الشارع المغاربي: سي عبيد البريكي هو ولا شكّ واحد من الوجوه النّقابيّة والسّياسيّة الّي موش ممكن لحتّى حدّ يتجاهل حضوره المتواصل على ساحة الحياة العامّة.هو نقابي تحمّل عدّة مسؤوليّات وتدرّج ليصل أكثر من مرّة لمنصب أمين عام مساعد للإتّحاد العام التّونسي للشّغل.
سياسيّا سي عبيد هو سليل مدرسة فكريّة وسياسيّة أصيلة في المشهد التّونسي:التيّار الوطني الدّيمقراطي…لحدّ أنّو حضِي برئاسة المؤتمر التّوحيدي لحركة الوطنيّين الدّيمقراطيّين وحزب العمل الوطني الديمقراطي وعدد من المستقلّين الحاملين لنفس الفكر…كان هذا عام 2012 .
تم تعيينه عام 2016 عضو في حكومة يوسف الشاهد في خطّة وزيرالوظيفة العمومية والحوكمة ومحاربة الفساد، لكنّو استقال من منصبه في فيفري 2017 بسبب اختلاف في الرؤى مع رئيس الحكومة.للتّذكير فقط:حكومة يوسف الشّاهد كانت خاصّة وبوضوح حكومة الإئتلاف الحاكم بقيادة حزب النّهضة !
يعني سي عبيد البريكي ما كانش بعيد على منظومة الحكم وكان عندو قناعة أنّه من الممكن تغيير الواقع من داخل المنظومة وباش الواحد يكون صادق،قدّم سي عبيد عدّة مقترحات في إصلاح الوظيفة العموميّة وفي محاربة الفساد لكن وكيف ما بيّن الواقع بسرعة كبيرة بالنّسبة لسي عبيد،مقتراحاته ومشروعه الإصلاحي”اصطدم” بسرعة مع مصالح الإئتلاف الحاكم ساعتها !
عام2019 أسّس عبيد البريكي حركة تونس للأمام وترشّح للرئاسيّات بإسمها وحاول يعمل تحالفات مع تنظيمات سياسيّة أخرى…كل واحد ينجّم يقول الّي يحبّ عليه لكن موش ممكن اتّهامه بعدم وعيه بمحدوديّة تأثير تنظيمه على السّاحة السّياسيّة،على هذا نلقاوه في كلّ مرحلة يلوّج على تحالف من هنا وإلّا من غادي…
لين جاء 2021-7-25 وكيف برشة شخصيّات وأحزاب “اقتنصوا” اللّحظة وتحت عنوان كبير”اسقاط منظومة النّهضة”أو”القطع مع ما قبل25/7”تحلّ سباق لمن كان الأسرع لتصدّر قائمة المساندين للرّئيس قيس سعيّد وإجراءاته…
منهم شكون ارتمى في المساندة والدّعم الفعلي من غير حتّى تفويض من حزبه وفيهم شكون نسى حتّى كتاباته ومنشوراته بعد إنتخاب قيس سعيّد وحكى وفسّر أنّ فوزه في جانبه الأكبر هو صنيعة المواقع الإلكترونيّة وفيهم وفيهم…المهمّ بالنّسبة لسي عبيد نسى أنّو كان وزير في وحدة من حكومات النّهضة،نسى أنّ البعض من قيادات الأحزاب الّي نسّق معاهم في فترة ما هم توّة نزلاء السّجون بلا محاكمات وبتهم بالتّآمر على أمن الدّولة!
وفي الفترة الأخيرة وبعد ما زادت تعقّدت الأوضاع في البلاد سي عبيد البريكي قاعد يتحرّك على برشة واجهات وكلّ هالتحرّكات تصبّ في رحى وحدة الّي هي”التمسّك والدّفاع على 7/25 ! هاهو مشى لإفتتاح مؤتمرات ويخطب فيهم ويقول:يلزم هالمؤتمر يكون فرصة جديدة باش انجّحو مسار 7/25.
هاهو وبعد عقد إجتماع للمجلس المركزي لحزبه يمشي لإذاعات ويزيد يقول بالقوي ويسمّع للّي يحبّ يسمع:راهو المسار يتعرّض لمؤامرات داخليّة وخارجيّة وهو راهو متّفق بالطول والعرض مع مقاربات الرّئيس ويقدّم في ولائه وإنخراطه ونصائحه للرّئيس باش يبدّل حكومتو بواحدة أخرى تكون سياسيّة ويلفت في إنتباهه لشغور برشة مناصب في الحكومة وفي السّفارات والقنصليّات والدّواوين وغيرو…
معنتها يا رئيس بربّي إسمعني بركة،راني قادر باش ننصحك ونقدّملك الحلول الكلّ وحتّى كان ما خذيتش برأيي في كلّ شيء موش مشكل راني معاك،معاك،معاك بالثلاثة! هو سي عبيد موش وحدو في هالتّمشّي،ياما أمناء عامّين وقيادات سياسيّة و”شخصيّات وطنيّة”مارسوا ومازالوا في هالقليِّم،قليِّم”نحن هنا وحاضرين”لكن النّافع ربّي،لحدّ هالسّاعة الرّئيس سعيّد ماشي في الطّويل وما عينو باش يسمع كان الحلقة المضيّقة الّي يعرفهم من قبل ما يولّي رئيس ويسمع روحو خاصّة…الجماعة ومنهم سي البريكي يحبّوه يشكّل حكومة”سياسيّة”
والرّاجل من النّهار الأوّل قال ما عينو بأحزاب والحكومة هي حكومتو وين يحدّدلها تاقف !ولّي يعمل هكّة والا هكة،بالوقت يتعفى ومش لازم حتّى يتعوّض بالوقت(ما صارت كان في حالة الشؤون الخارجيّة)وكان على الخدمة متاع حكومتو،هاني ماشية وكلّ يوم تقريبا تجي مدام بودنّ باش يعملوا مع بعضهمmise au point…
يعني سي عبيد البريكي والجماعة الّي كيفو،جماعة المساندة الصمّاء وفي بعض الحالات المساندة النقديّة،يا موش فاهمين ما يريده الرّئيس سعيّد )وهذا أمر مستبعد( يا قاعدين يحاولوا يلعبوا في منطقة ما بين بين… المهمّ ارتحنا من النّهضة لكن الرّئيس يلزمو يعمل كذا وكذا وفي الحالتين هم يحاولوا بكلّ جهدهم يثبتوا أنّهم ربّما إختاروا ثنيّة ما توصّل لحتّى شيء!على خاطر مطالبة الرّئيس قيس سعيّد باش يزيد يستعمل سلطاته لإرساء محكمة دستوريّة مثلا يصطدم بسرعة بصعوبة هالإرساء(خاصّة بعد ما شفنا الكلّ مصير المجلس الأعلى المؤقّت للقضاء) ومطالبته بالتّسريع في نسق إستكمال إنتخابات مجلس الجهات والأقاليم بإحترام ما يريده الرّئيس من إنطلاق من العمادات وما يطرحه الخوض في تفاصيل العمادات من امتدادات جغرافيّة وكثافة سكّانيّة وغيرها ماهوش حكاية ساهلة زيادة على مصير المجالس البلديّة الّي وقع حلّها،زيادة خاصّة لتعب النّاس من كلّ مرّة برّا إنتخب وروّح…
سي عبيد البريكي وبحكم تجاربه النّقابيّة والسّياسيّة يعرف مليح أنّو حتّى انتخابات المجلس النّيابي الجديد جابت نتائج أقلّ بياسر من آماله وحتّى عدد الّي طلعوا للمجلس تحت عناوين مساندة وانجاح مسار 25/7 ما همش في طريق مفتوح نحو الأهداف الّي يحلم بيها سي عبيد،على هذا نلقاوه يوجّه في النّداءات للكتل المساندة باش يخدموا مع بعضهم وكاينّو هنا زادة يحبّ يقول للرّئيس سعيّد:راهو حتّى في المجلس ينجّم يكون عندي دور ايجابي في دعمك !
الحاصيلو، سي عبيد فاهم مليح أنّو بلا دور للأحزاب،شيء ما ينجّم يتعمل لكنّو مع ذلك مازال عامل روحو مش فاهم أنّو الرّئيس سعيّد ما عينو في حتّى شيء من هذا الكلّ ومؤمن أنّو هو الوحيد القادر على التّفكير ووضع السّياسات وتنفيذها بواسطة أعوان إداريّين لا أكثر ولا أقلّ…
ما نعرفش علاش كلّ وين نسمع واحد من المسؤولين السّياسيّين وخاصّة الحزبيّين الّي يقدّموا في أنفسهم كأصحاب مقترحات وبالتالي كحاملي بدائل باش يحقّقوا مشروع قيس سعيّد (شرط تعيين حكومة سياسيّة يعني حزبيّة يعني هم ومن معهم) كلّ وين نشوف وإلّا نسمع حدّ منهم نتفكّر هاك الومضة الإشهاريّة متاع”تقسم يا لخضر” والآخر يجاوب “مَهَئِهْ”…مع حفظ المقامات طبعا.
*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 13 جوان 2023