الشارع المغاربي: حذّر حمة الهمامي امين عام حزب العمال اليوم الجمعة 8 أكتوبر 2021 من استيلاء رئيس الجمهورية قيس سعيّد على كل السلط معتبرا انها اتخذ “سلطة تأسيسية” داعيا اياه الى التناظر حول برامج اقتصادية واجتماعية وغيرها. واشار الى ان “تعيين امراة رئيسة للحكومة في انقلاب لا يشرف نساء تونس” مشددا على ان “نجلاء بودن ستكون رئيسة حكومة شكلية بمثابة موظفة لدى رئيس الجمهورية تُنفذ توجهاته وتصوراته” .
وقال الهمامي خلال حضوره اليوم ببرنامج “90 دقيقة” على اذاعة “ifm” : “نحن الان امام حاكم فردي مطلق وقيس سعيد قام بانقلاب يوم 25 جويلية واستكمله باصدار الامر الرئاسي 117 يوم 22 سبتمبر واصبح بموجبه هو المشرع الاوحد …جرّد البرلمان ورفع عن اعضائه الحصانة والامتيازات واخذ الصلاحيات ..هو السلطة التنفيذية وحتى مع الحكومة الجديدة هو من يعين ويعفي ويضع توجهات ورئيسة الحكومة عبارة عن موظفة لديه تنفذ توجهاته وتصوراته”.
واضاف “النقطة الاخيرة التي لم يتم التركيز عليها حتى في وسائل الاعلام هي انه اعطى لنفسه سلطة تأسيسية ..هو من سيراجع الدستور وسيصدر قانونا انتخابيا ..استولى سعيد على كل السلط ولهذا ركّز حزب العمال على قيس سعيد ومنهجه الشعبوي وقلنا انه يدفع البلاد نحو حكم فردي مطلق ونحو الاستبداد واكثر من هذا نحو الاحتراب تدريجيا ووسّع مجال التدخلات الاجنبية في تونس”.
وتابع “نحن لا نعادي جزءا من الشعب بل نختلف معه ..قيس سعيد يقول ان الشعب معه لكن جزءا فقط من الشعب معه حتى ولو كان جزءا هاما ..نختلف معه والخطير هو ان ينساق جزء من الشعب وراء الشعبوية والغوغائية مثلما راينا في الشعارات التي رفعها انصاره ..لائحة كبيرة تتضمن قائمة اولية للخونة والتحريض وشتم كل من يعارض قيس سعيّد ..نعمل من اجل ان يدرك ويعي هذا الجزء من الشعب خطر الطريق الذي يتجه اليه قيس سعيد” .
وواصل ” دخلت لعالم السياسة منذ الحركة الطلابية سنة 70 وعندما كنت طالبا كان بورقيبة يقول “أنا النظام” وكل من يعارضه يعارض الدولة والنظام وجاء بن علي وقال “انا الوطن” وكل من يعارضه يصبح خائنا للوطن ثم جاء راشد الغنوشي وقال “انا الاسلام وانا الدين” وان من يصوت له يصوت للاسلام وان من يصوت لغيره كافر …قيس سعيد الان قال “انا الشعب” يُسأل ما هو برنامجه فيقول “الشعب يريد والشعب يعرف ما يريد ” ومن يعرف ما يريد الشعب وما يريد قيس سعيد هو ربكم الاعلى..معارضة قيس سعيد تعني الخيانة”.
وقال الهمامي “المُهجة الاستبدادية ومهجة الحكم الفردي المطلق جعلت قيس سعيد ينتزع السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية وحتى السلطة التاسيسية…في أي عالم يجهّز فرد كلّ شيء ؟ في عالم استبداد شعبوي متخلف..ما يحدث الان في تونس هو تنازع على الشرعيات”.
وأضاف “يُنبه حزب العمال التونسيين من هذا ونحن نعارض قيس سعيد…. يقول سعيد “انا الشعب”…اتحداه ..ما هو برنامجه للشعب ولتنظيم الاقتصاد وتطوير ثروة البلاد لاحداث مواطن تشغيل؟ الشعب يعاني من الفقر ومنغلاء المعيشة والبطالة… ما هو برنامجك للسيادة ؟ وما هو موقفك من المديونية والاتفاقات غير المتكافئة ..هذا هو الشعب “.
وتابع “لا يشرّف نساء تونس ان يتم اختيار احداهنّ رئيسة للحكومة في انقلاب وان يتم ايضا اختيار رئيسة حكومة برتبة موظفة وبرتبة رئيسة حكومة شكلية لانها ليست هي التي ستختار الوزراء والتي ستختار توجهات الحكومة … ما هي التوجهات التي ستطبقها ؟ الم يقل سعيد تصحيح لمسار الثورة ..هل نجلاء بودن من نساء الثورة ؟ اولا هي من التجمع وكانت تعمل في وزارة زمن بن علي ولاحقا اشتغلت مكلفة بتنفيذ برنامج البنك العالمي الخاص بالتعليم العالي وهذا البنك نصير خوصصة التعليم “.
وختم الهمامي بالقول “اتمنى التناظر مع قيس سعيّد وادعوه الى مناظرة حول برامج والنظام السياسي والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحول قضية المرأة والمساواة وقضية الاخلاق والقيم وقضايا السياسة الخارجية”.