الشارع المغاربي: عاد عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن والقيادي السابق في ما يعرف بالجماعة الليبية المقاتلة يوم امس الخميس 21 افريل 2022 الى العاصمة الليبية طرابلس بعد غياب دام 5 سنوات قضاها بين قطر وتركيا وسط تساؤلات عن الدور الذي سيلعبه في المرحلة القادمة في بلاد على ابواب حرب على ضوء تنازع على الشرعية بين حكومة الدبيبة وحكومة باشاغا .
واثارت عودة بلحاج الى ليبيا جدلا واسعا وتساؤلات بشأن الدور الذي يمكن ان يلعبه في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها البلاد على وقع انقسام سياسي ومؤسساتي واتهامات وتهديدات متبادلة بين المعسكرات المتنافسة في ظل وجود حكومة مكلفة من قبل البرلمان واخرى تمارس مهامها في العاصمة طرابلس.
واظهرت مقاطع مصورة نشرها بلحاج على صفحته بموقع فايسبوك لحظة وصوله الى منزله في منطقة زناتة بالعاصمة طرابلس في حماية مسلحين قبل ان يظهر وهو بصدد الحديث في جلسة امام عدد من اهالي المنطقة.
وفور وصوله دعا بلحاج في بيان صادر عنه نشره بصفحته الى الحوار ودعم المسار السلمي للخروج من الازمة الراهنة مؤكدا انه سيواصل عقد لقاءاته مع كافة الفاعلين في القضية الليبية بعيدا عن اية مصالح سياسية تتعلق بتقاسم السلطة او تهديد وحدة الليبيين ” في ما اعتبر بمثابة اعلان عودة مرتقبة لهذه الشخصية الجدلية للمشهد في ليبيا والنشاط السياسي.
ويعد بلحاج احد أبرز القيادات الليبية المطلوب اعتقالها من قبل مكتب النائب العام الليبي بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد وهو مدرج منذ سنة 2017 بقائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وكذلك بقائمة البرلمان الليبي.
وبلحاج الذي كان سجينا قبل سقوط نظام معمر القذافي بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة الليبية المقاتلة لـ” الجهاد” ضد نظام القذافي تحوّل بعد الثورة إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا وأصبح يمتلك شركة طيران وقناة تلفزية كما لعب دورا سياسيا وأمنيا عندما ترأس حزب “الوطن” وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس.
ورغم محاولة إظهار نفسه على أنه شخصية سياسية سلمية فإن الماضي لا يزال يطارد عبد الحكيم بلحاج حيث لم ينس الليبيون تاريخه الإرهابي وكيف قاتل بجانب أسامة بن لادن في أفغانستان وقاد الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمصنفة تنظيما إرهابيا والجماعات الارهابية التي قاتلت في سوريا والتي تم نقلها بالتواطىء مع تركيا.
ولهذا السبب اثارت عودته حفيظة اغلب الليبيين وفتحت المجال امام تكهنات كثيرة حول اسباب السماح له بالعودة في هذا التوقيت وما اذا كان سيدخل في تحالف مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة او انه يطمح لدور قيادي جديد في ليبيا .