جمل‭ ‬واردة‭ ‬ببلاغات‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬البنك‭ ‬المركزي،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬أبدا‭ ‬تجسيد‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬شواغل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭.‬

‭ ‬–4‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬وجوب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سياسته‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يتوجب‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬النقدية‭ ‬وخصوصا‭ ‬بالترفيع‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬تقييم‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬النموّ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وعلى‭ ‬التشغيل‭ ‬وعلى‭ ‬خلق‭ ‬الثروة‭. ‬وإذا‭ ‬أصرّ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬مسؤوليته‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التضخّم‭ ‬فإنه‭ ‬يثبت‭ ‬بذلك‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬شيئا‭. ‬فنتيجة‭ ‬مختلف‭ ‬عمليات‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ :‬

ليس‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬سيطرة‭ ‬على‭ ‬التضخم‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬العكس‭ ‬وزيادة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لنا‭ ‬نسبة‭ ‬بطالة‭ ‬مرتفعة‭ ‬ونموّ‭ ‬اقتصادي‭ ‬ضعيف‭ ‬وتدمير‭ ‬ممنهج‭ ‬للثروة‭.‬

‭ ‬–5‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬الخطيرة‭ ‬لحماية‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشركات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وكذلك‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وأن‭ ‬ظروف‭ ‬الوباء‭ ‬الاستثنائية‭ ‬كانت‭ ‬تتطلب‭ ‬إجراءات‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭. ‬لكن‭ ‬هنا‭ ‬أيضا‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬شيئا‭ ‬وذكّرنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بأن‭ ‬دوره‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬التضخم‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يفلح‭ ‬فيه‭ ‬بالمرة‭. ‬وزيادة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تسببت‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬فقدان‭ ‬عشرات‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬وعشرات‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬وقوع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬للركود‭ ‬الدائم‭.‬

‭ ‬–‭6 ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الدينار‭ ‬التي‭ ‬توخّاها‭ ‬والتي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مصطنع‭ ‬له‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬عجز‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬الى‭ ‬جبل‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬والذي‭ ‬يظهر‭ ‬أنه‭ ‬بات‭ ‬خارجا‭ ‬عن‭ ‬سيطرة‭ ‬السلطة‭ ‬المركزية‭. ‬فمثلما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬تمثل‭ ‬العملة‭ ‬الوطنية‭ ‬آلية‭ ‬تعديل‭ ‬بامتياز‭. ‬ومن‭ ‬الأفضل‭ ‬ترك‭ ‬قيمة‭ ‬العملة‭ ‬الوطنية‭ ‬تتراجع‭ ‬بدل‭ ‬التسبب‭ ‬للاقتصاد‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬يصبح‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬تداركها‭. ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينسب‭ ‬لنفسه‭ ‬دور‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬الدينار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اقتصاد‭ ‬منهار‭ ‬اذ‭ ‬أن‭ ‬استقرار‭ ‬الدينار‭ ‬المصطنع‭ ‬يكلّف‭ ‬غاليا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬والدين‭ ‬الخارجي‭ ‬والنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ومواطن‭ ‬الشغل‭.‬

‭ ‬–7‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬الترفيع‭ ‬المتكرّر‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬أدّى‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬الى‭ ‬خنق‭ ‬الاستثمار‭ ‬وبالنتيجة‭ ‬خنق‭ ‬النموّ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وخنق‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭. ‬ولم‭ ‬يؤد‭ ‬هذا‭ ‬الترفيع‭ ‬المتكرر‭ ‬إلا‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬اثراء‭ ‬البنوك‭. ‬ويزعم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أنه‭ ‬يرفع‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬بفعل‭ ‬انهيار‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬وتراجع‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬الكبير‭ ‬للمواطن‭ ‬التونسي‭. ‬وقد‭ ‬قادت‭ ‬سياسة‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬النقدية‭ ‬الى‭ ‬تجميد‭ ‬محرّكات‭ ‬النموّ‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأساسية‭ ‬وهي‭ ‬الاستثمار‭ ‬والتصدير‭ ‬والاستهلاك‭.‬

‭ ‬–8‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأدوار‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬يخوّلها‭ ‬له‭ ‬القانون‭ ‬دورا‭ ‬يكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لتمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬الاشراف‭ ‬على‭ ‬نشاطات‭ ‬البنوك‭ ‬ومراقبتها‭. ‬ففي‭ ‬ظلّ‭ ‬الفضائح‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬علينا‭ ‬برأسها‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬منظومتنا‭ ‬البنكية‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬للتساؤل‭ : ‬أين‭ ‬هو‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفضائح؟‭ ‬

فما‭ ‬يتوجب‭ ‬معرفته‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬مكلّفة‭ ‬بإمداد‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بتقارير‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬وكل‭ ‬شهر‭ ‬وكل‭ ‬ثلاثي‭ ‬وكل‭ ‬سداسي‭ ‬وكل‭ ‬عام‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتوجب‭ ‬معرفته‭ ‬أنه‭ ‬محمول‭ ‬على‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعين‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬بنك‭ ‬لفحص‭ ‬وضعيات‭ ‬ملفات‭ ‬القروض‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬دورا‭ ‬رقابيا‭ ‬متواصلا‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬البنوك‭ ‬ودورا‭ ‬تفقديا‭ ‬على‭ ‬عين‭ ‬المكان‭. ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يدعي‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬علم‭ ‬له‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬البنوك؟

‭ ‬–‭9 ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬محفظة‭ ‬قروض‭ ‬البنوك‭ ‬تمثل‭ ‬عنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬البنوك‭ ‬بشكل‭ ‬حذر‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أنه‭ ‬ترك‭ ‬للبنوك‭ ‬حرية‭ ‬إقرار‭ ‬الدولة‭ (‬بالدينار‭ ‬وبالعملة‭ ‬الاجنبية‭) ‬ودفعها‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬كما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬إقراض‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬بدرجة‭ ‬باتت‭ ‬معها‭ ‬توازناتها‭ ‬الكبرى‭ ‬اليوم‭ ‬مهدّدة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬فالقروض‭ ‬المباشرة‭ ‬الموجهة‭ ‬للدولة‭ ‬تمثل‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬قروض‭ ‬البنوك‭. ‬كما‭ ‬تمثل‭ ‬قروض‭ ‬البنوك‭ ‬للمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬٪‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬محفظتها‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصبح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬محفظة‭ ‬القروض‭ ‬البنكية‭ ‬موجهة‭ ‬الى‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬مخاطرة‭ ‬تحدق‭ ‬بالتوازنات‭ ‬المالية‭ ‬للبنوك‭.‬

‭ ‬–10‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬للمنظومة‭ ‬البنكية‭ ‬هو‭ ‬تمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وليس‭ ‬تمويل‭ ‬عجز‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭. ‬فنحن‭ ‬نشهد‭ ‬اليوم‭ ‬بروز‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬استبعاد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬التمويلات‭ ‬البنكية‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬السيولة‭ ‬وأن‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬يغضّ‭ ‬طرفه‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

11‬–‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التمويلات‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الدولة‭ ‬سمح‭ ‬للسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬بتأجيل‭ ‬إصلاحات‭ ‬ضرورية‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬حتمية‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬له‭ ‬وبالتالي‭ ‬حرمان‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬انتعاشة‭ ‬اقتصادية‭ ‬باتت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬صعبة‭ ‬المنال‭.‬

‬12–‭ لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬تمويل‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية‭ ‬سواء‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬يمثل‭ ‬ضخّ‭ ‬سيولة‭ ‬مالية‭ ‬بلا‭ ‬مقابل‭ ‬اقتصادي‭ ‬يسميها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ “‬open market‭” ‬أو‭ “‬طلب‭ ‬عروض‭” ‬أو‭ “‬swaps‭” ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬وبكل‭ ‬بساطة‭ ‬طباعة‭ ‬أوراق‭ ‬نقدية‭ ‬تولّد‭ ‬التضخم‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬توازنات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬الكبرى‭. ‬ويصرّ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬إنكار‭ ‬لجوئه‭ ‬المكثف‭ ‬لطباعة‭ ‬الأوراق‭ ‬النقدية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الطباعة‭ ‬مادية‭.‬

‭ ‬–13‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬سياسته‭ ‬النقدية‭ ‬وراء‭ ‬أزمة‭ ‬السيولة‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬اليوم‭ ‬المنظومة‭ ‬البنكية‭.‬

‭ ‬–14‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬سياسته‭ ‬النقدية‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬مراجعة‭ ‬لترقيم‭ ‬تونس‭ ‬السيادي‭ ‬نحو‭ ‬التخفيض‭ ‬وفي‭ ‬تخفيض‭ ‬ترقيم‭ ‬البنوك‭ ‬التونسية‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭.‬

‭ ‬–‭15 ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬ينشأ‭ ‬لتحقيق‭ ‬أرباح‭ ‬مدهشة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المؤسسات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬وأنه‭ ‬بُعث‭ ‬ليقدم‭ ‬للبلاد‭ ‬وللاقتصاد‭ ‬سياسة‭ ‬نقدية‭ ‬فعّالة‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬وصلنا‭ ‬اليه‭ ‬اليوم‭ : ‬دين‭ ‬عمومي‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭… ‬مؤسسات‭ ‬عمومية‭ ‬مفلسة‭.. ‬اقتصاد‭ ‬عاجز‭ ‬عن‭ ‬خلق‭ ‬النمو‭ ‬والثروة‭… ‬طبقة‭ ‬متوسطة‭ ‬تنهار‭ ‬ومواد‭ ‬أساسية‭ ‬مفقودة‭ ‬تترك‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمره‭.‬

ملاحظة‭ : ‬نحن‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭ :‬

‭- ‬أين‭ ‬قانون‭ ‬الصرف‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬وُعدنا‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات؟

‭- ‬أين‭ ‬التحوّل‭ ‬الرقمي‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬والبنوك؟

‭- ‬أين‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭.‬

‭- ‬أين‭ ‬البنك‭ ‬المركزي؟

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 12 سبتمبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING