الشارع المغاربي-قسم الاخبار: أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد اثر مشاركته في أشغال الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي-الإتحاد الإفريقي ببروكسيل على وجوب أن تُبنى العلاقات الافريقية الاوروبية على مبدأي المساواة والعدل مبرزا اهمية الحديث عن المستقبل بناء على مصارحة من الطرفين تكون قائمة على المساواة الحقيقية التي تؤدي الى العدل مشددا على أنّ “افريقيا للأفارقة” مشيرا الى موت اشخاص نتيجة العطش والى وجود صراعات على “بركة ماء” والى غياب الصحة وانتشار الفساد.
وقال سعيّد في تصريح اعلامي نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية اليوم الجمعة 18 فيفري 2022 على موقع “فايسبوك” : “لم اتحدث عن العلاقات الافريقية الاوروبية بالشكل التقليدي بل تحدثت عن مفهوم الحوكمة…ساد في وقت من الاوقات الحديث عن الحكم الرشيد وتأتي اليوم الحوكمة والفساد ينتشر في كل مكان ثمّ إنّ الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في عديد من الدول هي نتيجة لعناصر كثيرة من بينها العناصر الخارجية…ذكرت مثالا من امثلة كثيرة”.
واضاف “تمّ في مطلع القرن العشرين غزو احد البلدان الافريقية والبلد الذي قام بالغزو حمل جثة احد القتلى الى مخبر في اوروبا ليتسائل هل ان صاحبها من جنس البشر ام لا ثمّ تحدثت عن احلام البلدان الافريقية الكبيرة بعد الاستقلال اواخر سنوات الخمسين وفي بداية السنوات الستين…كان الاتحاد بين الدول الافريقية حلما جميلا وتمّ بعث منظمة الوحدة الافريقية لكن هذا الحلم ذهب وانتشر الفساد ونهبت اموالنا وثرواتنا”.
وتابع “يتحدثون أحيانا عن القضاء وعن استقلال القضاء..لماذا لا يعيدون الينا اموالنا ؟ ولماذا يتسترون كثيرا من الاحيان عن جرائم تمت ؟ لماذا يسمحون لأنفسهم بالتدخل ؟ كانوا يرسلون البرقيات اثر كل انتخابات للتهاني ويعرفون أنّها انتخابات مزيفة …اليوم نحن قادرون جميعا ومعا على صنع مستقبل للانسانية كلها لا بناء على مفاهيم تعود بنا الى نقطة الانطلاق ويبقى الافارقة وعديد الشعوب الاخرى في هذه الاوضاع اللاانسانية والمخزية للانسانية ..لا بد ان نقارب هذه الاوضاع مقاربة اخرى مختلفة عن المقاربات القديمة التقليدية…تتغير التسميات ولكن السياسات لا تتغير “.
وواصل “يجب ان تنبني العلاقات الافريقية الاوروبية على مبدأ المساواة والعدل لانه في وقت من الاوقات عندما طرحت مسألة عدم المساواة للتعويض عن الخسائر وعن الحرمان تمّ للاسف قبرها وتم الالتجاء الى بعض المفاهيم التي تمرر نفس السياسات تقريبا ولكنها لا تؤدي إلاّ الى نفس النتائج…ذكرت الكثير من الامثلة …لماذا ينزعجون ..هذه هي الحقيقة ..لماذا لا نتحدث عن المستقبل بناء على مصارحة من الطرفين قائمة على المساواة الحقيقية التي تؤدي الى العدل ؟”.
وختم سعيّد بـ”القارة الافريقية للافارقة ولا بد ان نعالج الاسباب لا النتائج تحت مسميات جديدة..لماذا لم يتحقق الحلم الكبير الذي كان سائدا لدى الشعوب الافريقية عند تأسيس منظمة الوحدة الافريقية ؟ ولماذا هناك من يموت اليوم عطشا ولا يجد الماء ونرى اشخاصا يتصارعون على بركة ماء فضلا عن الصحة المفقودة والفساد المنتشر..عودة الاموال والثروات الينا …نحن نقول الحقيقة ولا يمكن ان نتقدم الا بناء على قراءة صحيحة ثابتة نابعة من ارادة شعبية لكل شعوب افريقيا ولكل شعوب العالم …العالم تغير اليوم وهو في حاجة الى مفاهيم جديدة لا الى مصطلحات لا تقدم اي شيء سوى استمرار الوضع الذي كان ولازال قائما للاسف بعد حوالي 70 سنة من الاستقلال “.