الشارع المغاربي: حمّل نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الثلاثاء 7 مارس 2023 الحكومة ورئيس الجمهورية قيس سعيد مسؤولية التوترات الحالية داعيا الى الكف عن المهاترات ورمي الاتهامات محذرا من ان لمناضلي الاتحاد مخالب وليس اظافر وبانه لا احد بامكانه تقليم مخالبهم.
وقال الطبوبي خلال اشرافه على افتتاح المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد اليوم “…كل سلطة تاتي الا وتحاول تقليم اظافر الاتحاد واقول حذاري .. لمناضلي ومناضلات الاتحاد مخالب وليس اظافر ولا احد يقلم مخالب الاتحاد لان المنظمة قوة خير بنيت على قيم وعلى مبادىء وعلى دماء شهداء وعلى الروح الوطنية المسؤولة التي تدفع الى الخير وليس الى الشر …اعود لاسباب ودوافع هذه التوترات فنحن امضينا اتفاقا مع هذه الحكومة ولم نكن مقتنعين بما امضينا عليه لكن طبيعة المرحلة تتطلب منا ان نعرف كيف نتقدم وكيف ناخذ الامور في الاتجاه المطلوب…هذا الاتفاق لم يطبق منه الا اتفاق تعديل المقدرة الشرائية في الوظيفة العمومية ولدينا اتفاق في القطاع العمومي ورئيسة الحكومة اصدرت مذكرة اولى بتطبيق محضر الاتفاق مثلما ورد في الرائد الرسمي ثم بعد مدة اصدرت مذكرة ثانية عكس المذكرة الاولى وبعد مدة اصدرت مذكرة اخرى عكس الاولى والثانية وهذا ما خلق توترا اجتماعيا وبدات قطاعات في القطاع العمومي في تحركات نضالية “…
واضاف ” هناك اتفاق 6 فيفري الذي يهم 27 قطاعا راعينا فيه كل الظروف ويقضي بتمكين العاملين فيها من 25 بالمائة في ماي 2022 ومن25 بالمائة في ماي 2023 ومن 50 بالمائة في 2024 كل هذا تم الالتفاف عليه ونسفه من طرف الحكومة وتقدمنا ب 8 مراسلات لرئاسة الحكومة عن طريق قسم الضبط في طلب حوار .ولم نتوصل حتى للحوار الاجتماعي فهل ان كلمة حوار اصبحت جريمة مثلما قلت يوم السبت؟ …نحن دعاة حوار وحوار شفاف ومسؤول يفضي الى نتائج …فهذه هي الاسباب… ثم ان المجتمع المدني ارتاى ان يقدم مبادرة تحت مسمى الانقاذ ومن حقه ان يفكر في ظل الوضع السائد والمناكفات السياسية وتداعياتها على المناخات الاقتصادية وعلى الاستثمار فهذا في نظر السلطة القائمة جريمة من الجرائم.. لا… نحن سنواصل في المبادرة مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وعمادة المحامين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لا لشيء الا لاننا لسنا دعاة سلطة ولا ننافس على السلطة ووجوهنا واضحة ومواقفنا واضحة ولا نخشى لومة لائم ولكننا نحترم المقامات والمؤسسات وحتى المبادرة قلنا ان هناك سلطة قائمة وعنوانا رئيسيا هو رئاسة الجمهورية سوف نتقدم بها اليها لاخراج البلاد من المناخات المتوترة والمتوترة جدا .. “.
وتابع”…مكانة الاتحاد من مكانة تونس في التضامن الدولي الحقيقي …صراعنا مع كل الحكومات ولا حكومة جاءت الا وحاولت ضرب الاتحاد واذكر رئيس السلطة القائمة بانه في نوفمبر 2018 خلال تجمع الوظيفة العمومية والقطاع العمومي في باردو وعند دخولي لالقاء كلمة وجدت السيد رئيس الجمهورية ماسكا بجريدة “الشعب “وكان من المساندين لدفاع الطبقة العمالية عن حقوقها الاقتصادية والاجتماعية وقلتها ايضا يوم السبت الماضي عندما يذكر رئيس الجمهورية بمبادىء وثوابت الاتحاد فعليه ان يقرا اللائحة العامة وكذلك اللائحة المهنية واللائحة الاقتصادية وان للاتحاد مبادىء وفي كل فترة سواء في السابق او في الحاضر او في المستقبل خط سيره واضح لان المبادىء لا تباع ولا تشترى …ولذلك اقول لمن اوصد باب الحوار الاجتماعي ولمن يريد ان يقول انه ليس لنا القدرة على التفكير ان للمجتمع المدني القدرة على التفكير واننا لا ننافس على رئاسة ولا على مجلس النواب ولسنا دعاة سلطة ولكننا ضد الظلم والافتراء ونريد ان يحاكم كل انسان محاكمة عادلة وشفافة دون توجيه ولا حسابات سياسية “.
وشدد الطبوبي في ختام كلمته على ان للاتحاد مهمة وطنية لن يثنيه عنها لا التشويه ولا التهجم ولا الحملات المسعورة داعيا النقابيين وكل القوى التقديمة الى تمتين الثقة مع المنظمة حتى تؤدي مهامها بعيدا عن محاولات التدجين والاختراق حسب تعبيره.
وتابع في نفس الاطار”…الاتحاد جبل شامخ لن تهزه اي رياح عاتية على مدار التاريخ وعلى مدار كل الظروف التي مر بها واليوم 12 سنة بعد الثورة والاتحاد يتعرض لهجمات تلو الهجمات وهو صامد لا لشيء الا لانه على حق ويطرح التحديات الجوهرية ونحن نريد ان تكون قيمتنا من قيمة بلادنا وقيمتنا بقيمة رموز بلادنا ولكن هذا لا يمكن ان يُبنى الا بخلق الثروة وبالتضامن الوطني وبالتكاتف والابتعاد عن تحريض الناس على التقاتل والضغينة ومثلما راينا كيف ثار العالم علينا لمجرد تصريح بينما نحن بلد تسامح وليس لنا تمييز عنصري وندافع عن الانسان كانسان مهما كان لونه وعرقه وجنسيته وفي بعض الاحيان نظلم انفسنا بانفسنا بينما لنا كل الامكانات والقدرات لتخطي الصعوبات… فكفى مهاترات وكفى توجيه اتهامات وكفى هجومات واقول لهم ان التاريخ سيجل لكل انسان مواقفه الثابتة والمبدئية في كل القضايا الجوهرية وفي الفترة الفارقة التي تمر بها تونس …ان شاء الله تونس بخير وان شاء الله نتجاوز العراقيل والصعوبات والمسيرة مستمرة احب من احب وكره من كره والاتحاد قادر بفكره التقدمي وبعقليته الديمقراطية وبحب الخير للبلاد على الاسهام الكبير مع كل قوى الخير في اخراج البلاد من الازمات التي تمر بها ….”