الشارع المغاربي: اعتبر محمد الحامدي القيادي بالتيار الديمقراطي والوزير السابق اليوم الثلاثاء 25 ماي 2021 أنّ حالة البلاد شبيهة بالحرب الأهلية الباردة مشددا على أنّه لا يمكن الخروج من هذا الوضع اليوم إلاّ عبر تسويات .
وعلّق الحامدي خلال حضوره ببرنامج ” L’interview” اليوم على اذاعة “ماد” على الجدل الدائر حول ما بات يسمى بـ”الوثيقة المسربة” بالقول “لا اميل الى ممارسة السياسة بالتسريبات لأنني اميل للوقائع والتحاليل ويبدو لي ان التسريبات لا تصلح للتحليل وأنّ الغاية منها في العادة خلق حالة ما واستهداف الرئيس وتعفين الأجواء “.
وتساءل “هل يتصرف الذي يريد ان يقوم بانقلاب بهذه الطريقة ؟ وما معنى انقلاب وفق فصل دستوري ؟ اذن هو حل دستوري رغم انني لا اعتقد ان شروط الفصل 80 متوفرة…اذا كانت المسألة وفق فصل دستوري فهذا لا يُعدّ انقلابا بل ممارسة دستورية منظمة بالدستور” مضيفا “لو عاد الناس للدستور لتبينوا ان الفصل 80 يتحدث عن كيفية ادارة البلاد في حالة الخطر الداهم وسياسيا يفترض حالة تآزر بين السلط وليس حالة انقسام …وبالتالي فلسفة الفصل 80 ليست فلسفة استعمال البعض الدستور ضدّ الآخر بل بالعكس هي فلسفة تآزر في حالة خطر داهم وعلاوة على ذلك فإنّ لتطبيقه شروطا اخرى ومن بينها موافقة المحكمة الدستورية”.
وتابع “لا اعتقد ان للرئيس نوايا انقلابية …انتخبه 3 ملايين شخص فهل سينقلب على نفسه؟ …هو جزء اساسي من النظام…لرئيس الجمهورية مؤاخذات على المنظومة ومواقف لا يخفيها ولكن لا دخل لها بالتسريبات…الرجل اكد مرارا وتكرارا التزامه بالدستور وبالتالي إمّا ان تكون هناك أطراف مصدومة ومهووسة وتعاني من اضطربات نفسية قديمة “يحسبون كلّ صيحة عليهم” او ان هناك فعلا اطراف تسعى لتعفين الاوضاع ولقطع الطريق على أيّة محاولة للذهاب في اتجاه تسويات تُخرج البلاد ممّا هي فيه”.
وواصل “هناك تعريف سائد جدا في السياسة وانا لي تحفّظ عليه وهو ان السياسة فن ممكن وأنا أقول إنّ السياسة هي تحويل الواجب الى ممكن والواجب الآن هو إخراج تونس ممّا هي فيه..كيف سيتمّ ذلك ؟ حالة البلاد شبيهة بالحرب الاهلية الباردة …حرب اهلية لكنها ليست حارّة وبالتالي يجب اخراج البلاد من هذا الوضع…ليس هناك طرف قادر على التغلب على الازمة وعلى ان يصطف الناس ورائه ولله الحمد ” مؤكدا “لا يمكن الخروج من هذا الوضع الا عبر تسويات والانتقالات الديمقراطية في العالم تتم بتسويات كبرى”.
وبخصوص الحوار الوطني قال الحامدي “قلت في الاعلام ان للرئيس مخاوف من ان يتحول الحوار الى صفقات بين سياسيين…هذا ليس بالضرورة ..الحوار سيطرح المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية التي تعاني منها البلاد ..لسعيد ايضا مخاوف من مشاركة الفاسدين في الحوار…ولكن ما لا يُدرَكُ كُلُّه لا يُترَكُ جُلُّه…يجب ان نتفق على مبدا الحوار الوطني واذا توجد موانع جوهرية لاشخاص فلا يشاركون فيه ولكن للانصاف واحقاقا للحق من يتحمّل التعطيل ليس فقط الرئيس بل ايضا اطرافا اخرى وانا شاهد على هذا وتحدثت مع رئيس الجمهورية كما تحدثت مع غيره وكان قابلا بمبدأ الحوار وارساء آليات واضحة الا ان التحوير الحكومي اثر على المسألة وانا شاهد على هذا”.
وأضاف “اتصلت حتى بأطراف قلت لهم اذا تريدون ان يتم عقد الحوار فاوقفوا التحوير الحكومي الا انهم لم يكونوا جادّين…حركة النهضة لم تكن جادّة في هذا وبالتالي تتحمل مسؤوليتها فضلا عن ذلك الازمة التي نحن فيها بدأت منذ سقوط حكومة الفخفاخ ..من اسقطها ومن مارس العبث السياسي في ظل ازمة مالية وجائحة صحية؟ ..العبث بدأ منذ ذلك الوقت ولا يجب تحميل الرئيس مسؤولية كلّ شيء…الازمة منتشرة وموجودة ايضا في مجلس نواب الشعب وفي اداء راشد الغنوشي والازمة ايضا موجودة في القصبة وفي الاداء الكارثي لهذه الحكومة”.