الشارع المغاربي – المرأة التونسية تستعد للاحتفاء بعيدها الوطني على وقع تدهور مكاسبها الاقتصادية والاجتماعية

المرأة التونسية تستعد للاحتفاء بعيدها الوطني على وقع تدهور مكاسبها الاقتصادية والاجتماعية

قسم الأخبار

11 أغسطس، 2023

الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: تحتفل المراة التونسية بعد غد الاحد 13 اوت 2023 بعيدها الوطني.

ويحل عيد المرأة هذا العام في ظل تدهور واضح لوضعيتها على مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في سياق انتكاسة كبرى للمكاسب التي حققتها، على هذا الصعيد، على مر عقود طويلة اذ انه كثيراً ما يتباهى التونسيون بأن للمرأة مكانتها اللائقة في المجتمع، بحكم حصولها على حقوق مهمة منذ الاستقلال لكن النظر في واقعها الحالي والتشريعات المتعلقة بحقوقها يقف على حقيقة مفادها أن هناك الكثير الذي ما زال يجب القيام به في سبيل تكريس منظومة حقوقية متكاملة تحفظ للمرأة التونسية كرامتها رغم ان ما تحقق يعتبر مكسباً ًفي حد ذاته ومطمحاً لعديد البلدان.

وتعتبر الحقوق الاقتصادية نقطة ضعف منظومة حقوق المرأة في تونس، إذ يعرف البلد فراغاً تشريعياً لافتاً لا يتلاءم مع ما تتعرض له النساء من استغلال وهضم للحقوق في قطاعات عديدة مشغلة لليد العاملة النسوية، على غرار الفلاحة، وصناعة النسيج، والملابس، وغيرها.

ونشر المعهد العربي لرؤساء المؤسسات يوم اول أمس الاربعاء 9 اوت 2023 في هذا الإطار، مذكرة تضمنت ملخصا لما ورد في النسخة الثامنة عشرة من “مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين” التي أصدرها المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تقدّم توضيحات حول تطوّر التفاوت بين الجنسين، بناءً على استطلاع رأي، أُجري في 146 دولة بصفة المعهد شريكًا رسميًا للمنتدى حيث أجرى استطلاع الرأي الخاص بتونس.

واحتلّت تونس المرتبة 128 عالميّا في “مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين 2023″، لتخسر بذلك 8 مراكز مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت تحتل المرتبة 120 عالميّا.

أمّا على مستوى منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط فقد تراجعت تونس إلى المرتبة السادسة، وخسرت بذلك مركزين، مقارنة بالسنة الماضية، حيث بلغ رصيدها 64.2%، مما يشكل تراجعا مقارنة بسنة 2022.

ويُقدّم التقرير، المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين، ويُقيّم البلدان استنادًا إلى كيفية توزيع مواردها، وفرصها بين الرجال والنساء، وذلك استنادًا إلى 4 محاور أساسية هي “المشاركة والفرص الاقتصادية” و”المستوى التعليمي” و”الصحة والبقاء على قيد الحياة” و”التمكين السياسي”.

وتشير النتائج إلى أن مشاركة النساء في سوق الشغل بتونس، تُقدّر بـ 26.49%، مقابل 68.27% للرجال مما يعني 39.86% من العاملين المهنيين والتقنيين هم نساء، بينما 60.14% رجال.

كما تحتل تونس المرتبة 121 عالميا من حيث معدل الأمية حسب تقرير “مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين” الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي. وواتاتي تونس في المرتبة 81 في ما يتعلق بمحور الصحة والبقاء على قيد الحياة.

واظهرت النتائج في محور التمكين السياسي، أن تمثيل النساء في المستوى الوزاري يبلغ 33.33%، مقابل 66.67% للرجال، وأن معدل السنوات التي تقضيها المرأة على رأس الدولة، مقارنةً بالرجل، لا تتجاوز الـ 1.39% عند النساء، مقابل 48.61% من الرجال.

يذكر ان راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية كانت قد اعتبرت يوم الثلاثاء الفارط 8 اوت 2023 ان اتحاد المرأة هو النقطة السوداء في تجربة رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن باعتبار انها لم تعمل على ايجاد حلول ناجعة لمشاكله قائلة في تصريح اذاعي: “تحدّثت مع بودن عديد المرات وقدّمت لها الوثائق اللاّزمة لكنّها لم تنجح في إصلاح الوضع ولم تُبد اي اهتمام بشواغل المرأة التونسية.”

واضافت “تمنيت لو سمح مرورها برئاسة الحكومة بإصلاح الاخطاء في حق الاتحاد واصلاح الوضع باعتبار ان رئيس حكومة سابق قال ان الاتحاد يعامل كبقية المنظمات وانتظرت منها (بودن) ان تصلح الوضع فالمنحة التي كانت مخصصة لنا الغيت منذ السنة الماضية وهذه مظلمة يسجلها التاريخ وكم تمنيت لو سجلت نجلاء بودن نقطة واظهرت انها امرأة على راس الحكومة تتمسك بالقيم الكونية لقضايا المرأة وشواغل المرأة التونسية وتقف مع منظمة تونسية.. ربما لم تكن الظروف ملائمة لأنها كانت في كل مرة تقول ان الملف سيكون من اولوياتها لكن ذلك لم يتحقق وتمنيت لو اظهرت تعاطفها مع النساء”.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING