الشارع المغاربي – قسم الثقافة : عمدت إدارة بيت الحكمة اليوم الثلاثاء 19 مارس 2019 إلى هدم لوحة رخامية تحمل شعار الدولة الحسينية التي نعلو مقرّها.ومعلم بيت الحكمة الذي شيده الجنرال أحمد زروق خلال القرن 19 حوالي سنة 1860 واستعمِل كمركز مراقبة للبلاد خلال ثورة علي بن غذاهم سنة 1864، مصنّف بقائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1924 .
وأكد مدير معهد التراث السابق فتحي البحري في تصريح لـ”الشارع المغاربي” أن شعار الدولة الحسينية الذي قررت بيت الحكمة هدمه يعود الى عهد المشير أحمد باشا باي”.
ويعتبر قصر زروق واحد من القصور التونسية التي بنيت في عهد البايات الحسينيين لغرض السكن، ويتميز بتنوع تصاميمه كالطراز التركي والعربي والأندلسي.
وقد استغله الجنرال زرّوق للسكن، ثم في سنة 1922 اشتراه محمد الحبيب باي بملغ قدره 000 40 فرنك واستعمله للإقامة والعمل.
وفي سنة 1943، اختاره باي تونس آنذاك محمد الأمين باي ابن الحبيب باي، ليكون قصرا ملكيا للبايات.
وبعد الاعلان عن النظام الجمهوري سنة 1957، تم تأميم البناية وأُرجعت إلى عهدة الدولة، واستعملت كمقر لمكتب الصناعات التقليدية التونسية ثم مقرا للمعهد الوطني للتراث، ثم في سنة 1983 وبعد إنشاء مؤسسة بيت الحكمة أصبحت هذه البناية هي المقر الرسمي لها.
يذكر أن قصر زروق شهد أحداثا هامة من تاريخ تونس على غرار منح الحكم الذاتي لتونس داخليا سنة 1954.
ولسائل ان يسأل لمَ تقبل ادارة بيت الحكمة ورئيسها المفكر عبد المجيد الشرفي بهدم جزء من معلم مرتّب ومسجّل بقائمة التراث العالمي منذ 1924؟ ولمَ تصمت وزارة الشؤون الثقافية والمعهد الوطني للتراث على مثل هذه التجاوزات؟.