الشارع المغاربي: اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم السبت 6 افريل 2024 ان الواجب يقتضي الاعتراف بالجميل لمن قدموا لتوسن الكثير وذلك خلال اشرافه بالمنستير على موكب احياء الذكرى 24 لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة مشددا من جهة اخرى على انه لا تراجع عن الاختيارات التي اتخذها وعن ثباته من اجل تطهير البلاد ممن افسدوا وعاثوا فيها فسادا حسب تعبيره.
وقال سعيد في كلمة خلال اشرافه اليوم بالمنستير على موكب احياء الذكرى 24 لرحيل الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية :” “…..اتوجه اليكم بالتحية في هذا اليوم في الذكرى 24 لوفاة الرئيس الحبيب بورقيبة والواجب يقتضي الاعتراف بالجميل لمن قدموا لتونس الكثير وكنت اتحدث منذ قليل عن الثورة التي حصلت في التعليم وفي الصحة وفي الاحوال الشخصية… تغير وجه الدولة لان الدولة قامت بدورها الاجتماعي والمؤسسات والمنشآت العمومية التي تم احداثها بعد الاستقلال كثيرة وحققت الكثير من النتائج رغم الكثير من العقبات والاختيارات التي يمكن مناقشتها ولكن لا يمكن لاحد ان ينكر او يتنكر لما حصل في تلك الفترة وسنعمل ان شاء الله جاهدين ثابتين مؤمنين بضرورة تجاوز كل الصعوبات الطبيعية منها والمفتعلة …هناك صعوبات طبيعية هي نتيجة جملة من الاختيارات التي تمت وكان الهدف هو ضرب المرافق العمومية للدولة والدولة بالنسبة للمواطن ليست الاقليم والمجموعة البشرية والسلطة السياسية هي مجموعة المرافق العمومية التي يجب ان تكون في خدمة المواطن ومن يريد ان يعطل المواطنين ومنظوري الادارة من الخدمات التي يجب ان يوفرها ليس له مكان في الادارة… ثم ليعلم الكثيرون ان السلطة ليست طموحا وكرسيا واريكة مثلما يتوهمون وكما يحلمون بل هي مسؤولية ونحن ثابتون على العهد مع ربنا ومع شعبنا من اجل تطهير البلاد من الذين افسدوا وعاثوا فيها فسادا في كل مكان …نحن على العهد باقون ولن نتراجع ابدا الى الوراء ..هناك بطبيعة الحال من يريد ان ينقد مرحبا به …السلطة بطبيعتها لا يمكن ان تكون مقبولة من الجميع… السلطة تفرز الاحتجاج …المهم هو التعايش السلمي بين السلطة والمعارضة في اطار القانون والدستور في المقام الاول ولكن لا يمكن ان نقبل بأن يتم الرجوع الى الوراء وان يتم الترشح من قبل مجموعات ترتمي في احضان الخارج …هل سمعتم مرة واحدة برئيس لدولة غربية مرشح من تونس …المرشح يجب ان يكون مزكى من قبل التونسيين ومنتخبا من قبل التونسيين وحدهم وليس من قبل اية جهة اخرى …”
واضاف” اليوم نحن نخوض حرب وجود ولا ابالغ… حرب بقاء او فناء من اجل هذا الوطن… ارادوا ان يسقطوا الدولة في تلك الفترة بعد 14 جانفي… تفجير الدولة من الداخل… ضرب مرافقها العمومية من الداخل واليوم يريدون ترذيل مؤسسات الدولة هدفهم …سعيهم ولا بارك الله في سعيهم هو ضرب الوطن ..والتونسيون والتونسيات اظهروا وعيا غير مسبوق بهذه المؤامرة التي تحاك ضدهم ويعلمون كل الخفايا وسيتصدون بنفس العزيمة والارادة وبنفس الروح العالية من الوطنية لكل من يريد ان يرتمي في احضان الخارج وينسى ان تونس مستقلة… ارفعوا رؤوسكم في كل مكان وقولوا نحن تونسيون وتونسيات في كل انحاء العالم وفي كل مكان نعتز بتاريخنا وبسيادتنا ولا مجال لان نبيع سيادتنا لاي كان ولو بكنوز الدنيا كلها وليتعظ الكثيرون بما حصل وليقرؤوا التاريخ وليعلموا جيدا ان التاريخ لن يعود الى الوراء مثلما يشتهون وكما يتمنون وكما يحلمون اضغاث احلام …سنواصل ..هذا ما عاهدنا عليه الشعب وربنا قبل كل شيء …ولن اتراجع ابدا عن الاختيارات التي تمت لان الشعب هو الذي عبر عن ذلك في كل مناسبة… في 25 جويلية واقولها للتاريخ في زيارة الى الرديف يوم 24 جويلية وجدت مستشفى بلا ماء ولا كهرباء وهناك يوم 25 جويلية قلت بماذا سأقابل ربي…. في ذلك الوقت كانوا مجتمعين …اعداء الامس صاروا حلفاء اليوم …واتخذت القرار لان الواجب كان يقتضي ان اتخذه حتى انقذ الوطن من محاولة تفجير الدولة ومن محاولة ان تكون الدولة مجرد مقاطعات تأتمر بأوامر الخارج… اتخذت ذلك القرار بالتجميد لانه لم يكن من الممكن المواصلة وتم احترام كل المواعيد الانتخابية…تم احترام موعد الاستفتاء في 25 جويلية ثم بعد ذلك موعد انتخابات اعضاء مجلس نواب الشعب ثم انتخاب اعضاء الغرفة الثانية.. المجلس الوطني للجهات والاقاليم وتم ذلك في وقت قياسي مقارنة بتجارب دول اخرى… نحن في سباق مع الساعة نريد ان نختصر المسافة في التاريخ حتى نتدارك ما وقع في السنوات التي تعرفون وبحول الله وبالارادة الصلبة وبالعزيمة القوية التي لا تلين سنطهّر البلاد من كل من عاث فيها فسادا ومازال ويتصورون انهم سيعودون الى الفساد من جديد …..شكرا لكم وكل عام وانتم بخير …”