الشارع المغاربي: اعتبر نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الجمعة 20 جانفي 2023 ان المعركة القادمة معركة استحقاقات وتوجهات وطنية قادرة على انقاذ تونس مبينا انه لذلك يستعد الاتحاد لاعادة الكرة مثلما فعل سنة 2020 لتقديم مبادرة وطنية للانقاذ بمعية منظمات وطنية اخرى مؤكدا انه اذا لم تستجب مؤسسات الدولة ورموزها لهذا المبادرة فانه سيكون لكل حادث حديث.
وقال الطبوبي في كلمة بمناسبة الذكرى 77 لتاسيس المنظمة الشغيلة ” الاتحاد يجمّع ولا يفرق على قاعدة المبادىء والقناعات والثوابت التي تخدم انسانية الانسان في مفهومها الكامل والشامل …والفكر التقدمي كان دائما حاضرا في فكر ووجدان الاتحاد ففي سنة 49 طالب بتاميم المؤسسات العمومية وبنشر التعليم وسنة 1956 اعتمدت دولة الاستقلال البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد …ذكّر فلعل الذكرى تنفع المؤمنين وذكر لعل الذكرى تنفع المراهقين السياسيين الذين جاؤوا لتعلم المراهقة السياسية وتونس ليست مخبر تجارب …اليوم الاتحاد لا يحيد عن هذه المبادىء والتوجهات لان هناك دائما خيطا رابطا لا يحيد عنه ولذلك سيظل الاتحاد قوة خير وقوة اقتراح وقوة خيارات ومضامين.. لماذا يخشون مواجهته بالراي وبالفكرة ؟ لانه مدرسة خلاقة مبدعة ويكفي ان نرى القامات المتواجدة بيننا اليوم من مختلف الاختصاصات … لسنا مثل الذين اتوا يحكمون ومفهومهم الوحيد هو اقصاء كل الطاقات التي لها قدرة على الابداع والخلق .
واضاف “…في عديد المناسبات قلنا اننا لا ننافس على السلطة التي كانت على قارعة الطريق سنة 2011 ولكن نريد ان تكون بلادنا في وضعية طيبة لانه لما تكون كذلك نكون نحن ايضا مرتاحين ولكن عندما تكون مريضة يمسنا في العمق ونرى التداعيات الاجتماعية والاوضاع تتدهور والغريب ان نرى ان هناك من ينكر الواقع الكارثي الذي تمر به البلاد ونحن لسنا كراية في البلاد واعود واذكر ان الاتحاد تاسس قبل تاسيس الدولة الوطنية وبالتالي من يرغب في حكم البلاد عليه قراءة تاريخها وفهم عقلية مجتمعها اما اذا لم تقرا التاريخ ولا تتعلم منه فان المحطات قادمة …ونحن لسنا مع الفوضى ولكن اليوم كل تحرك الا ويتم تشويهه… نحن اليوم مؤتمون على منظمة وليست منظمة للمطالبة بدينار و500 مليم … وهم انقلبوا على اتفاق 6 فيفري وحتى الدعم تخلوا عنه وخفضوا 26.5 بالمائة من العدم على المحروقات والمواد الاساسية فماذا تنتظرون اكثر من هذا وسنة 2023 وما يليها سوف نصل الى التفقير … ونحن مطلعون على ادق التفاصيل وقالوا سوف لن يمضي على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي (في اشارة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد) والعبرة ليس في الشعارات وسوف نرى في الايام القادمة وسوف نرى من سيمضي على الاتفاق ومن يدعون رفض الخيارات الليبيريالية وغيرها وسوف نرى البطولات الحقيقية ..ولذلك نحن لا نشارك في الحوارات الصورية واليوم اعتمدنا منهجية مع الحكومة لما تتم دعوتنا ونحن نفصل بين المسارات وبين موقفنا من اية سلطة وبين الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية واليوم كل موقف من كل قضية نسلمه مكتوبا حتى يكون كل شيء موثق وبالدليل لان افكارنا واضحة .. …”
وتابع ” واكشف لكم شيئا اخر …اليوم يقايضوننا في مسائل اخرى تتعلق بمكاسب الاتحاد ببعض الملفات… اقول لهم اطمئنوا نحن احرار وخلقنا احرارا وسوف نموت ونحن احرار مهما كانت التكاليف ولن نفرط في بلادنا وفي شعبنا لانكم اليوم تعيشون في غوغاوئية كبيرة جدا وفي وضع مناكفات واحقاد وصراعات ما افادت تونس بشيء ….وبالتالي انتم حطب النار ونحن قادرون على تعديل بوصلة خيارات البلاد بالضغط الايجابي وبالنضال المستمر ونحن نتوجه الى مكتب تنفيذي موسع لنبي خياراتنا لتحركاتنا على مستوى جهوي ثم هيئة وطنية ادارية ومثلما قلت لن نفرط في بلادنا ولا ايضا في حقوق الشغالين … كل الاتفاقيات المبرمة واتفاق 6 فيفري والمحافظة على القطاع العمومي ونحن منفتحون على الاصلاح ولكن مفهوم اصلاح القطاع العمومي ليس مثلما سمعنا وزيرة المالية تقول بجينيف في سويسرا نحن نفتخر باننا قمنا باصلاحات وسوف نفوت في بعض المؤسسات …اذهبوا وبيعوا انفسكم ….تونس ليست للبيع ..واذا اردتم الاصلاح فتعالوا نجلس حول طاولة … ماذا قدمتم منذ 2011 الى الان؟ ما هي الاضافة التي قدمتها الحكومات المتعاقبة وهذه االحكومة ؟ فلتقدموا ولو مكسبا واحدا انجزموه ..”
وختم الطبوبي كلمته بالقول ” لذلك اقول يا نقابيين ويا نقابيات التاريخ لن يرحمنا… المسؤولية ملقاة على عاتقكم وينبغي ان تكونوا على اتصال مباشر ضمن اطر الاتحاد ومؤسساته حتى يتوضح موقفه لدى القاعدة النقابية … ليس لنا معركة شخصية مع زيد او عمر وانما معركة استحقاقات وطنية وتوجهات وطنية قادرة على انقاذ تونس ولذلك مرة اخرى يعيد الاتحاد الكرة وبعد ما قدمنا سنة 2020 مبادرة الى رئيس الجمهورية واستمعتم الى جوابه واستمعتم ايضا الى ردنا فنحن نجيب على الفور…اليوم ايضا مع منظمات وطنية اخرى نعتزم تقديم مبادرة .. هناك لقاءات تمت ويوم امس كان هناك لقاء اخر ثالث وغدا لقاء اخر ومجموعات سوف تنطلق في العمل على كل ما هو قانوني ودستوري وعلى ما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي وتربوي وسوف نتقدم بمبادرة متكاملة واذا استجابت مؤسسات الدولة ورموزها فيا حبذا واذا لم تستجب ورفضت فلكل حادث حديث وسنبقى نناضل ونمارس الضغط الايجابي من اجل تعديل البوصلة حول الخيارات الوطنية التي تؤسس لدولة نظامها مدني.. دولة ديمقراطية في ممارستها تكون المسالة الاجتماعية فيها في المقام الاول… هذا ما نحن في حاجة اليه …”