الشارع المغاربي-قسم المغاربي: اعتبر النائب المستقلّ منجي الرحوي اليوم الأحد 6 ديسمبر 2020 أنّه لا وجود لأيّة ميزانية إلى حدّ الآن منذ سنة 2012 لخدمة الشعب ولخدمة من قاموا بالثورة، متّهما رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي بالتسبب في الوضع الذي وصلت اليه البلاد مشبها اياها بـ”المقبرة الجماعيّة”.
وقال الرحوي خلال مداخلته في الجلسة العامّة المنعقدة للنظر في مشروع قانون المالية لسنة 2021، بحضور وزير الاقتصاد والمالية علي الكعلي ” ليست هذه المرّة الاولى التي تتمّ خلالها مناقشة ميزانية وليست هذه المرّة الأولى التي تسقط فيها فصول وليست هذه المرّة الأولى التي توضع فيها ميزانية للتصويت عليها ونعرف ان هناك حركة تشويق عامّة تتم كلّ سنة بمناسبة الميزانية ولكن في نهاية المطاف تمرّ الميزانية .. وستمرّ الميزانية لأنّ الأغلبيات داخل مجلس النواب هذا من السابق الى الآن اختارت خطّا مُعينا وهو ان تكون مُعادية لطموحات هذا الشعب”.
واضاف “رأينا كلّ العناوين مثل ميزانية لمقاومة التهرب الضريبي وميزانية من أجل التشغيل والاستثمار … رأينا كلّ العناوين منذ سنة 2012 الى حدّ الآن واذا جمعناها وجدنا أنّ تونس اصبحت سنغافورة بمعنى أنّه اذا رأينا الاجراءات التي تمّ اتخاذها والعناوين التي تمّ اصدارها نقول إنّ تونس تغيّرت رأسا على عقب ولذلك كفانا اوهاما ونفاقا وكذبا لأنّ الخاصيّة الأساسية التي أصبحت عليها هذه المؤسسات هي منافقة الشعب والكذب عليه وهذا لا يتطلّب برهانا …النتيجة الحاصلة من 2012 الى حدّ 2020 هي مزيد من التفقير والبؤس والتخلي عن الخدمات الاجتماعية وعن الصحّة العمومية وعن المدرسة العمومية وعن النقل “.
وتابع “هذه هي الخيارات التي اختارتها الأغلبيات التي حكمت من الترويكا الى حدّ الآن ..من منظومة التوافق المشؤومة الى الائتلاف الحالي الذي لا يملك أيّ برنامج وأيّ تصور لتونس لا لفائدة المعطلين عن العمل ولا لأصحاب الشهائد العليا ولا لعمّال الحضائر ولا للآلية 16 ولا للآلية 20 ولا للمتقاعدين الذين يتحصلون على 120 دينارا و180 دينارا و220 دينارا ولا للعمال الذين هم بصدد الاحالة على التقاعد في وضع من الضبابية ولا للتلاميذ ولا للطلبة ولا للمثقفين ولا لأبناء شعبنا الذين يموتون كلّ يوم إمّا في البحر أو في البالوعة او في المستشفيات والطرقات …اصبحت تونس اليوم مقبرة جماعيّة والمسؤول الرئيسي هو الشخص الذي امامنا الآن ..إلّي عامل روحو ما هوش هنا بالكلّ… إلّي هو مترأس المجلس والذي ترأس كلّ الحكومات والائتلافات وكان مسؤولا عن كلّ المعاملات ..انطلاقا من الصهاينة الذين جاؤوا واحتضنهم واحتضنوه هنا الى آخر لحظة في ان يكون محتضنا للفاسدين”.
وواصل ” هذه الميزانية لا تعدو أن تكون غير ميزانية تفقير وسيتمّ التصويت عليها بأغلبية عريضة وهذا يُبيّن نفاق هذا المجلس وزيف ادعاءاته الذي اصبح عبئا على التونسيين ..يسوّق اوهاما للشعب وللمعطلين عن العمل الذين هم ينتظرون حلولا والذين يسوق لهم اشخاص من كل الكتل بانهم سيجدون لهم اقتراحات …يكذبوا عليكم… لا يوجد أيّ اقتراح لا حكومي ولا لدى النواب ..هناك نواب قدّموا اليوم اقتراحات تعديل تتعلق بهذه الميزانية وما عدا ذلك لا يوجد اي شيء بالنسبة لعمال الحضائر …لا توجد اية مبادرة بالنسبة للآلية 20 لا توجد اية مبادراة بالنسبة للمتقاعدين أيضا ولا لدعم ميزانية الصحّة …ما تصدقوش اليوم …يوجد خطاب يعمل على ايجاد ثقافة الوهم ولذلك أنا اقول للتونسيين يجب ان تكون بوصلتكم واضحة …هذا المجلس هو مجلس الالتفاف على اهداف الثورة وخيانتها وفي هذا المجلس بيع وشراء حتى ينقصون ويزيدون في الضرائب للشركات التي تملك ميزابا من الاموال ..هذا المجلس سوق للبيع والشراء والمسؤول الرئيسي اليوم هو رئيسه المتواجد اليوم هنا وكأنّه خارج السياق وهو المسؤول عن كلّ السياسات وعن العفو التشريعي العام وعن صندوق الكرامة وعن اسقاط كل المشاريع التي تمّ تقديمها لصالح المهمشين”.
وقدّ شهدت قاعة الجلسة في نهاية مداخلة الرحوي حالة من الفوضى، واعتبر الرحوي انه تمّ قطع وقته لأنّ كلامه يزعج الغنوشي ويحرجه ليردّ عليه الغنوشي بأنّه استوفى الـ6 دقائق المخصصة له داعيا اياه الى التأدّب قائلا عنه “قليل الأدب”.