الشارع المغاربي-وكالات: واصلت أسعار القمح ارتفاعها في الاسواق العالمية في ظل تزايد التهديدات التي تحيط بتجارة الحبوب العالمية بعد أن حذرت كل من أوكرانيا وروسيا السفن المتجهة إلى موانئ كل دولة منهما من احتمال التعامل معها كأهداف حربية.

وقال تجار ومحللون اليوم الجمعة 23 جويلية 2023 إن المطاحن الآسيوية التي اشترت أكثر من مليون طن متري من القمح من منطقة البحر الأسود للشحن خلال الاشهر المقبلة ستبحث عن بدائل بعد هجمات وقعت على موانئ أوكرانية.

وجاءت الهجمات في أعقاب قرار الرئيس الروسي وقف العمل باتفاق كان يسمح بالنقل الآمن لصادرات الحبوب عبر البحر الأسود من الموانئ الأوكرانية مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات على المدى الأبعد. واضفت قيود الإمدادات من منطقة البحر الأسود المهمة في هذا المجال المزيد من الضبابية وسط توقعات بأن تهدد ظاهرة النينو المناخية المحاصيل في أنحاء آسيا الامر الذي قد يفاقم المخاوف من تضخم الاسعار.

وقفزت العقود الاجلة للقمح في بورصة شيكاغو بأكثر من اثنين بالمائة يوم امس الخميس لتبلغ أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع إذ ارتفعت الأسعار في أعقاب هجمات روسية على موانئ أوكرانية تسببت في أضرار للبنية التحتية.

واكدت سلطات محلية أوكرانية إن الضربات الروسية استمرت لمناطق الموانئ الأوكرانية يوم امس الخميس بعد أن أصدرت موسكو تحذيرا مفاده أن السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود قد تعتبر أهدافا عسكرية.  

وهاجمت روسيا منطقة اوديسا يوم امس الخميس لليلة الثالثة على التوالي وتسبب الهجوم على ميناء تشورنومورسك في جنوب أوكرانيا في تضرر البنية التحتية لتصدير الحبوب فضلا عن تدمير آلاف الأطنان من الحبوب المخزنة.

واصدرت وزارة الدفاع الاوكرانية عبر قناتها على تطبيقة تلغرام تحذيرا للسفن التي تتحرك عبر البحر الأسود متجهة إلى موانئ في روسيا والأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا لانها قد تكون أهدافا.

وفي الوقت نفسه حذرت الولايات المتحدة الامريكية من ان روسيا وضعت الغاما في موانىء الحبوب الاوكرانية وجاء التحذير الأمريكي بناء على معلومات استخبارية بعد أن قالت روسيا يوم الأربعاء إن جميع السفن المبحرة إلى تلك الموانئ ستعتبر سفنا عسكرية.

وأدت التهديدات إلى تبديد الآمال في أن تتمكن أوكرانيا من الاستمرار في تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي يعد تاريخيا طريق الشحن الأكثر أهمية مما أدى إلى نقل الإمدادات المتجهة إلى الأسواق العالمية من خلال طرق أضيق وأكثر تعقيدا.

يشار الى ان الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان كان قد اعتبر يوم اول امس الاربعاء 19 جويلية 2023 ان ايجاد التمويلات اللازمة لتوريد الحبوب وسد حاجة المواطن منها اصبح الان اكبر تحد امام السلطات التونسية معربا عن اسفه لعدم وجود استراتيجية واضحة لذلك.

وقال سعيدان في مداخلة على اذاعة “الديوان اف ام “تعليقا على قرار اعلان روسيا انتهاء العمل باتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الاسود” التحدي امام تونس هذه السنة بالذات اصبح كبيرا جدا لانه لا ننسى ان انتاج تونس هذه السنة من الحبوب يناهز 2.5 مليون قنطار وهو ما يساوي حاجات تونس من البذور في الموسم القادم وهذا يعني بكل وضوح ان تونس ستكون مطالبة باستيراد تقريبا مائة بالمائة من حاجاتها من الحبوب من الخارج وهي تقدر بحوالي 34 مليون قنطار وبالاسعار القارة قبل الازمة الحالية والتي كانت تساوي 3 مليارات دينار والان يمكن ان تتجاوز قيمتها حتى 4 مليارات دينار نظرا للازمة الحالية وهو تحد كبير جدا .”