الشارع المغاربي: اعربت راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية اليوم الجمعة 12 اوت 2022 عن امانيها بان ينجز رئيس الجمهورية قيس سعيد ما لم ينجز من سبقه من الرؤساء باعتباره رجل قانون دستوري وبأن يتخذ خطوات جدية وعملية لتغيير العقليات نافية ان يكون الاتحاد قد منحه صكا على بياض.

وقالت الجربي في رسالة موجهة لرئيس الجمهورية بمناسبة عيد المراة الذي يوافق يوم غد خلال حضورها اليوم بالاذاعة الوطنية: ” اتمنى ان ينجز ما لم ينجز من سبقه من الرؤساء وهو رجل قانون دستوري وان يتحقق فعلا في عهده ما كنا نتمنى..ادرك ان القضية الكبرى ليست هي المساواة في الارث ولكنها تغيير المناهج وتغيير العقلية ونتمنى ان يتخذ فعلا خطوات جدية وعملية من اجل تغيير العقليات لان تغيير العقليات يبدا بتغيير المناهج التي لم تتغير الى حد الان ” متسائلة ” هل تتضمن المناهج الدراسية مبادىء المساواة والمواطنة واحترام حقوق النساء ؟ مضيفة ” ايضا يتعين اتخاذ قرارات في اصلاح اوضاع الفلاحة والا نقتصر على معالجة الظواهر لكن يجب ان يكون الاصلاح في العمق وايضا معالجة المنوال التنموي … “

وردت الجربي من جهة أخرى على الانتقادات الموجهة اليها بالهرولة لمساندة مسار 25 جويلية وتقديم صك على بياض لرئيس الجمهورية قيس سعيد بالقول ” اولا لست من سارع نحو قصر قرطاج فنحن مؤسسة تم توجيه الدعوة لنا مثل غيرنا لشرح ما اقدم عليه في 25 جويلية وكنت اكثر واحدة صراحة ضمن الحضور وعبرت عن رايي بكل صدق وقناعة وشددت على ان رايي شخصي وعلى انه يتعين الرجوع لهياكل المنظمة للتعبيرعن رايها ونحن نظمنا اجتماعا بحضور 60 هيكلا وتم تدوين كل ما جاء على لسان ممثلات الهياكل والحاضرات من النساء واجمعن على ان نشارك في الحوار وعلى الا نترك مكاننا شاغرا ولكن ذلك لا يعني اننا قدمنا صكا على بياض وقد اصدرنا بيانا في ذلك وقلنا اننا نشارك من باب عدم ترك المكان شاغرا وفي نفس الوقت قلنا اذا لم يكن هناك اصغاء او مشاركة حقيقية وفعلية فاننا ننسحب في اي وقت”.

واضافت ” نحن اناس نفكر واناس مختلفون ايديولوجيا وثقافيا والاتحاد ليس مثلما كان من قبل راي واحد وموقف واحد وخط واحد …اليوم الاتحاد موزاييك من كل التوجهات الفكرية والايديولوجية تقريبا في تونس لكن مصلحة منظمتنا وقيامنا بدورنا يجعلاننا مسؤولات في حدود الدور الذي يمكننا ان نلعبه كمجتمع مدني….”

وحول موقفها من الدستور الجديد ذكرت الجربي بانه سبق لها ان اكدت انه تضمن ايجابيات وايضا الكثير من” الاشياء حمالة الاوجه” .

وابرزت ان من المؤاخذات الكبرى التي لديها على الدستور الفصل 5 منه ولغته التي قالت انها ليست مجندرة وكذلك الترشح لرئاسة الجمهورية والتي قالت انه لا يجوز تقريبا الا لجنس الذكور.

واشارت الى انه كان لديها تخوف من التراجع عن مبدا التناصف مذكرة بان النساء ناضلن لسنوات من اجل هذا المكسب.

وتابعت الجربي حديثها عن الدستور قائلة” العديد من المسائل ذات العلاقة بحقوق النساء موجودة ومضمونة وهذا بالنسبة لي يثلج صدري… بقي انني اعلم ان بعض زميلاتي يناقشن حقوقا اخرى لها علاقة بتأويل تلك الحقوق وانا بالنسبة لي ودائما اقول ان المهم هو كيفية تطبيق النصوص من قبل القاضي التونسي وما ان كان له التزام بتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بحقوق النساء وغيرها..”

واعتبرت ان المشكل في قراءة النصوص يكمن في من يطبقها معيبة على عدد من القضاة الالتصاق بالنص وعدم النظر الى روح القوانين والفلسفة التي تقوم عليها.

واضافت في نفس الاطار “اتمنى ان يسلط الضغط الذي حصل في الفترة الاخيرة حول التخوف من كيفية تاويل بعض بنود الدستور على السادة القضاة حتى عندما يدخل الدستور الجديد حيز التنفيذ يكون التوجه نحو التاويل الايجابي الذي يخدم حقوق النساء والرجال في نفس الوقت وايضا نحو دولة ديمقراطية تؤمن بالعدالة وبالمساواة…”