الشارع المغاربي – نجوى علي : بعد أسابيع من الجدل والتخمينات والتوقعات حول ماهية العمل، انطلق ليلة أمس بث مسلسل “علي شورب” في أولى حلقاته على قناة التاسعة.

ولم يُنقص عرض الحلقة الأولى الجدل الحاصل حول هذا العمل الذي أتهم بالترويج للرداءة والبذاءة والصعلكة والتسويق للعنف وغيرها من الاتهامات، ليخلق جدلا آخر حول أحقية لطفي العبدلي وجدارته للعب دور شخصية “شورب” من عدمهما .

وانتقد الكثيرون اختيار العبدلي لدور يوثّق سيرة أشهر صعلوك و”باندي” في تاريخ تونس، معللين ذلك بأن البنية الجسدية لهذا الممثل لا تتماشى مع الشخصية.

وحبذ الناقدون لو أنه تم اختيار الممثل “فتحي الهداوي” لهذا الدور أو  “الشاذلي العرفاوي” ليجسد هذه الشخصية في حين عارض آخرون فكرة المسلسل في حد ذاته مستنكرين محاولة تبييض صورة “شورب” وكسب تعاطف المشاهد معه من خلال تقديمه في صورة مناضل وطني.

ويعتبر هذا المسلسل، والذي يوضع في خانة “السيرة الذاتية” رغم تطويع الاحداث والوقائع لخدمة الحبكة الدرامية والقصصية، الاول من نوعه في تونس، اذ لم نعهد هذا النوع التوثيقي في انتاجاتنا التلفزية مما أثار تساؤل شريحة كبيرة من المشاهدين حول أسباب اختيار هذه الشخصية الجدلية موضوعا ومحورا لأول “سيرة ذاتية” وصل الى حد اتهام القناة بمحاولة تمييع وافساد وضرب الأخلاق والتأثير على فئة الاطفال بتقديم “شورب كنموذج .

وبعيدا عن شخصية “شورب”  أشاد المشاهدون بأداء الممثلة “دليلة المفتاحي” التي لعبت دور والدة العبدلي.

يذكر ان المسلسل يقص حكاية علي شورب، إبن الحلفاوين الذي رأى والده يقتل أمام عينه في سن العاشرة من شدة الضرب الذي الحقة به “الجندرمي” صاحب “الشوارب” لأن والده رفض اعطاءه الغلال دون مقابل. وكان ذلك أمام سكوت وصمت جميع الباندية ، ولم يشفع تدخل والدته لوالده بل تم دفعها واهانتها وطرحها أرضاً، ليندفع علي ويضرب “أبو شنب” فيجد نفسه في الاصلاحية، ليخرج منها ويقضي جميع وقته في مشاغبة الجندرمية والتنكيل بهم ويجد نفسه مناضلاً دون تخطيط منه ولا إرادة.

وعرف “شورب” بالصعلكة وباندماجه في عالم المنحرفين والمجرمين وكانت نهايته بالقتل على يد أحدهم يوم 9 ماي 1972. ذاع صيته في تونس وكان مجرّد ذكر اسمه يثير الرّعب في النفوس إلى درجة أن جانبا كبيرا من التونسيين يعتبره أخطر رجل عرفته البلاد بل إنّ بعض التونسيين لا ينسون حديث بورقيبة عنه في أحد خطاباته وعبد العزيز العروي في إحدى مسامراته.