الشارع المغاربي: جدد نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت 3 ديسمبر 2022 انتقاداته لاداء الحكومة الحالية مؤكدا انها بلا رؤية ولا برامج وانه يغلب عليها الارتجال والغموض وانعدام الانسجام مشددا على انها تتحرك بنفس آليات الحكومات السابقة معتبرا ان الاوان آن لتعديل حكومي ينقذ ما تبقى ويعيد لعديد الوزارات نشاطها ويخرجها مما اسماه بالركود والعطالة .
وقال الطبوبي في كلمة بمناسبة احياء الذكرى 70 لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد بقصر المؤتمرات بالعاصمة :” تعود علينا هذه الذكرى والبلاد تعيش وضعا خانقا وتدهورا على جميع الاصعدة فنحن مقدمون على انتخابات بلا لون ولا طعم وجاءت وليدة دستور لم يكن تشاركيا ولا محل اجماع او موافقة الاغلبية وصيغت على قانون مسقط أثبت يوما بعد يوم ما حوى من ثغرات وخلل وهو ما نبهنا اليه منذ الوهلة الاولى ولكن لا مجيب.. وبالتاكيد فان مسارا كهذا سيولد نتائج لا احد يتوقع حجم ضعفه وما يستبطن من تفكك وتفتيت …وجدنا بلادنا اليوم معطبة مقسمة مشتتة فاقدة للطريق ليس بين مكوناتها افرادا وجماعات وكيانات غير العداء والتخوين والتشكيك …لقد قلنا منذ السنة الماضية اي اشهر قبل حدث 25 جويلية ان كل المؤشرات تومض احمرارا منذرة بخطر داهم ولم نكن نتنبأ بل راينا ان الامل الذي انبثق من جديد في ذلك اليوم الصيفي الذي خرج فيه التونسيون للتظاهر وللاحتجاج والتعبير عن الغضب على منظومة حكم العشرية السابقة قد بدأ يتلاشى ولكننا لم نيأس فنبهنا وحذرنا وحرصنا على ان نكون ايجاببين ونواصل دورنا كقوة اقتراح وتعديل بالدعوة الى العمل المشترك والانصات الى النقد والى آراء اطياف كثيرة من المجتمع غير متورطة في عشرية غلب عليها الفشل ولم نكن نجد صدى لنقدنا ولمحاولات التصويب والتعديل بل وجدنا هجوما وتشكيكا وحملات تشويه ومحاولات ضرب تستهدف الاتحاد باعتباره القوة الاجدر بالتصدي الى كل اعوجاج او ارتداد الى مربع التفرد والاستبداد ..”
واضاف ” افتح قوسا هنا واقول لكل الذين يتكلمون ويقولون ان النظام الحالي وضع الاتحاد في مربعه : لا هذا النظام ولا سابقه ولا النظام القادم او اي كان قادر على تحديد مربع الاتحاد العام التونسي للشغل .. واقول كذلك للذين يتكلمون عن التاريخ تذكروا ازمات سنوات 1965 و1978 و1985 وغيرها وكل المحطات والاتحاد ما له الا ابنائه وبناته ومن يعرفون قيمته …وقلتها في السابق واكررها على من يريد حكم البلاد قراءة التاريخ …هناك من لم يقرأ التاريخ واناس جاءت مسقطة على البلاد واتت بها بعض الفرص… ولقد نبهنا الى اننا ازاء حكومة بلا رؤية وبلا برنامج ويغلب عليها الارتجال والغموض وانعدام الانسجام وتتحرك بنفس اليات الحكومات السابقة…. غياب الشفافية وازداوجية الخطاب ويتلبسها نمط الفعل والرؤية ذاتها التي قادت الحكومات المتعاقبة وهي اللجوء الى الحلول السهلة والاكتفاء باستنساخ مناويل فاشلة وبالية ولعل تشبثها المستميت بالاقتراض الخارجي سبيلا وحيدا للخروج من الازمة خير دليل على ضيق الافق وعلى محدودية الابداع والتصورات علاوة على ما اتسمت به سياساتها من ضرب للحوار الاجتماعي وتنكر للتعهدات وقد اكدت التعيينات المتتالية على راس الجهات وخاصة الولاة والعديد من المؤسسات هذا التخبط وبها صار تعميم الارتجال مركزيا وجهويا وقطاعيا وقد آن الاوان لتعديل حكومي ينقذ ما تبقى ويعيد لعديد الوزارات نشاطها ويخرجها من الركود والعطالة ولم نجد مرة اخرى الا الاصرار على الخطأ…”
وتابع ” ومن بين المؤشرات التي نبه اليها الاتحاد تواصل تدني نسبة النمو بشكل غير مسبوق.. ارتفاع شاهق للمديونية ينذر بانهيار وشيك للمالية العمومية.. تزايد نسبة الفقر واتساع رقعته ليشمل الطبقة الوسطى وارتفاع مستمر للبطالة لم تخفض ارقامها غير هجرة قسرية نظامية او غير نظامية لعشرات الالاف من شبابنا الذين يرمون بأنفسهم وبعائلاتهم كل يوم في قوارب الموت لتعيش مناطق باكملها الثكل واليتم والحزن مثلما حدث مؤخرا في جرجيس …ركود شبه مطلق للاستثمار العمومي والخاص… تزايد الاحتكار والتلاعب بقوت المواطنين يوازيه التهاب الاسعار وتدني القدرة الشرائية التي انهكتها الزيادات الجنونية فافقدت الاتفاق الاخير حول الزيادة في الاجور قيمته واهدافه علاوة على النقص الملحوظ والمتواصل في تزويد السوق ببعض المواد الاساسية وارتهانها لدى اباطرة الاحتكار والتهريب وعمقتها سياسات الحكومة الهادفة الى رفع الدعم عبر الطرق الملتوية وغير المشروعة. ”