الشارع المغاربي: اعتبر رضا الشكندالي استاذ الاقتصاد اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 ان تاكيد صندوق النقد الدولي ادراج ملف تونس ضمن اجتماعات مجلس ادارته التنفيذية المقررة ليوم 19 ديسمبر الجاري خبر جيد جدا بالنسبة لتونس مذكرا بان البعض كان قد اكد ان ملف تونس لن يدرج وبأن هناك من قال ايضا انه سيتم تاجيل ذلك للسنة القادمة مستدركا بان هذا يبقى مع ذلك غير كاف وبأن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة.
وقال الشكندالي في حوار على اذاعة “اكسبراس اف ام”:” تاكيد الصندوق انه سيدرج ملف تونس ضمن جدول اعمال مجلس ادارته يوم 19 خبر جيد جدا لتونس لان هناك من قال ان ذلك لن يحصل وهناك من قال انه سيتم تاجيل ذلك للسنة القادمة …لكن مع ذلك يبقى هذا غير كاف وكل السيناريوهات واردة لان الصندوق يضع قبل اعطاء الموافقة الرسمية شروطا يتعين الالتزام بها قبل صرف الاموال والصندوق لا يعطي الموافقة الا عندما يعرف ان الارضية متوفرة سواء كان ذلك على المستوى السياسي او غيره ولذلك اجّل الى يوم 19 اي بعد الانتخابات كما انه يريد ان يكون البرنامج لكل التونسيين وليس برنامج الحكومة فقط ولكن الى حد الان هو برنامج الحكومة وحدها وليس برنامج كل التونسيين بدليل ان اهم شريك اجتماعي اعلن انه غير منخرط في عملية الاصلاح واكثر من هذا فان رئيس الدولة اعلى هرم السلطة التنفيذية يقول في خطابه الرسمي انه يرفض الاصلاحات ولاول مرة في تاريخه يشترط الصندوق توقيع رئيس الجمهورية وله الحق في ذلك لانه قبل دستور 2022 كانت الاحزاب تشارك في الانتخابات وهي التي تشكل الحكومة ومع الدستور الجديد فان الضامن الوحيد لاستمرارية برنامج صندوق النقد الدولي هو رئيس الجمهورية واذا كان اليوم راس السلطة يقول انه غير موافق على الاصلاحات وعلى رفع الدعم وعلى التفويت في المؤسسات العمومية وهو المطالب بالتوقيع على الاتفاق فمعنى ذلك انه كل السيناريوهات ورادة …”
واضاف “السيناريو المحتمل والذي قد يؤدي الى موافقة مجلس ادارة الصندوق يوم 19 ديسمبر هو لاعتبارات امنية وسياسية تتعلق بالمصالح الامريكية والاوروبية باعتبار ان تونس هي بوابة للاستثمار في افريقيا خاصة بعد ما لوحظ في القمة الصينية العربية الاخيرة من تقارب مع الصين هذا ربما يجعل الولايات المتحدة واوروبا تراجعان مواقفهما وتدفعان نحو الموافقة لكنها موافقة مشروطة ومرتبطة بقسط ضعيف وانتظار اين ستسير الامور…”
وتابع ” اعتقد ان الفترة الوجيزة القادمة بـ 5 او 6 ايام ستكون مهمة ومهمة جدا في تاريخ تونس لاننا نسير نحو اختناق مالي كبير وكبير جدا واذا لم يتوصل رئيس الجمهورية للحصول على مساعدات مهمة مثل التي حصلت عليها مصر من دول الخليح بحوالي 28 مليار دولار من السعودية وقطر والامارات من ودائع في البنك المركزي وغير ذلك فان المسالة ستكون معقدة …ونحن تحصلنا على موافقة الصندوق تقريبا في نفس الوقت مع مصر ولكننا لم نتحصل على ودائع مثلها …فالصندوق ربما يعطي الموافقة للحفاظ على الامن والسلم في تونس بقسط ضعيف كاختبار لتونس ….فالمؤسسة المالية غير مستعدة عادة لصرف الاموال وهي تعلم انه لن يتم تنزيل الاصلاحات على ارض الواقع”.
ونبه الشكندالي الى انه من الممكن توقع رفض مجلس ادارة صندوق النقد الدولي في صورة عدم تهدئة الاوضاع واذا كانت نسبة المشاركة ضعيفة جدا في الانتخابات او اذا حصلت مشاكل في الانتخابات او اذا تعقدت الامور الاجتماعية اكثر وانعدم الاستقرار متابعا ” كل هذا يؤثر وكذلك التصريحات النارية بين الاطراف الاجتماعية …صحيح الجوانب السياسية والامنية المتعلقة بالجانبين الاوروبي والامريكي مهمة لكنها غير محددة عادة لكن بالنسبة لتونس ربما حالة خاصة في هذه الايام الخمس لا بد من التهدئة اولا من جانب خطاب رئيس الجمهورية يجب ان يكون مُجمّعا وليس مقسما على الاقل في الفترة الحالية ولا بد ايضا للحكومة ان تعمل على التقارب مع الاطراف الاجتماعية وخاصة المنظمة الشغيلة”.