الشارع المغاربي: اعتبر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المُحلّ اليوم الجمعة 29 أفريل 2022 أنّ “بعض الأنظمة الشمولية تقف إلى جانب رئيس الجمهورية قيس سعيّد” مشيرا الى أنّ ما اعتبره انقلابا أدخل تونس في عزلة دولية لم تشهدها من قبل وإلى أنّ البلاد محاصرة ماليا واصفا الوضع السياسي القائم بـ”الشاذ “.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن الغنوشي قوله اليوم : “ليست هناك قوى ديمقراطية تقف مع الرئيس اليوم” مضيفا ” بعض الأنظمة الشمولية تقف إلى جانب الرئيس مثل بعض الأنظمة في الشرق الأوسط معروفة (لم يحددها)، وحتى خارج الشرق الأوسط “.
وتابع “لكن لا أعلم أن قوى ديمقراطية في العالم تقف إلى جانب الانقلاب في تونس…هناك رفض دولي لا يستهان به للانقلاب على الديمقراطية في تونس”.
وواصل “رغم أن الانقلاب أدخل تونس في عزلة دولية لم تشهدها من قبل فإنّ الشعب وقواه الحية هو الذي سيهزم الانقلاب ويعيد الديمقراطية الى تونس “.
وحول انعكاسات هذه الأوضاع على ظروف التونسيين المعيشية قال الغنوشي: “تونس تعيش أزمة سياسية قبل أن تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية والأزمة السياسية هي سبب الأزمات الأخرى”.
وأضاف “تتمثل الأزمة السياسية في التفرّد بالسلطة والانقلاب على الدستور والتراجع عن الحريات العامّة التي تمتعت بها البلاد لـ10 سنوات فأصبح لنا شهداء الآن وتعذيب واعتقالات تعسفية ومحاكمات عسكرية لمدنيين وهي أمور كنا نظن أن الثورة حسمت فيها”.
وتابع”هناك ردّة حقيقية عن مكاسب الثورة ولم تكن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لتكون بهذه الحدة التي عليها اليوم لو لا الوضع السياسي الذي حصل فيه انقلاب كامل الأمر الذي عكر وعقّد المسألتين الاقتصادية والاجتماعية”.
وقال الغنوشي “الآن تونس محاصرة ماليا لأنّ العالم يريد التعامل مع وضع مستقر، ولا استقرار إلا مع الديمقراطية في تونس، لأن بنية تونس ليست عسكرية بل هي مدنية ديمقراطية”.
واضاف “الوضع السياسي القائم وضع شاذ عن تاريخ تونس فضلا عن انقلابه على عشرية الحرية وعشرية الديمقراطية وهناك أزمات مركبة منها الأزمة الاقتصادية-الاجتماعية التي جعلت تونس مهددة حتى بالمجاعة، ولأول مرة في تاريخها الحديث يصبح التونسي يبحث بلهفة شديدة عن الخبز وعن الدقيق وعن الزيت وعن السكر أي الأشياء الأساسية التي لم تفقد بالبلاد في يوم من الأيام على مرّ العهود”.