الشارع المغاربي-وكالات: اعلنت رئاسة الجمهورية السورية اليوم الخميس 18 ماي 2023 ان الرئيس بشار الاسد يتوجه اليوم الى جدة بالممكلة العربية السعودية للمشاركة في أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستنعقد غداً الجمعة.
وتأكدت بذلك مشاركة الاسد في القمة بعدما استعادت سوريا مقعدها في الجامعة العربية بعد 11 عاما تقريبا.
ومن المتوقع أن يخطف الرئيس السوري الأضواء في القمة بعد عزلة دامت أكثر من عقد حيث سيلتقي بزعماء من المنطقة دعموا في وقت من الأوقات خصومه في الحرب.
وتعد عودة حكومته إلى المحفل العربي إشارة على انتهاء عزلة بلاده التي مزقتها الحرب بعد أن ظلت معظم الدول العربية تنأى بنفسها عنه إثر الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا سنة 2011 والحرب الأهلية التي نشبت بعد ذلك.
وكانت السعودية وقطر وغيرهما قد دعمت المعارضة المسلحة المناهضة للأسد لسنوات لكن الجيش السوري استعاد السيطرة على معظم البلاد بدعم من إيران وروسيا وجماعات مسلحة شبه عسكرية.
وعبرت عدة دول منها قطر والكويت عن معارضتها عودة الأسد لكن القمة ستبرز على الأرجح حقيقة أن قطر قلصت طموحاتها في أن تكون لاعبا دبلوماسيا رئيسيا في المنطقة وقبلت بدور سعودي مهيمن.
ولا يمثل الأسد القضية الخلافية الوحيدة بين العرب فالجامعة منقسمة حول مسائل عدة منها التطبيع مع إسرائيل وسبل دعم القضية الفلسطينية والأدوار الإقليمية لتركيا وإيران وإلى أي جانب تنحاز في السياسة العالمية التي تشهد حالة استقطاب.
كما يحضر القمة في مدينة جدة مبعوثون من طرفي الصراع في السودان. ومن المتوقع أن يهيمن هذا الصراع على المناقشات. وتستضيف السعودية محادثات بشأن وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية في السودان منذ أسابيع.
وتشكل الأزمة السورية وصراعات إقليمية أخرى منها اليمن وليبيا مزيدا من التحديات لجامعة الدول العربية التي غالبا ما تتسبب الانقسامات الداخلية في تقويض دورها.