الشارع المغاربي-قسم الأخبار: جدتت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي اليوم الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 انتقاد تركيبة حكومة المشيشي المقترحة معتبرة انها تفتقد للاستقلالية التامة التي ذكرت بأن المشيشي كان قد اعلن انها ستكون شرطا من شروط اختيار الوزراء مشددة في سياق متصل على ان حكومة المشيشي ستعرف نفس مصير الحكومات التي سبقتها في اشارة الى امكانية اسقاطها بعد فترة وجيزة من حصولها على الثقة من مجلس نواب الشعب.
وقالت موسي “هذه ثالث جلسة لمنح ثقة للحكومة في 9 أشهر …الحكومة الاولى سقطت في البرلمان والثانية مرّت ثمّ أسقطها من صوّت لها وهذه الحكومة تدل كلّ المؤشّرات على أنّها ستمرّ لكن لن تلقى مصيرا افضل ممن سبقها”.
واضافت موسي خلال الجلسة العامّة المنعقدة اليوم والمخصصة لعرض حكومة المشيشي المقترحة على التصويت لمنح الثقة “في هذا العهد السعيد وفي ظلّ أحسن دستور في العالم وفي عشريّة الفوضى وعدم الاستقرار مررنا من معدل حكومة كلّ سنة الى حكومة كل 3 اشهر وهذا في حدّ ذاته يستطيع ان يلخّص مدى حظوظ نجاح هذه الحكومة ومدى حظوظ التغيير مع تغيير الوضع السيئ للمواطنين نحو الاحسن ولكم التعليق”.
وتابعت موجهة حديثها للمشيشي”حكومة اليوم حكومة هشام المشيشي حكومة الكفاءات المستقلة تماما وتتذكّر أنّنا قلنا لك اننا تفاعلنا ايجابيا في الحزب الدستوري الحر بناء على كلمة تماما اكثر منها مستقلة قبل ان تقوم بعد ذلك بحذف كلمة تماما لانك انت نفسك لم تكن مقتنعا بأنّ هذه الحكومة حكومة كفاءات مستقلة تماما.. نحن نريد على مرآى ومسمع الشعب وعلى المباشر أن أبلّغك الاستياء الكبير للحزب الدستوري الحر لانحرافك عن المسار الذي اتفقنا عليه والذي كنت قد أعلنت عنه لوحدك ولم يجبرك احد بالاعلان عنه وهو انك رضخت للاملاءات والضغوطات للساعات واللحظات الاخيرة فشوّهت حكومتك …شوهتها بصفقاتك ورضوخك في الساعات الاخيرة” .
واضافت ” تعلم أنّك ستخرج من المجلس اليوم رئيس حكومة ولكن دفعت الثمن غاليا من مصداقيتك لدى الرأي العام ..دخلت ضعيفا وضعفك ظهر للعيان قبل تسلمك مقاييد المسؤولية وعاينا هذا الضعف عبر حادثتين على الاقل …الاولى حادثة تشابه الاسماء في حقيبة التجهيز وهنا جعلت نفسك رئيس الاوراق الملغاة …عمل عليك مزية ولم يقدم لك اغلبيته المريحة في مكتب المجلس ليصدّرون لك فتوى دستورية تمنعك من تغيير الاسم فمرّت المسألة وكأنّها لا تدخل في التعديلات والفتاوي الدستورية …ضغطوا على الزر وقالوا تمرّ وقيّد عليك المزيّة الاولى” .
واشارت الى أنّ الضعف الثاني الذي ظهر للعيان هو “اعلانك أنك ستستغنى عن وزير الثقافة التي كتب تدوينة أعلن خلالها انسحابه ليتم قبوله في نفس اليوم من قبل رئيس الجمهورية ويتمّ تثبيته وهنا للاسف رئيس الاوراق الملغاة لمجلس النواب( في اشارة الى الغنوشي) لم يحلّ لك الفتاوي في أنّك تُعدّل لأنّه يخاف في صورة حلّ هذه الفتوى تذهب لدورة التدارك التي منحناها لك في الندوة الصحفية وقلنا لك ان الدستور لا يمنع التعديلات وكما تستطيع تعديل وزير الثقافة بامكانك تعديل وزراء اخرين رفعنا عليهم الفيتو وبالتالي تمّ تثبيت وزير رغم ارادة رئيس الحكومة وظهر ضعفك وعدم سيطرتك على تشكيلتك الحكومية “.
وقالت “نأسف لهذا لانو تتذكر قلتها لك في اللقاء كان بامكانك ان تدخل التاريخ كشاب تونسي ثمرة الادارة التونسية وثمرة السياسة البورقيبية والمصعد الاجتماعي …كانت عندك مفاتيح انقاذ البلاد من منطومة الاخوان ومنظومة ربيع الخراب والدمار بالقطع مع الاسلام السياسي نهائيا وبعدم حمايتهم لا بوزير عدل ولا وزير الخارجية عينه علي لعريض اذن فوت على نفسك هذه الفرصة وفوتتها على التونسيين ورغم ذلك لن نيأس والنضال مستمر وستجدنا أمامك مباشرة بعد تسلمك للمسؤولية”.
واضافت “ما يهمنا الان هو برنامجك والخطوط العريضة لحكومتك على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمالي وعلى مستوى الامن القومي …اليوم تونس وأمنها القومي أمانة في رقبتك وأنت رئيس حكومة …البوادر لا تبشر بخير لكن سنرى كيف ستتطوّر الامور…في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والمالي ملاحظة شكلية بديهية هي أنّ الكتيّب الذي سلمناه لك في لقاءنا ساعدكم كثيرا في صياغة هذه الاولويات لأنّه تقريبا 90 في المائة من المذكور فيه موجود ضمن أولوياتكم الى درجة تبنيكم مقترحنا الذي قدمناه لمجلس نواب الشعب في السنة النيابية الفارطة والمتمثل في اقتراح باحداث وكالة خزينة تونس “.
وبخصوص النقاط التي وردت ضمن أولويات حكومة المشيشي قالت موسي “ذكرتم القيام باصلاحات على مستوى المالية العمومية لتصبح مداخيل الدولة دون اقتراض تتجاوز نفقات التصرف” متسائلة “هل لديكم اليوم خطّة للتحكّم في النفقات العمومية ؟ هل ليدكم خطّة التحكّم في كتلة الاجور التي بلغت 42 في المائة من ميزانية 2020 ؟ هل لديكم اليوم خطّة وعزيمة وارادة سياسية لاعادة نسق الانتاج العادي في الطاقة والمناجم ؟ هل لديكم خطة للاندماج في المنظومة الاقتصادية العالمية بعد أزمة كورونا ؟ فماهي الخطط والاستراتيجيات؟”
وتابعت “هل تعلمون أنّ مصالحنا مع الشريك التاريخي الاتحاد الاوروبي أصبحت مهددة باعتبار ان تونس في اخر الارقام تراجعت نسبة صادراتها من الملابس قرابة 29 في المائة وفقدنا موقعنا في الـ 10 ايام الاوائل وهذا ينذر بالخطر ؟ هل لديكم خطة لادماج المنظومة الاقتصادية في منحى الانفتاح نوح افريقيا والفرص العالمية والاموال العالمية للمشاريع الكبرى ؟ ” مشيرة الى أنّ اعلان النوايا ليس كافيا.
وأكّدت “لن نترك فريسة للخوانجية وسنبقى في المواجهة، في المعارضة البناءة بمقترحاتنا لتُجسّم هذه المقترحات ولن تنركك تنحرف بمسار البلاد كما انحرفت بمسار تشكيل الحكومة …وسنتقابل نحن الاولين معك”.
