الشارع المغاربي: اعتبر رئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد اليوم الأربعاء 6 جانفي 2021 أنّ ما يُلام عليه او يُعاتب عليه رئيس الحكومة هشام المشيشي حول اقالته يوم أمس وزير الداخلية توفيق شرف الدين هو عدم توضيحه المسألة قبل الاقدام على اتخاذ قرار الاقالة .
وقال بن أحمد خلال حضوره اليوم ببرنامج “هنا شمس” على إذاعة “شمس أف أم” : “من حق المشيشي ان يقيل وزيرا ولكن في الاسلوب والطريقة التي تمّ بهما اقالة شرف الدين نوعا من ردّ الفعل المستعجل نسبيا …وما يُعاتب عليه اتصاليا هو انه كان من الافضل ان يوضح الاسباب اذ انه في الأنظمة الديمقراطية لا تمر الامور بنوع من الكتمان والتعتيم وبالتالي كان عليه توضيح الاسباب”.
وأضاف “من الناحية النظرية فإنّ اقالة المشيشي وزير الداخلية توفيق شرف الدين من صلاحياته…من صلاحياته أن يعين وزراء ويقيل وزراء ولكن نعلم جيدا في اي سياق وردت هذه الاقالة ..جاءت في سياق واقع متفجر وصراعات وواقع مليء بالاشاعات وفي ظلّ مُناخ ملوث وحديث عن تناقضات واختلافات مع الرئاسة”.
وتابع ” هناك اشخاص قالوا انه تمت اقالة وزير الداخلية لانه يقاوم الفساد ولأنّه اقال بعض الفاسدين ولكن بالتثبت اتضح أنّ ذلك غير صحيح لان ايقاف الاشخاص او الشخصية التي تم ايقافها كان بأمر قضائي لا دخل للداخلية فيه… الحجة التي تحمل مصداقية هي ان وزير الداخلية قام بتعيينات دون العودة الى رئيس الحكومة وفي هذا الخبر شيء من المنطق لأننا نعرف حساسية وزارة الداخلية ونعلم انها محل صراع حاد منذ 2011 حول من يضع يده عليها “.
وواصل بن أحمد ” من الناحية الواقعية والعملية تعتبر هذه الوزارة حساسة ومن المنطق ومن المفروض انسجام الفريق الحكومي وتشاور وزير الداخلية مع رئيس الحكومة وليس من المعقول ان يفاجأ رئيس حكومة بتحوير يشمل دفعة واحدة 10 او 11 اطارا تتم نقلتهم او اقالتهم …كان في ذلك نوع من المغامرة وكان من الاجدر بوزير الداخلية المقال التنسيق مع رئيس الحكومة حفاظا على وحدة وانسجام الفريق الحكومي”.
واعتبر بن أحمد أنّ من انعكاسات الاقالة ان تصبح الحكومة نسبيا في حالة تفكك، مضيفا ” للشغورات الثلاثة في المناصب الوزارية (وزير البيئة، وزير الثقافة، وزير الداخلية) الناتجة عن اقالات، علاقة بالتحويرات..من الطبيعي سد الشغورات من ناحية المنطق ولكن حسب اعتقادي ليس من صالح الحكومة أوالبلاد اليوم ان يأتي ذلك في سياق تحويل وجة سياسية او لتصفية حسابات سياسية …سد الشغورات للضرورة العملية اي على نفس الأُسس التي تشكلت عليها الحكومة في البداية..على رئيس الحكومة توضيح المسافة بينه وبين بعض الاحزاب لانها في الحقيقة مجموعة مصالح ولوبيات ضغط وبالتالي عليه أخذ مسافة وارسال رسالة طمأنة للرأي العام وللشعب ليؤكد انه محافظ على نفس الروح التي قامت عليها حكومته وهي انها ليست حكومة حزبية ولا تخضع للوبيات …توجد بعض اللوبيات تقايض رئيس الحكومة بالمساندة ..والابتزاز امر واضح للعيان”.
ووصف بن أحمد العلاقة بين الرئاسات الثلاث بالمتفجرة قائلا بخصوص العلاقة بين الرئاسة والحكومة “كلّ يُغنّي على ليلاه” منتقدا خطابات قيس سعيد حول المؤامرات، داعيا إياه لتوضيح الصورة وتقديم مضامين واضحة، وتعاطي رئيس البرلمان راشد الغنوشي مع العمل البرلماني، معتبرا أنه يخلط بين العمل الحزبي والمشاكل التي تعيشها النهضة وبين النشاط البرلماني.