الشارع المغاربي – ‭"‬الشارع‭ ‬المغاربي"‭ ‬تنشر‭ ‬الملامح‭ ‬الكبرى‭ ‬لمبادرة‭ ‬الرباعي/بقلم: كوثر زنطور

‭”‬الشارع‭ ‬المغاربي”‭ ‬تنشر‭ ‬الملامح‭ ‬الكبرى‭ ‬لمبادرة‭ ‬الرباعي/بقلم: كوثر زنطور

قسم الأخبار

4 يوليو، 2023

الشارع المغاربي: تتضمن‭ ‬مبادرة‭ ” ‬تونس‭ ‬المستقبل‭” ‬او‭ ‬مبادرة‭ ‬الانقاذ‭ ‬الوطني‭ ‬مثلما‭ ‬كانت‭ ‬تسمى‭ ‬ابان‭ ‬الاعلان‭ ‬عن‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬صياغتها‭ ‬منذ‭ ‬اشهر‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬تنتهي‭ ‬باستفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬على‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬تعقبه‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬وتشريعية‭ ‬وبلدية‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2024‭.  ‬المبادرة‭ ‬تقترح‭ “‬عقدا‭ ‬جمهوريا‭” ‬يمثل‭ ‬قاعدة‭ ‬الانخراط‭ ‬فيها‭ ‬وارضية‭ ” ‬حوار‭ ‬للتفاهم‭ ‬حول‭ ‬شروط‭ ‬ومراحل‭ ‬الخروج‭ ‬الآمن‭ ‬من‭ ‬الازمة‭ ‬دون‭ ‬كلفة‭ ‬باهظة‭” ‬عقدا‭ ‬يشكل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬الدستورية‭ ‬القادمة‭ ‬وتسهرعلى‭ ‬تنزيله‭ “‬هيئة‭  ‬عليا‭ ‬للاصلاح‭ ‬الدستوري‭ ‬وانفاذ‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭” ‬لها‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬كما‭ ‬تقترح‭ ‬ارساء‭ “‬منتدى‭ ‬تونس‭ ‬للمستقبل‭” .‬

يوم‭ ‬امس‭ ‬الاثنين،‭ ‬جدد‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الطبوبي‭ ‬امين‭ ‬عام‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬تاكيده‭ ‬تمسك‭ ‬المنظمة‭ ‬وشركائها‭  (‬هيئة‭ ‬المحامين‭ ‬ورابطة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬ومنتدى‭ ‬تونس‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭) ‬بمبادرة‭ ‬الانقاذ‭ ‬مبرزا‭ ‬انها‭ ‬ستُرسل‭ ‬الى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وستنشرللرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭. ‬تصريحات‭ ‬الطبوبي‭ ‬لم‭ ‬تمر‭ ‬دون‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة‭ ‬وحتى‭ ‬تهكم‭ ‬بسبب‭ ‬التردد‭ ‬الذي‭ ‬أفقد‭ ‬المبادرة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زخمها‭ ‬بعد‭ ‬تأجيل‭ ‬الاعلان‭ ‬عنها‭ ‬تأجيلا‭ ‬وراء‭ ‬تأجيل‭ ‬مرفوقا‭ ‬بسياسة‭ ‬النعامة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تتوخاها‭ ‬المنظمتان‭ ‬الاكثر‭ ‬ثقلا‭ (‬اتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬وهيئة‭ ‬المحامين‭) ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬الاخيرة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬البلاد‭.‬

‭”‬الشارع‭ ‬المغاربي‭” ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬الذي‭ ‬تمت‭ ‬احالتها‭ ‬إلى‭ ‬هياكل‭ ‬الرباعي‭ ‬للبت‭ ‬فيها‭. ‬ويقول‭ ‬مصدر‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬لـ‭”‬الشارع‭ ‬المغاربي‭” ‬انه‭ ‬تم‭ ‬تفويض‭ ‬المنظمة‭ ‬الشغيلة‭ ‬لتقرير‭ ‬مصير‭ ‬المبادرة‭ ‬وموعد‭ ‬الاعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عنها‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يستغرب‭  ‬نفس‭ ‬المصدر‭ ‬ان‭ ‬تشهد‭ ‬المبادرة‭ ‬بعض‭ ‬التغييرات‭ ‬دون‭ ‬إعلام‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬الرباعي‭ ‬مبرزا‭ ‬انه‭ ‬سيتم‭ ‬فضحها‭ ‬ان‭ ‬مست‭ ‬من‭ ‬جوهر‭ ‬المضمون‭ ‬الاصلي‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬والذي‭ ‬قال‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬اليه‭ ‬بعد‭ ‬نقاشات‭ ‬وصفها‭ ‬بالمضنية‭. ‬

المبادرة‭ ‬تتقدم‭ ‬بمشروع‭ ‬انقاذ‭ ‬عاجل‭ ‬وشامل‭ ‬وتقوم‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬عقد‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬واجتماعي‭ ‬جديد‭ ‬ملزم‭ ‬لكل‭ ‬الاطراف‭ ‬المتفقة‭ ‬عليه‭ ‬واعتماد‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للانقاذ‭ ‬تتضمن‭ ‬5‭ ‬اجراءات‭  . ‬يتمثل‭ ‬الاجراء‭ ‬الاول‭ ‬في‭ ‬تنقية‭ ‬المناخ‭ ‬العام‭ ‬عبر‭ ‬التصدي‭ ‬للانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭. ‬الاجراء‭ ‬الثاني‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬الانقاذ‭ ‬السياسي‭ ‬تنطلق‭ ‬بالاتفاق‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬والاجراء‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬مأسسة‭ ‬الحوار‭ ‬داخل‭ ‬منتدى‭ “‬تونس‭ ‬للمستقبل‭” ‬والاجراء‭ ‬الرابع‭ ‬اعداد‭ ‬الارضية‭ ‬الدستورية‭ ‬والقانونية‭ ‬لاستئناف‭ ‬المسار‭ ‬الديمقراطي‭. ‬اما‭ ‬الاجراء‭ ‬الخامس‭ ‬فينص‭ ‬على‭ ‬التحضير‭ ‬لانتخابات‭ ‬عامة‭ ‬بلدية‭ ‬وتشريعية‭ ‬ورئاسية‭ ‬تنتظم‭ ‬سنة‭ ‬2024‭.‬

هيئة‭ ‬تقود‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية

يقدم‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬تصورا‭ ‬كاملا‭ ‬لادارة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬ستكون‭ “‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬للاصلاح‭ ‬الدستوري‭ ‬وانفاذ‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭” ‬من‭ ‬اهم‭ ‬الفاعلين‭ ‬فيها‭. ‬الهيئة‭  ‬في‭ ‬تركيبتها‭ ‬ستكون‭ ‬ممثلة‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬وتوافقي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬وقواه‭ ‬الحية‭ ‬وتعمل‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬وتُبنى‭ ‬اعمالها‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬التوافق‭ ‬وضمن‭ ‬أطر‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭ ‬وهدف‭ ‬محدد‭ ‬ايضا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الاعداد‭ ‬لانتخابات‭ ‬عامة‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬وتعددية‭. ‬وتتمتع‭ ‬الهيئة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقديم‭ ‬المُضمّن‭ ‬في‭ ‬المبادرة،‭  ‬بالشخصية‭ ‬المعنوية‭ ‬وبالاستقلال‭ ‬المادي‭ ‬والاداري‭ ‬وتكون‭ ‬مواردها‭ ‬من‭ ‬اعتمادات‭ ‬تخصصها‭ ‬الدولة‭ ‬وتخضع‭ ‬كل‭ ‬العمليات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬الرقابة‭ ‬اللاحقة‭ ‬لمحكمة‭ ‬المحاسبات‭ ‬كما‭ ‬مُنح‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬استشاري‭ ‬وجوبي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬الانتقال‭ ‬السياسي‭ ‬ومراقبة‭ ‬اعمالها‭ ‬وابداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬التزامها‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مضامين‭ ‬واتفاقات‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭.‬

اعمال‭ ‬الهيئة‭ ‬تتواصل‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬صدور‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬للانتخابات‭ ‬بشرط‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬كافة‭ ‬اعضائها‭ ‬غير‭ ‬معنيين‭ ‬بالاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬ويقومون‭ ‬بمهامهم‭ ‬بشكل‭ ‬تطوعي‭. ‬اما‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬فيتم‭ ‬تعيينه‭ ‬بأمر‭ ‬ويتم‭ ‬اختياره‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬8‭ ‬شخصيات‭ ‬وطنية‭ ‬مستقلة‭ ‬مشهود‭ ‬لها‭ ‬بالكفاءة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والحقوقية‭ . ‬ويقترح‭ ‬الرباعي‭ ‬الراعي‭ ‬للمبادرة‭ ‬قائمة‭ ‬الشخصيات‭ ‬فيما‭ ‬يحسم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الاسماء‭ ‬المقترحة‭. ‬وسيكون‭ ‬رباعي‭ ‬المبادرة‭ ‬والموقعون‭ ‬على‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭ ‬ضمن‭ ‬تركيبة‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬بـ8‭ ‬اعضاء‭ ‬مقابل‭ ‬فتح‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الهيئة‭ ‬لمختلف‭ ‬الاحزاب‭ ‬والهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬ومكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التي‭ ‬وقّعت‭ ‬على‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭. ‬

مُنحت‭ ‬للهيئة‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬اهمها‭ ‬اعداد‭ ‬وصياغة‭ ‬دستور‭ “‬ديمقراطي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬افرزته‭ ‬الثورة‭ ‬والتقلبات‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬المسار‭ ‬الانتقالي‭ ‬ويكرس‭ ‬اسس‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬والتوزيع‭ ‬المتوازن‭ ‬للسلطات‭ ‬ويكفل‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وجمهورية‭ ‬ومدنية‭ ‬الدولة‭ ‬وحياد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ويضع‭ ‬ضمانات‭ ‬واليات‭ ‬عدم‭ ‬تغوّل‭ ‬السلطات‭”. ‬ومن‭ ‬صلاحيات‭ ‬الهيئة‭ ‬اعادة‭ ‬ومراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬التشريعية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالتنظيم‭ ‬السياسي‭ ‬والانتخابات‭ ‬وتقوم‭ ‬بالاصلاحات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الاستثناء‭ ‬وبإرساء‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وباطلاق‭ ‬الحريات‭ ‬وحقوق‭ ‬الانسان‭.‬

المبادرة‭ ‬حددت‭ ‬توزيعا‭ ‬للسلطات‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬بين‭ ‬رئاستي‭ ‬الجمهورية‭ ‬والحكومة‭ ‬التي‭ ‬سميت‭ ‬بحكومة‭ ‬الانتقال‭ ‬وهي‭ ‬مكلفة‭ ‬بتنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬وتضم‭ ‬15‭ ‬عضوا‭ ‬سيشغلون‭ ‬حقائب‭ ‬تمثّل‭ ‬12‭ ‬قطاعا‭ ‬هي‭ ‬العدل‭ ‬والداخلية‭ ‬والدفاع‭ ‬والخارجية‭ ‬والمالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬والتجهيز‭ ‬والمرأة‭ ‬والصحة‭ ‬والرياضة‭ ‬والتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭. ‬وحسب‭ ‬توزيع‭ ‬السلطات‭ ‬المقترح‭ ‬يمارس‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬بمساعدة‭ ‬حكومة‭ ‬يعين‭ ‬رئيسها‭ ‬واعضاؤها‭ ‬ضمن‭ ‬اتفاق‭ ‬تشاركي‭ ‬وطني‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭. ‬أما‭ ‬الحكومة‭ ‬فتسهر‭ ‬على‭ ‬تصريف‭ ‬الاعمال‭ ‬وعلى‭ ‬السير‭ ‬العادي‭ ‬للمرافق‭ ‬العمومية‭ ‬ويسيرها‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬ينسق‭ ‬اعمالها‭ ‬ويتصرف‭ ‬في‭ ‬دواليب‭ ‬الادارة‭ ‬وفي‭ ‬القوة‭ ‬العامة‭ ‬وينوب‭ ‬عند‭ ‬الاقتضاء‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭. ‬وتسهر‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬الاصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المعتمدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمبادرة‭.‬

وإن‭ ‬لم‭ ‬تنصص‭ ‬المبادرة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تشر‭ ‬الى‭ ‬وجوده‭ ‬ولم‭ ‬تمنحه‭ ‬اي‭ ‬دور‭ ‬فيما‭ ‬منحت‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬صلاحية‭ ‬اصدار‭ ‬النصوص‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬مراسيم‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬تنظيم‭ ‬الانتخابات‭. ‬وضمن‭ ‬توزيع‭ ‬السلط‭ ‬المقترح‭  ‬يتولى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬المعاهدات‭ ‬والعفو‭ ‬الخاص‭ ‬واشهار‭ ‬الحرب‭ ‬وابرام‭ ‬السلم‭ ‬بعد‭ ‬مداولة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وانهاء‭ ‬مهام‭ ‬الحكومة‭ ‬او‭ ‬عضو‭ ‬منها‭ ‬باقتراح‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬واعتماد‭ ‬الدبلوماسيين‭  ‬واسناد‭ ‬الوظائف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬باقتراح‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وله‭ ‬ان‭ ‬يفوض‭ ‬اسناد‭ ‬بعض‭ ‬تلك‭ ‬الوظائف‭ ‬الى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬تعذّر‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬القيام‭ ‬بمهامه‭ ‬بصفة‭ ‬وقتية‭ ‬يفوّض‭ ‬بأمر‭ ‬سلطاته‭ ‬الى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬شغور‭ ‬المنصب‭ ‬لوفاة‭ ‬او‭ ‬استقالة‭ ‬او‭ ‬عجز‭ ‬تام‭ ‬يتولى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬فورا‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭. ‬اما‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تزامن‭ ‬الشغور‭ ‬في‭ ‬المنصبين‭ ‬تنتخب‭ ‬الحكومة‭ ‬احد‭ ‬اعضائها‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬فورا‭ ‬مهام‭ ‬رئاسة‭ ‬الدولة‭ ‬بصفة‭ ‬مؤقتة‭ ‬ويُمنع‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭. ‬وفي‭ ‬الجزء‭ ‬المتعلق‭ ‬بالسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬تم‭ ‬ايضا‭ ‬التاكيد‭ ‬على‭ ‬وجوبية‭ ‬الحياد‭ ‬السياسي‭ ‬للجيش‭ ‬والأمن‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬وضمن‭ ‬الاصلاحات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬تتضمن‭ ‬المبادرة‭ ‬21‭ ‬توصية‭ ‬منها‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاحكام‭ ‬الادارية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬القضاة‭ ‬المعفيين‭ ‬واعادتهم‭ ‬لمباشرة‭ ‬مهامهم‭ ‬وإلغاء‭ ‬المرسوم‭ ‬54‭ ‬واطلاق‭ ‬سراح‭ ‬جميع‭ ‬الموقوفين‭ ‬المتتبّعيندون‭ ‬احترام‭ ‬الاجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬محاكمة‭ ‬المدنيين‭ ‬امام‭ ‬المحاكم‭ ‬العسكرية‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاصلاحات‭ ‬القضائية‭ ‬تنص‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭  ‬اليات‭ ‬لتنظيم‭ ‬المرفق‭ ‬القضائي‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬تمر‭ ‬عبر‭ ‬ارساء‭ ‬هيئة‭ ‬اشراف‭ ‬وقتي‭ ‬على‭ ‬الأقضية‭ ‬الثلاثة‭ (‬عدلي‭ ‬اداري‭ ‬ومالي‭) ‬وإرساء‭ ‬تفقدية‭ ‬عامة‭ ‬على‭ ‬الاقضية‭ ‬الثلاثة‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬صلاحيات‭ ‬موسعة‭ ‬منها‭ ‬اجراء‭ ‬جرد‭ ‬كامل‭ ‬لجميع‭ ‬المحاكم‭ ‬خلال‭ ‬اجل‭ ‬معقول‭ ‬وحدد‭ ‬سلفا‭ ‬وبعث‭ ‬هيئة‭ ‬رقابية‭ ‬مؤقتة‭ ‬لمكافحة‭ ‬وتقصي‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬القضائي‭ ‬وبعث‭ ‬لجنة‭ ‬خبراءتعهد‭ ‬لها‭ ‬مهمة‭ ‬اعداد‭ ‬ومراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لجميع‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬لكافة‭ ‬القطاعاتالمتدخلة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬القضائي‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬بعث‭ ‬هيئة‭ ‬مؤقتة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬دستورية‭ ‬القوانين‭.‬

كما‭ ‬تتضمن‭ ‬الاصلاحات‭ ‬المقترحة‭ ‬فتح‭ ‬الملفات‭ ‬الحارقة‭ ‬التي‭ ‬يقول‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬انها‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تعفين‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬بالبلاد‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ملف‭ ‬الاغتيالات‭ ‬السياسية‭ ‬ودعم‭ ‬قطب‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬مع‭ ‬الاستعانة‭ ‬بخبرات‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬لمراجعة‭ ‬الابحاث‭ ‬المجراة‭ ‬وتحديد‭ ‬النقائص‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬القضائي‭ ‬ومصاحبة‭ ‬القضاة‭ ‬التونسيين‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬والتسريع‭ ‬في‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ .‬

في‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬تدعو‭ ‬المبادرة‭ ‬الى‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتصريح‭ ‬بالمكاسب‭ ‬والتفعيل‭ ‬الفوري‭ ‬لقاعدة‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬لك‭ ‬هذا‭. ‬ومن‭ ‬الملفات‭ ‬الحارقة‭ ‬تذكّر‭ ‬المبادرة‭ ‬بملف‭ ‬الاموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬وتقترح‭ ‬بعث‭ ‬لجنة‭ ‬ذات‭ ‬صلاحيات‭ ‬كاملة‭.‬

الوثيقة‭ ‬المرجعية

تقوم‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬محاور‭ ‬اساسية‭ ‬عمودها‭ “‬عقد‭ ‬جمهوري‭” ‬سيوضع‭ ‬للتوقيع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاطراف‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬والتي‭ ‬تضم،‭ ‬وفق‭ ‬النسخة‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ “‬الشارع‭ ‬المغاربي‭”‬،‭ ‬الاحزاب‭ ‬والمعلوم‭ ‬ان‭ ‬تشريكها‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬النقاط‭ ‬الخلافية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المشاورات‭ ‬حول‭ ‬المبادرة‭. ‬وفي‭ ‬تأطير‭ ‬مسارها،‭ ‬يذكر‭ ‬نص‭ ‬توطئة‭ ” ‬العقد‭ ‬الاجتماعي‭” ‬ان‭ ‬البلاد‭ ‬تعيش‭ ‬ازمة‭ ‬شاملة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تهدد‭ ‬بانهيار‭ ‬ديمقراطيتها‭ ‬الناشئة‭” ‬وان‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ “‬هبّة‭ ‬وطنية‭ ‬وجدية‭ ‬شاملة‭ ‬وعاجلة‭” ‬وان‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬يمثل‭”‬افقا‭ ‬ضروريا‭ ‬لاتفاق‭ ‬وطني‭ ‬كحل‭ ‬أمثل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬الذي‭ ‬تردت‭ ‬فيه‭ ‬الاوضاع‭”.‬

ويوصف‭ “‬العقد‭ ‬الاجتماعي‭” ‬بأنه‭ ‬اساس‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬المقترحة‭ ‬ويتضمن‭ ‬مراحلها‭ ‬وآلياتها‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬بتشكيل‭ “‬حكومة‭ ‬انتقال‭” ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬اعضائها‭ ‬الـ15‭ ‬عضوا‭ ‬يتم‭ ‬اختيارهم‭ ‬بالتناصف‭ ‬وتتوفر‭ ‬فيهم‭ ‬الكفاءة‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬تطلهم‭ ‬التتبعات‭ ‬القضائية‭ ‬ولا‭ ‬تلاحقهم‭ ‬شبهات‭ ‬الفساد‭ ‬او‭ ‬تضارب‭ ‬المصالح‭ ‬ويلتزمون‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬غير‭ ‬معنيين‭ ‬بالاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬القادمة‭. ‬ووفق‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬تكلف‭ ‬الحكومة‭ ‬بمهمتين‭ ‬اساسيتين‭ ‬الاولى‭ ‬تنفيذ‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬واستئناف‭ ‬المسار‭ ‬الديمقراطي‭.‬أما‭ ‬المهمة‭ ‬الثانية‭ ‬فتنص‭ ‬على‭ ‬الانقاذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬الاصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬المبادرة‭.‬

في‭ ‬الجانب‭ ‬الدستوري‭ ‬والتشريعي،‭ ‬تقترح‭  ‬المبادرة‭ ‬ضمن‭ “‬العقد‭ ‬الجمهوري‭” ‬اصلاحات‭ ‬دستورية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬إرساء‭ ‬دستور‭ ‬مدني‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يكفل‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬ويؤسس‭ ‬لنظام‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭ ‬متوازن‭ ‬يقطع‭ ‬مع‭ ‬التفرد‭ ‬بالرأي‭ ‬والحكم‭ ‬ويضمن‭ ‬استقرار‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وقواعد‭ ‬الحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬ويكفل‭ ‬اللامركزية‭ ‬ويقر‭ ‬بمبادئ‭ ‬المواطنة‭ ‬ويرسخ‭ ‬الحقوق‭ ‬الانسانية‭ ‬ويكرس‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬والمساواة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬ويتم‭ ‬عرض‭ ‬مشروع‭ ‬الاصلاح‭ ‬الدستوري‭ ‬على‭ ‬الاستفتاء‭. ‬كما‭ ‬يقترح‭ ‬ضمن‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭ ‬تبني‭ ‬نصوص‭ ‬قانونية‭ ‬تجسد‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬التشريعات‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬اطلاق‭ ‬الحريات‭ ‬الفردية‭ ‬والعامة‭ ‬ووقف‭ ‬الانتهاكات‭ ‬واعتماد‭ ‬الاصلاحات‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تراجع‭ ‬النصوص‭ ‬المعرقلة‭ ‬للانقاذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والتي‭ ‬تسمح‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الفساد‭ ‬والاحتكار‭ ‬والريع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬ابعادها‭. ‬

اما‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭  ‬فينص‭ ‬العقد‭ ‬الجمهوري‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬رؤية‭ ‬للنهوض‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬كهيكل‭ ‬مشرف‭ ‬عل‭ ‬وضع‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬ومسؤول‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬المناخ‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬وبعث‭ ‬المؤسسات‭ ‬ونجاعة‭ ‬الادارة‭ ‬والعدالة‭ ‬والامن‭ ‬والتكوين‭ ‬بما‭ ‬يمنحها‭ ‬دورا‭ ‬هيكليا‭ ‬تعديليا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تهددها‭ ‬مخاطر‭ ‬وصعوبات‭ ‬محددة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكتمل‭ ‬فيها‭ ‬المنافسة‭ ‬الا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آليات‭ ‬حوكمة‭ ‬مختلفة‭ ‬ودور‭ ‬للهيئات‭ ‬الرقابية‭. ‬كما‭  ‬تنص‭ ‬المبادرة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استمرار‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفقر‭ ‬والتفاوت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والجهوي‭ ‬وفي‭ ‬تنظيم‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬التنافسية‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬الممارسات‭ ‬البيروقراطية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬النجاعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقسيمالادوار‭ ‬بين‭ ‬السوق‭ ‬والدولة‭. ‬ولحماية‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬تقترح‭ ‬المبادرة‭ ‬التدخل‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاجور‭ ‬بدل‭ ‬التدخل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اسعار‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وإعادة‭ ‬توزيع‭ ‬المداخيل‭ ‬بشكل‭ ‬اكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراجعة‭ ‬سياسة‭ ‬الاجور‭ ‬والسياسة‭ ‬الجبائية‭ ‬وموارد‭ ‬التمويل‭ ‬ومقاربة‭ ‬متكاملة‭ ‬لسياسة‭ ‬التداين‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فيقول‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬ان‭ “‬البديل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الاجتماعي‭” ‬يقوم‭ ‬على‭ “‬هدف‭ ‬استراتيجي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬والتهميش‭ ‬والأمية‭ ‬ويتصدى‭ ‬للإقصاءوالعنف‭ ‬والتطرف‭ ‬ويستوجب‭ ‬بلورة‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬تجعل‭ ‬المجتمع‭ ‬محصّنا‭ ‬امام‭ ‬تنامي‭ ‬التيارات‭ ‬الرجعية‭ ‬والشعبوية‭ ‬المحافظة‭ ‬المفتقدة‭ ‬لبرامج‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والمبادئ‭. ‬وتقتضي‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬انتقالا‭ ‬عاجلا‭ ‬وضروريا‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الامتيازات‭ ‬الحالية‭ ‬الى‭ ‬منظومة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬دامج‭ ‬ومتكافل‭ ‬ومتضامن‭ ‬يرنو‭ ‬الى‭ ‬التقدم‭ ‬والتحرر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطط‭ ‬عمل‭ ‬وبرامج‭ ‬وطنية‭ ‬ذات‭ ‬توجهات‭ ‬اجتماعية‭ ‬تحسّن‭ ‬المداخيل‭ ‬بالترفيع‭ ‬في‭ ‬الاجر‭ ‬الادنى‭ ‬المضمون‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬الصناعي‭ ‬والفلاحي‭ ‬وتراجع‭ ‬الحريات‭ ‬الدنيا‭ ‬وتكفل‭ ‬شروط‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬وتكفل‭ ‬الحقوق‭ ‬المهنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والحق‭ ‬النقابي‭”.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬المسار‭ ‬الانتخابي‭ ‬يؤكد‭ “‬العقد‭ ‬الجمهوري‭” ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اصلاح‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي‭ ‬عبر‭ ‬الغاء‭ ‬التعديل‭ ‬الذي‭ ‬ادخل‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الاساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالانتخابات‭ ‬والاستفتاء‭ ‬والعودة‭ ‬الى‭ ‬نظام‭ ‬القائمات‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬التناصف‭ ‬واكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التمثيلية‭ ‬ويحدّ‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬التشتت‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬ويضمن‭ ‬الاستقرار‭ ‬الحكومي‭ ‬ويكرس‭ ‬التعددية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬عادلة‭ ‬للاحزاب‭ ‬ولمختلف‭ ‬المترشحين‭. ‬واثر‭ ‬اقرار‭ ‬هذه‭ ‬الاصلاحات‭ ‬،‭ ‬تتم‭ ‬الدعوة‭ ‬،‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬المبادرة،‭ ‬الى‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬بلدية‭ ‬وبرلمانية‭ ‬ورئاسية‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬هيئة‭ ‬انتقالية‭ ‬مستقلة‭ .‬

وتقترح‭ ‬المبادرة‭ ‬الابقاء‭ ‬على‭ ‬الشروط‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنزاهة‭ ‬المترشح‭ ‬وهي‭ ‬تسوية‭ ‬الوضعية‭ ‬الجبائية‭ ‬والبطاقة‭ ‬عدد‭ ‬3‭ ‬وتدعو‭ ‬الى‭ ‬اعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬حرمان‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬داخل‭ ‬التراب‭ ‬التونسي‭ ‬وأيضا‭ ‬اعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬موانع‭ ‬الترشح‭ ‬وترشيدها‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬شرط‭ ‬عدم‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الوظيفة‭ ‬التشريعية‭ ‬ووظائف‭ ‬اخرى‭ ‬مع‭ ‬الرجوع‭ ‬الى‭ ‬نظام‭ ‬التمويل‭ ‬العمومي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬استرجاع‭ ‬المصاريف‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬فاعلية‭ ‬تدخل‭ ‬محكمة‭ ‬المحاسبات‭. ‬ومن‭ ‬الاقتراحات‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمسار‭ ‬الانتخابي،‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬انتخابات‭ ‬على‭ ‬القائمات‭ ‬بالتمثيل‭ ‬النسبي‭ ‬مع‭ ‬اكبر‭ ‬المتوسطات‭ ‬ومع‭ ‬عتبة‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و7‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬وتقود‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬هيئة‭ ‬انتقالية‭ ‬يتم‭ ‬تعيين‭ ‬اعضائها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬جهة‭ ‬الترشيح‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون،‭ ‬وفق‭ ‬المبادرة،‭ ‬هياكل‭ ‬مهنية‭ ‬او‭ ‬جمعيات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الانتخابي‭ ‬وجهة‭ ‬التعيين‭ ‬او‭ ‬الانتخاب‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬تقترح‭ ‬المبادرة‭ ‬ارساء‭ “‬منتدى‭ ‬تونس‭ ‬المستقبل‭” ‬يُكلف‭ ‬بمتابعة‭ ‬التوصيات‭ ‬وتوسيع‭ ‬المشاركة‭ ‬لكل‭ ‬الاطراف‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬انفاذ‭ ‬الاصلاحات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بلورتها‭ ‬صلب‭ ‬المبادرة‭. ‬المنتدى‭ ‬يتولى‭ ‬اقتراح‭ ‬الحلول‭ ‬والبدائل‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬والمتوسط‭ ‬والبعيد‭ ‬وفتح‭ ‬منهج‭ ‬تشاركي‭ ‬استراتيجي‭ ‬ويكون‭ ‬اطارا‭ ‬جماعيا‭ ‬كقوة‭ ‬اقتراح‭ ‬وقوة‭ ‬تغيير‭ ‬اجتماعية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وتقدمية‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للتشتت‭ ‬والنزاعات‭ ‬الانعزالية‭ ‬والزعامتية‭ ‬ووضع‭ ‬منوال‭ ‬تنموي‭ ‬جديد‭ ‬مُستدام‭ ‬دامج‭ ‬وعادل‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬تكافئ‭ ‬الفرص‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬والكرامة‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬والجهات‭ ‬كمرجعية‭ ‬رئيسية‭ ‬لكل‭ ‬السياسات‭ ‬والبرامج‭ ‬الاصلاحية‭.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 4 جويلية 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING