الشارع المغاربي: اكد عادل اللطيفي أستاذ علم الاجتماع بجامعة السيربون اليوم الثلاثاء 10 ماي 2022 ان مفهوم الجمهورية الجديدة الذي اعلن عنه رئيس الجمهورية قيس سعيد لا يخرج عن الهاجس بتاسيس دولة جديدة معتبرا ان ذلك هو الخطر.
وقال اللطيفي في حوار على اذاعة “شمس اف ام”: ” قيس سعيد تحدث عن جمهورية جديدة وليس عن جمهورية ثالثة لانه غير مقتنع بجمهورية سنة 1957 فهو وجماعته في الحملة التفسيرية يعتبرون ان الدولة لم تنبن على قاعدة صحيحة وانه يتعين خلق نخب جديدة. وبالنسبة اليهم فان الاحزاب والمنظمات وكل ما هو اجسام وسيطة تدخل ضمن المنظومة القديمة ولما يتم وضع الشركات الاهليةفذلك يكون بمثابة قانون مواز للقانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني وقانون المصالحة الجزائية هو ايضا قانون مواز لقوانين موجودة سلفا وبالتالي فان مفهوم الجمهورية الجديدة لا يخرج من الهاجس بتاسيس دولة جديدة وهذا هو الخطر”.
واضاف “الدول تتطور في اطار تقاليدها وتراكمات تجربتها وعلى قاعدة مكاسب الدولة الوطنية وحتى بورقيبة لما جاء وجد تراث دولة لها تقاليد دستور منذ 1861 وارشيف وطني منذ عهد خير الدين باشا و جيش نظامي تعود نواته الاولى الى سنة 1831 واول جمعية وهي الخلدوينة كانت سنة 1886 ولتونس تراث كبير انبنت عليه الدولة حجرة حجرة “.
وتابع”على فكرة نفس هذا الخطاب تفشى لما جاءت حركة النهضة سنة 2012 وتقريبا كان نفس الخطاب ازاء دولة بورقيبة ومن الطبيعي جدا ان يكون هناك تقارب في الافكار بينها وبين قيس سعيد ..فمشكلة تونس بعد الثورة انه تاسست بعد انتخابات 2011 منظومة للحكم بغاية الحكم وحركة النهضة باعتبارها تمثل ثقافة ما قبل الدولة تختزل السياسة في الوصول الى الحكم وهذا عادي لكن الحكم عندها بمعنى السيطرة على جهاز الدولة وهذا ما كان موجودا …”
وواصل “حاليا قيس سعيد ليس بصدد بناء مشروع جديد لتونس بقدر ما هو بناء مشروع جديد للحكم بمعنى السيطرة على جهاز الدولة واكبر دليل على ذلك ان ترى وزير الداخلية ينزل الى الشارع ويساند مسيرة تمثل طرفا سياسيا وربما التقط “سلفي” مع المتظاهرين ونفس الشيء حصل مع والي تونس”.
وخلص اللطيفي الى اعتبار ان قيس سعيد يمثل “تواصلا لنفس المنظومة” مشبها تونس بالشخص المريض معتبرا ان المرض هو المنظومة القديمة وان اعراضه هو قيس سعيد ومشروعه مضيفا ” بالنسبة لي قيس سعيد هو السخانة التي تصيب الجسد المريض وحالة الهذيان هي تلك التي نسمعها من المفسرين”.