الشارع المغاربي-قسم الاخبار: كشف رئيس الحكومة الاسبق الحبيب الصيد في كتابه “الحبيب الصيد حديث الذاكرة” تفاصيل عن خفايا عملية باردو الارهابية التي استهدفت عبر هجوم ارهابي مسلح يوم 18 مارس 2015 متحف باردو وخلفت 23 قتيلا غالبيتهم من السياح الاجانب و50 جريحا بالاضافة الى احتجاز العشرات من السياح لساعات قبل تحريرهم من قبل قوات الامن. وقدم في الكتاب كواليس تلك العملية وردود الفعل التي تبعتها ولعل اخطرها على الاطلاق غضب اليابان بسبب الاخلالات الامنية الفادحة وفضيحة سلب وسرقة امتعة الجثث من قبل عدد من الاعوان.
وجاء في كتاب الصيد” كانت هذه العملية بمثابة الصاعقة التي ضربت قلب العاصمة بسبب ما اتسم به العمل الامني في بعض المستويات من تراخ ونوع من اللامبالاة وسوء التنسيق بين الهياكل الامنية وربما كان ضعف التنسيق يرجع ايضا لغياب خطة المدير العام للامن الوطني عند تسمية السيد رفيق الشلي كاتب دولة لدى وزير الداخلية مكلفا بالامن حيث كان من المؤمل انذاك التقليص من الوظائف وتركيز سلطة القرار بما يضمن تجنب تشتت المسؤوليات ولكن مع الاسف ومع مرور الوقت تراجع التنسيق بل وربما حصل مزيد من التنافر خاصة بين هيكلي الامن والحرس الوطني”.
وأضاف” لقد تألمت كثيرا لما حصل من نتائج مروعة جراء هذه العملية الغادرة خاصة عندما علمت ان هناك تقصيرا فادحا على مستوى المرافقة الامنية لحافلات السياح القادمة للعاصمة من ميناء حلق الوادي وكذلك على صعيد خطة الوقاية الامنية لمبنى مجلس نواب الشعب. فقد اتضح ان حراسة المجلس المحمولة على عاتق الامن الرئاسي من الداخل وعلى ادارة حماية المؤسسات بوحدات التدخل من الخارج لم تكن في المستوى المأمول من حيث اليقظة الحازمة وتجلى من التحريات ان كلاهما قصر في جهود التنسيق والتكامل بما انعكس على نجاعة الاجراءات الامنية اللازمة للوقاية من اي خطر خارجي”.
وتابع” لقد استاء الجميع من ذلك واذكر ان اليابان التي فقدت اثنين من مواطنيها في العملية عبرت بدورها عن غضبها الشديد لما بلغتها معلومة تفيد بأن حراس المكان كانوا في المقهى وان بعض الاعوان لم يتورعوا عن سلب الضحايا وسرقة بعض المتاع من الجثث الملقاة على الارض”.
وواصل كاشفا تفاصيل العملية” تبين من جهة اخرى وبالملموس مدى التسيب الامني بمنطقة باردو عندما قمت بزيارتي الثانية لمستشفى شارل نيكول حوالي منتصف الليل بعد الواقعة بهدف الاطلاع على سيرالعناية بالمصابين ومدى الرعاية التي يلقونها في المستشفى ووجدت عندئذ في الرواق احدى الموظفات بسفارة اسبانيا بصدد البحث عن مفقودين من السياج الاسبان فاسديت التعليمات لمدير الاقليم بالتوجه مع فرقة الانياب للبحث عنهما في كافة ارجاء متحف باردو وقد ساءني جدا عندما عاد لي المسؤول الامني بعد انتهاء مهمته ليعلمني بانه ليس هناك اثر لهما وبان البحث عن المفقدوين لم يؤد الى اية نتيجة مما يرجح انهما غادرا مكان الواقعة منذ مدة بينما فوجئت من الغد صباحا بوسائل الاعلام وهي بصدد بث خبر خروج المفقودين انذاك من مسرح الجريمة واللذين كانا مختبئين باحد اجنجة المتحف طيلة العملية الارهابية وبقيا في المخبأ كامل الليل ولذلك بادرت بتسليط عقوبات شديدة على المسؤولين الامنيين المعنيين في الجهة وفي مقدمتهم مدير الاقليم”.