الشارع المغاربي – منى الحرزي : من المنتظر أن يجتمع مكتبا لجنتي الصناعة والطاقة والثروات الطبيعية والبنية الأساسية والبيئة وهيئة الرقابة العامة للمالية غدا الاربعاء 23 جانفي 2019، لصياغة مراسلة عاجلة ستوجه لرئيس الحكومة يوسف الشاهد من أجل طلب عودة شركة “توبيك” إلى سالف نشاطها وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ”الشارع المغاربي”.
وحسب نفس المصادر فإن قرار اللجنتين، جاء بعد الاستماع إلى ممثلي الشركة أمس الاثنين بمجلس نواب الشعب وبعد الاطلاع على تقرير هيئة الرقابة العامة للمالية المتعلّق بحقل النّفط “حلق المنزل” علما أن التقرير الذي تلقته اللجنة يتكون من 29 صفحة .
وأكدت مصادرنا أن اللجنتين إرتأيا أن تستأنف الشركة نشاطها على أن ينظر القضاء في الاخلالات التي شابت ملف “حلق المنزل” وكيفية تعاطي وزارة الطاقة مع ملف اسناد رخص الاستغلال للشركة المذكورة.
يذكر ان ملف هذا الحقل كان وراء اقالة 5 مسؤولين منهم وزير الطاقة وكاتب الدولة وحذف الوزارة برمتها .
وكانت لجنتي الإصلاح الإداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ومراقبة التصرف في المال العام قد عقدتا جلسة مشتركة لتلاوة التقرير المشترك بين هيئة الرقابة العامة للمصالح العمومية وتفقد بعض أوجه التصرف بوزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة تخص وضعية امتياز استغلال حقل المنزل والاستماع إلى ممثلين عن شركة توبيك.
يذكر أن منظمة “أنا يقظ” كانت قد نشرت ملخصا للتقرير الرقابي عن تصرف وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة في رخصة امتياز استغلال حقل ”حلق المنزل” التي تسبّبت في إعفاء وزير الطاقة السابق خالد قدور رفقة أربعة مسؤولين سامين مع حذف وزارة الطاقة وإلحاق مصالحها بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة.
وذكرت المنظمة أنّه تمّ إعداد التقرير من قبل هيئتي الرقابة العامة للمصالح العمومية وهيئة الرقابة العامة للمالية اثر اعلان رئاسة الحكومة عن قرارات الاعفاء، لافتة إلى أنه يأتي في 17 صفحة قالت إنه تم توجيهها الى مجلس نواب الشعب بتاريخ 19 أكتوبر المنقضي إثر طلب من لجنة الصناعة والطاقة والثروات الطبيعية والبنية الأساسية والبيئة.
وأشارت “أنا يقظ” إلى أنّ التقرير تطرّق الى الوضعية التاريخية والقانونية لامتياز استغلال ”حلق المنزل”، بالاضافة الى مختلف الاخلالات التي شابت تعاطي وزارة الطاقة مع هذه الرخصة”.
من جهته، كان وزير الطاقة المُقال خالد بن قدور قد أكّد أن وضعية حقل النفط “حلق المنزل” بالمنستير قانونية وأنه يحقّ له مواصلة نشاطه إلى غاية سنة 2029، معرجا على أن المشروع عُرض في ندوة الاستثمار تونس 2020.
وأوضح بن قدور في حديث لأسبوعية “الشارع المغاربي” بعددها الصادر يوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2018 أن أحد مستشاري رئيس الحكومة يوسف الشاهد في اشارة الى لطفي ساسي طلب تغيير 4 كراسات شروط وأن اللجنة المكلفة بذلك في الوزارة رفضت ذلك، مُشددا على أن ملف اقالته لا يتعلق بخلافات بينه وبين رئيس الحكومة موضحا بالقول “الاختلافات موجودة في العمل سواء مع المديرين أو مع الرؤساء وهي مسألة عادية”.
واعتبر الوزير المُقال أن ما قاله الناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني دليل على أن لا معلومات له عن الملف وأنه ليس ملمّا به، قائلا “الدهماني قال إنه ليس لرئاسة الحكومة علم وفي هذا الإطار هناك مكتوب وُجّه من رئاسة الحكومة إلى مستشارها القانوني يوم 14 جويلية 2011 لإبداء رأيه في حقول من هذا النوع”.
وأوضح بن قدور أنه كان للمستثمر التونسي حسب القوانين 50 سنة وأنه عندما جاءت مجلة المحروقات سنة 1999 قرر التمشي وفقها، لافتا إلى أنّ المجلة تنصّ على 30 سنة، مضيفا “لكن هناك فصول تفسر جيدا المراحل الانتقالية وقد تمّت استشارة المستشار القانوني للحكومة وادارة الشؤون القانونية بالوزارة وانتظمت عدة اجتماعات بين المختصين في المجال وتم اختيار تأويل تقديم 50 سنة وهذه هي الاشكالية”.
وأكد وجود وثيقة قدّمها مدير في عهد وزير بحكومة المهدي جمعة سنة 2015 تشير إلى أن للمستثمر قانونية استغلاله حتى سنة 2029، مفسّرا بالقول “هناك تأويلات والإدارة حسب المستشار القانوني للحكومة والحكومة اتبعت التمشي بأن هذا الحقل قانوني وهذا كان في 2015… صيغة الحقل قانونية ورئاسة الحكومة أجابت على ذلك منذ 2011 ولها ممثل يحضر في المجلس وإذا كانت لا تعلم فكيف تدرجه في ندوة الاستثمار ؟”.
يذكر أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد كان قد قرّر يوم الجمعة 30 أوت الماضي إقالة كلّ من وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة خالد قدور وكاتب الدولة للمناجم هاشم حميدي إضافة إلى اعفاء المديرين العامين للمحروقات والشؤون القانونية بالوزارة والمدير العام للشركة التونسية للأنشطة البترولية.
كما قرر إلحاق وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة.