الشارع المغاربي – منى المساكني: يوم امس السبت 12 سبتمبر 2020 ، أعلنت الكاتبة العامة للنقابة العامة للاطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين والجامعيين في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية بموقع “فايسيوك” عن وفاة اول طبيب تونسي جراء اصابته بفيروس كورونا عن سن يناهز الـ53 سنة ، ومنذ ذلك التاريح تنوعت الروايات حول الايام الأخيرة للطبيب الراحل ، ومنها تأكيد البعض بأن وفاته ناجمة عن عدم توفر سرير انعاش بعد تعكر حالته الصحية ، في مشهد ذكر بما حدث في الموجة الاولى في عدد من الدول الاوروبية ، ابرزها ايطاليا.
والد الطبيب ، تحدث عن الايام الاخيرة لابنه لـ”الشارع المغاربي” اليوم الاحد 13 سبتمبر 2020 ، مؤكدا ان الامر انطلق بمعاناة الراحل من ارتفاع شديد في درجات الحرارة مطلع الاسبوع الجاري ، وان الراحل اتصل بطبيب عام مكنه من شهادة طبية قال الوالد انه وجهها لمقر عمله كمندوب طبي ، وان طبيبه المباشر رجح ان يكون يعاني من التهاب رئوي .
الطبيب المباشر مكن الراحل من أدوية لم تكن ذات اية جدوى بتواصل ارتفاع درجات الحرارة ، ليبادر الاب بالاتصال في مناسبتين بممرض ، في المرة الاولى قام بحقنه بـ “كوكتال” من الادوية نجح فعلا في التخفيض من درجة حرارته لفترة وجيزة جدا قبل ان ترتفع من جديد وياتي الممرض في مناسبة ثانية ويُعيد الكرة لتنخفض مجددا الحرارة قبل ان تتعكر سريعا حالته في نفس الليلة بمعاناته من ضيق تنفس.
بعد 3 ايام اذن ، يقول الاب ،دخل الابن مرحلة المعاناة من ضيق تنفس حاد ، فاتصل في مرات متعددة بالارقام الخاصة بمصالح الصحية المعنية بالتوقي ومتابعة مرضى “كورونا” ، بل وبادر حتى بالاتصال بمسؤولين على المستوى المحلي ( احد أحياء العاصمة) ليتمكن بعد محاولات شاقة من الاتصال بالهياكل الصحية المعنية بمجابهة فيروس كورونا مطالبا اياهم المشرفين عليها بالقدوم بسرعة مصحوبين باجهزة اكسجين ليتم نقل الراحل لمستشفى الرابطة .
وحسب شهادة الاب ، فقد تم نقل الابن الى المستشفى على الساعة الرابعة فجرا وان ادارة المستشفى اتصلت به في اليوم الموالي على الساعة الـ11 صباحا لاعلامه بوفاة الابن جراء كورونا مؤكدا انه ينتظر حتى اليوم اعلامه بموعد دفن ابنه مذكرا بأنه لن يتمكن في كل الاحوال من حضوره باعتباره في الحجر الصحي .
وبعد اعلامه بالوفاة بساعات ، حل فريق صحي بمنزل الراحل واكتفى باخذ عينات من الاب، اما الام ، فقد رفض الفريق رغم الحاح الاب اخذ عينات لها بتعلة ان اسمها غير مضمن في اقائمة المعنيين بتحليل كورونا.
ومن المنتظر ان يتم دفن الراحل اما في مقبرة برج الطويل او في سكرة بالعصامة باعتبار انه تم غلق مقبرة سيدي الجبالي بأريانة .