الشارع المغاربي – في‭ ‬تونس،‭ ‬الصمت‭ ‬وسيلة‭ ‬حكم / بقلم: العميد الصادق بلعيد

في‭ ‬تونس،‭ ‬الصمت‭ ‬وسيلة‭ ‬حكم / بقلم: العميد الصادق بلعيد

قسم الأخبار

12 يوليو، 2023

الشارع المغاربي:

تقديم‭ ‬عام

‭-*‬في‭ ‬20‭ ‬جوان‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭ ‬قدمت‭ ‬الى‭ ‬السيد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬مشروع‭ ‬الدستور‭ ” ‬من‭ ‬اجل‭ ‬جمهورية‭ ‬جديدة‭”‬؛‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬الرضاء‭ ‬الرئاسي؛‭ ‬لكن‭ ‬وكما‭ ‬تعهدت‭ ‬به‭ ‬مسبقا‭ ‬أمام‭ ‬الملأ،‭ ‬نشرت‭ ‬ذلك‭ ‬المشروع‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬طبعة‭ ‬استثنائية‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كاد‭ ‬أن‭ ‬تحجز‭ ‬الطبعة‭ ‬الأولى‭ ‬منه‭ ‬فجر‭ ‬نشرها‭….‬؛‭ ‬ورغم‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبات،‭ ‬فها‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭  ‬المشروع‭ ‬الدستوري‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬التونسيين‭ ‬بما‭ ‬يستحقّه‭ ‬ولما‭ ‬يستحقّون‭….‬؛‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬في‭ ” ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الاطلال‭” ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬المستقبل‭ ‬والى‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيقه؛‭ ‬

‭-* ‬إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذه‭ ‬الورقة‭ ‬سيكون‭ ‬مركّزا‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‘‬الصمت‭’ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بلادنا؛‭ ‬فكما‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المعهود‭ ‬ان‭ ‬معظم‭ ‬المشاكل‭ ‬السياسية‭ ‬وغيرها‭ ‬تحلُّ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‘‬القول‭’ ‬و‭’‬الفعل‭’‬؛‭ ‬لكن،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يتفطن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬–‭ ‬والأعوص‭ ‬منها‭ -‬،‭ ‬تُعالج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ … ‘‬الصمت‭’‬؛‭ ‬وربما‭ ‬سيعترض‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬بان‭ ‬تونس،‭ ‬باعتبارها‭ ‬نظاما‭ ‬ديمقراطيا،‭ ‬فهي‭ ‬أساسا،‭ ‬نظام‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬والجدل،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬عند‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة؛‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬فإنه‭ ‬يفرض‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‘‬ديمقراطيتنا‭’ ‬–‭ ‬إن‭ ‬هي‭ ‬حقا‭ ‬موجودة‭ ‬فيها‭ -‬،‭ ‬هي‭ ‬لحد‭ ‬بعيد‭ “‬ديمقراطية‭ ‬الصمت‭”‬؛‭ ‬وهذا‭ ‬الصمت‭ ‬يصنّف‭ ‬تصنيفا؛‭ ‬الأول‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬صمت‭ ‘‬المجتمع‭ ‬المدني‭’‬،‭ ‬بذاته‭ ‬بالاعتبار‭ ‬النزعة‭ ‬الغالبة‭ ‬عند‭ ‬المواطنين‭ ‬الى‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬وتمسّكهم‭ ‬بالصمت‭ ‬المدوّي‭ ‬فيها؛‭  ‬لكن،‭  ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬الأخطر‭: ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بـ‭’‬الصمت‭ ‬المؤسساتي‭’‬،‭ ‬أو‭ ‬وباستلهام‭ ‬من‭ ‬الفلم‭ ‬الشهير‭ ‬للمرحومة‭ ‬مفيدة‭ ‬تلاتلي‭: ‘‬صمت‭ ‬القصور‭’‬،‭ ‬ثلاثتها،‭ ” ‬قرطاج‭” ‬و‭”‬القصبة‭”‬‭ ‬و‭”‬باردو‭”‬؛

‭-* ‬وفي‭ ‬تقديرنا‭ ‬ومع‭ ‬اسفنا‭ ‬الشديد،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬بالذات‭ ‬الأسلوب‭ ‬المتّبع‭ ‬اليوم،‭ ‬داخل‭ ‬البلاد،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭: ‬فإن‭ ‬قادتنا‭ ‬عندما‭ ‬يذهبون‭ ‬الى‭ ‬الخارج،‭ ‬ترى‭ ‬فيهم‭ ‬المواهب‭ ‬وقد‭ ‬تفتّحت‭ ‬والحناجر‭ ‬وقد‭ ‬تفتّقت‭ ‬والخُطب‭ ‬الرنانة‭ ‬وقد‭ ‬سُردت؛‭ ‬اما‭ ‬إذا‭ ‬رجعوا‭ ‬الى‭ ‬ارض‭ ‬الوطن،‭ ‬فكما‭ ‬قالها‭ ‬الرحوم‭ ‬احمد‭ ‬بن‭ ‬صالح‭: ” ‬سكوتا‭ ‬ومرّوا‭ ‬بين‭ ‬المسامير‭….”‬؛‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬ننبّه‭ ‬اليه‭ ‬والى‭ ‬خطورته؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬ترمي‭ ‬بالأساس‭ ‬الى‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬سلوك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحاكمة‭ ‬الحالية‭ ‬المُركّز‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‘‬الصمت‭’ ‬و‭’‬السكوت‭’ ‬و‭’‬الإسكات‭’ ‬كوسيلة‭ ‬لصرف‭ ‬اهتمام‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬أمُّهات‭ ‬المشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬العالقة‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬والتي‭ ‬فشلت‭ ‬السلطة‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬مخرج‭ ‬لها؛‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬ولكي‭ ‬نبقى‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الورقة،‭ ‬فإنا‭ ‬سنحصر‭ ‬كلامنا‭ ‬حول‭ ‬باب‭ ‬شديد‭ ‬الأهمية،‭ ‬نعني‭ ‘‬الدستور‭’‬،‭ ‬وبالأحرى،‭ ‘‬صمت‭ ‬الدساتير‭’‬،‭ ‬الذي‭ ‬سنتطرق‭ ‬الى‭ ‬اخطر‭ ‬مظاهره‭ ‬في‭ ‬المحطات‭ ‬الثلاث‭ ‬التالية‭:‬

1-‬خطورة‭ ‬التشريع‭ ‬بـ‭’‬المراسيم‭’ ‬و‭’‬التراتيب‭ ‬الاستثنائية‭’‬

‭’‬المراسيم‭’ ‬نوعان‭: *- ‬الصنف‭ ‬الأول‭ ‬يأتي‭ ‬بتفويض‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لصاحب‭ ‬الوظيفة‭ ‬التنفيذية‭ (‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬او‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭) ‬بالتدخل‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬التشريعي‭ ‬لمدة‭ ‬محددة‭ ‬ولغرض‭ ‬معين‭ ‬وبإصدار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‘‬المراسيم‭’ ‬أو‭ ‘‬الأوامر‭ ‬الرئاسية‭’‬،‭ ‬تُقدّم‭ ‬الى‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬للاعتماد‭ ‬او‭ ‬للرفض‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المضروب‭ ‬لها‭ (‬دستور‭ ‬1959‭ ‬فصل‭ ‬28‭ ‬فقرة‭ ‬2‭. ‬–‭ ‬2014،‭ ‬فصل‭ ‬70،‭ ‬فقرة‭ ‬2‭ ‬–‭ ‬2022،‭ ‬فصل‭ ‬70‭)‬؛‭ *‬–‭ ‬والصنف‭ ‬الثاني،‭ ‬مثاله‭ ‘‬الأمر‭ ‬الرئاسي‭’ ‬عدد‭ ‬117‭-‬2021‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭ ‬المتعلق‭ ‘‬بتدابير‭ ‬استثنائية‭’: ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬الرئاسي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الفصل‭ ‬80‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬2014؛‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬تبريرا‭ ‬لمحتواه‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬ان‭ ‬يثير‭ ‬الاستغراب‭ ‬والحيرة‭: ‬فلقد‭ ‬جاء‭ ‬بقلم‭ ‬واضعه‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الرئاسي‭ ‬يأتي‭ ” ‬عملا‭ ‬بمبدأ‭ ‬ان‭ ‬السيادة‭ ‬للشعب‭” ‬وانه‭ ” ‬اذا‭ ‬تعارض‭ ‬المبدأ‭ ‬مع‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتطبيقه،‭ ‬يقتضي‭ ‬ذلك‭ ‬تغليب‭ ‬المبدأ‭ ‬على‭ ‬الاشكال‭ ‬والإجراءات‭….”‬؛‭ ‬لكن،‭ ‬في‭ ‬نظرنا،‭ ‬هناك‭ ‬مآخذ‭ ‬هامة‭ ‬وخطرة،‭ ‬يجب‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭:‬

‭ -*‬ما‭ ‬معنى‭ ‘‬التبرير‭’ ‬لهذا‭ ‬المرسوم‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭ ‬السابقة؟‭ – ‬اذا‭ ‬رجعنا‭ ‬الى‭ ‬المنطق‭ ‬القانوني‭ ‬المتعارف‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬الذكر،‭ ‬فأنه‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬له‭ ‬إطلاقا؛‭ – ‬فهذا‭ ‬المبدأ،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬غرابته‭ ‬الشديدة،‭ ‬لا‭ ‬يفدّم‭ ‬أي‭ ‬توضيح‭ ‬عن‭ ‬مصدره‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬شرعيته؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬وبالمقارنة‭ ‬من‭ ‬الصنف‭ ‬الأول‭ ‬المذكور‭ ‬اعلاه،‭  ‬فإن‭ ‬خطورته‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬لا‭ ‬رقابة‭ ‬سابقة‭ ‬ولا‭ ‬لاحقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الهيئات‭ ‬الدستورية‭ ‬مثل‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬قرار‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬ارادة‭ ‬انفرادية‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬فقط،‭ ‬يقرر‭ ‬فيه‭ ‬كما‭ ‬يشاء‭ ‬ويختمه‭ ‬ويأمر‭ ‬بتطبيقه‭ ‬كما‭ ‬يشاء‭ ‬وينهي‭ ‬مفعوله‭ ‬كما‭ ‬ومتى‭ ‬يشاء؛‭ ‬ففي‭ ‬سلم‭ ‬القواعد‭ ‬الحكمية‭ ‬المعروفة‭ ‬عند‭ ‬الناس،‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬يعتبر‭ ‬هجينا‭ ‬وخطيرا‭ ‬بذاته؛‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬الطين‭ ‬بلّة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬7‭ ‬منه‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ” ‬لا‭ ‬َتقبل‭ ‬المراسيم‭ ‬الطعن‭ ‬بالإلغاء‭”. ‬فهذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الاحكام‭ ‬يكون‭ ‬خارقا‭ ‬للمبادي‭ ‬القانونية‭ ‬المعروفة‭ ‬مرتين‭: ‬الأولى‭ ‬لكونه‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬تشريعي‭ ‬موكل‭ ‬الى‭ ‬سلطة‭ ‬دستورية‭ ‬مختصة،‭ ‬والثانية‭ ‬لكونه‭ ‬يختص‭ ‬بحصانة‭ ‬قضائية‭ ‘‬مطلقة‭’ ‬تمنع‭ ‬الطعن‭ ‬فيه‭ ‬امام‭ ‬القضاء؛

‭-*‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬ونظرا‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬المراسيم‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بتفويض‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يَذكر‭ ‬حدودا‭ ‬لصلاحيات‭ ‬الرئيس‭ ‬ولا‭ ‬لمدتها؛‭ ‬فهنا،‭ ‘‬الصمت‭’ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬ومعه‭ ‬السكوت‭ ‬المعمّم‭ ‬حوله؛‭ ‬لكن،‭ ‬شاءت‭ ‬الاقدار‭ ‬ان‭ ‬طرحت‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬نفسه؛‭ ‬فكان‭ ‬جوابه‭ ‬المرتجل‭ ‬ما‭ ‬مفاده‭: ‘‬ان‭ ‬المراسيم‭ ‬الرئاسية‭ ‬تبقى‭ ‬سارية‭ ‬المفعول‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬الغائها‭ ‬بنفس‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بها،‭ ‬أي‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬وفي‭ ‬الاجل‭ ‬الذي‭ ‬يرتضيه‭’‬؛‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬صراحة‭ ‬ان‭ ‘‬الاستثنائي‭’ ‬أصبح‭ ‘‬القاعدة‭’‬،‭ ‬وأن‭ ‘‬القاعدة‭’ ‬أنزلت‭ ‬الى‭ ‬منزلة‭ ‘‬الاستثناء‭’‬،‭ ‬وأننا‭ ‬بهذا،‭ ‬أصبحنا‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭… – ‬نسبح‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الامشروعية‭ ‬وربما‭ ‘ ‬الى‭ ‬يوم‭ ‬يرجعون‭’….‬؛‭ ‬

لكن،‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬الجديد‭ ‬قد‭ ‬فاته‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬دستور‭ ‬2022‭ ‬نفسه،‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ” ‬يستمر‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التشريعي‭ ‬بأحكام‭ ‬الأمر‭ ‬الرئاسي‭ ‬عدد‭ ‬117‭-‬2021‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭ ‬المتعلق‭ ‘‬بتدابير‭ ‬استثنائية‭’ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬يتولى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وظائفه‭ ‬بعد‭ ‬تنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬أعضائه‭”‬،‭ ‬وليس‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ؛‭ ‬وهذا‭ ‬الشرط‭ ‬اكتمل‭ ‬بالتمام‭ ‬أثر‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬الي‭ ‬افرزت‭ ‬مجلسا‭ ‬تشريعيا‭ ‬جاهزا‭ ‬للقيام‭ ‬بمهامه‭ ‬التشريعية؛‭ ‬لهذه‭ ‬الأسباب،‭ ‬فأنا‭ ‬نعتبر‭ ‬ان‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الجديد‭ ‬–‭ ‬الذي‭ ‬نأسف‭ ‬بان‭ ‬نقول‭ ‬إننا‭ ‬لسنا‭ ‬مقتنعين‭ ‬بمشروعيته‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقة‭… ‬–‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬فورا‭ ‬مسؤولياته‭ ‬كاملة‭ ‬وان‭ ‬يقوم‭ ‬بالتحركات‭ ‬الواجبة‭ ‬لكسب‭ ‬مشروعية‭ ‬مجددة‭ ‬بممارسته‭ ‬الجدّية‭ ‬لمهامه‭ ‬التشريعية‭ ‬والرقابية،‭ ‬حتي‭ ‬يسهم‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬في‭ ‬تركيز‭ ‬ما‭ ‬نتباهى‭ ‬غلطا‭  ‘‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭’…‬

2-‬سَرَاب‭’ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية

‭-* ‬ان‭ ‬أكبر‭ ‬ضحية‭ ‬لمناورات‭ ‬السياسيين‭ ‬وتلاعبهم‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الدستوري‭ ‬بالخصوص،‭ ‬هي‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأساسية‭ ‬لضمان‭ ‬ديمقراطية‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬ولتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬العالية،‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭ ‘‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭’‬؛‭ ‬وحتى‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬بيّـنة‭ ‬من‭ ‬اهمية‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬لنقل‭ ‬بإيجاز‭ ‬شديد‭ ‬إن‭ ‬وظيفة‭ ‬المحاكم‭ ‬الدستورية،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬الاستشاري،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬السلط‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وكذلك‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬بجميع‭ ‬اصنافها،‭ ‬عند‭ ‬تجاوزها‭ ‬لما‭ ‬عَهَد‭ ‬اليها‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬وصلاحيات،‭ ‬نصا‭ ‬وروحا،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭  ‬الملجأ‭ ‬الأخير‭ ‬لكل‭ ‬المتقاضين‭ ‬المتظلّمين‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬شؤونهم‭ ‬ومصالهم؛‭ ‬فهذه‭ ‬المحاكم‭ ‬هي‭ ‬الضامن‭ ‬الاساسي‭ ‬والنهائي‭ ‬لاحترام‭ ‬الدستور‭ ‬ولإرساء‭ ‘‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭’ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬المعيار‭ ‬الجوهري‭ ‬لحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬وحرياتهم؛

‭-*‬لننظر‭ ‬الآن‭ ‬الى‭ ‬التجربة‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الإشكالية‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭: ‬ان‭ ‬واضعي‭ ‬دستور‭ ‬1959‭ ‬اعتبروا‭ ‬ان‭ ‬الأوان‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بعدُ‭ ‬لإنشاء‭ ‘‬محكمة‭ ‬دستورية‭’ ‬بالمعنى‭ ‬الصحيح،‭ ‬واعتبارا‭ ‬للظروف‭ ‬السياسية‭ ‬المضطربة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ،‭ ‬فإنهم‭ ‬قرروا‭ ‬ارجاء‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الى‭ ‬أجل‭ ‬لاحق؛‭ ‬ودام‭ ‬ذلك‭ ‬التعليق‭ ‬لمدة‭ ‬تفوق‭ ‬أربعين‭ ‬سنة،‭ ‬ولم‭ ‬تظهَر‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬مؤسسة‭ ‬دستورية‭ ‬–‭ ‬حتى،‭ ‬صوريا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ -‬،‭ ‬الا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2002‭ ‬بأدراج‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬التنقيحي‭ ‬عدد‭ ‬51‭ ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬واحد‭ ‬جوان‭ ‬2002،‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬72‭ ‬الفقرة‭ ‬4‭: ” ‬ينظر‭ ‬المجلس‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬يعرضها‭ ‬عليه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مطابقتها‭ ‬او‭ ‬ولاءمتها‭ ‬له‭…..”‬؛‭ ‬ولقد‭ ‬وقع‭ ‬تنقيح‭  ‬جزئي‭ ‬لهذا‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬1998‭ ‬وفي‭ ‬2022؛‭ ‬

‭-* ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬سلبية‭ ‬لكون‭ ‬هذا‭ ‘‬المجلس‭ ‬الدستوري‭’ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الا‭ ‬مجرد‭ ‬مؤسسة‭ ‘‬استشارية‭’ ‬وموجهة‭ ‬بالأساس‭ ‬نحو‭ ‬حماية‭ ‬سلطة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬تدخّل‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬بشكل‭ ‬قد‭ ‬يكون،‭ ‬في‭ ‬نظره،‭ ‬تعسفيا‭ ‬ومحرجا‭ ‬له؛‭ ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬لم‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬انشاء‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬جوهري‭ ‬على‭ ‬الهيكل‭ ‬الدستوري‭ ‬والتشريعي‭ ‬للبلاد؛‭ ‬

‭-*‬أما‭ ‬اذا‭ ‬نظرنا‭ ‬الى‭ ‬تجربة‭ ‬دستور‭ ‬2014‭ ‬والى‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬ثم‭ ‬الى‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بعده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭  ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬كُتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬بالفشل‭ ‬الكامل،‭ ‬وأضف‭ ‬بإن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬وعن‭ ‬روية‭…‬؛‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬المتناحرة‭ ‬آنذاك‭ ‬كانت‭ ‬تنظر‭ ‬الى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدستورية‭ ‬بكونها‭ ‬غنيمة‭ ‬ثمينة‭ ‬جدا‭ ‬اذا‭ ‬وقع‭ ‬الفوز‭ ‬بالاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬احد‭ ‬المتصارعين‭ ‬دون‭ ‬الآخرين؛‭ ‬وبما‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬اتفقت‭ ‬على‭ ‬ألاّ‭ ‬تتفق،‭ ‬فإن‭ ‬مشروع‭ ‬انشاء‭ ‬محكمة‭ ‬دستورية‭ ‬بالمعنى‭ ‬الكامل‭ ‬كان‭ ‬مشروعا‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬وشئيا‭ ‬يشبه‭ ‬السراب؛‭ ‬والكل‭ ‬يعلم‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الملاحظين‭ ‬القليل‭ ‬الذين‭ ‬دعوا‭ ‬الى‭ ‬ارجاء‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الكبير‭ ‬الأهمية‭ ‬الى‭ ‬دورة‭ ‬تشريعية‭ ‬قادمة‭ ‬وان‭ ‬يكف‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬تسييس‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬الثمينة‭ ‬وعن‭ ‬تدنيسها‭…‬؛

‭-* ‬وآخر‭ ‬تطور‭ ‬مُسيء‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬عندما‭ ‬وقع‭ ‬نَحت‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬للدستور‭ ‬على‭ ‬ايدي‭ “‬واضع‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬بنفسه‭ ‬ولنفسه‭”‬،‭ ‬الذي‭ ‬سيظهر‭ ‬امام‭ ‬التاريخ‭ ‬بأنه‭ ‬المسؤول‭ ‬والمسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬دفن‭ ‬هذا‭ ‬الشروع،‭ ‬قبل‭ ‬ولادته‭…- ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬وما‭ ‬قبله‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إلا‭ ‬لباسا‭ ‬صنعه‭ ‬صاحبه‭ ‬على‭ ‬مقاسه،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‘ ‬بيدنا،‭ ‬لا‭ ‬بيد‭ ‬عَمر‭’…‬؛‭ ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬المخاطر‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬تَحملُها‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدستورية‭ ‬كما‭ ‬صنعها‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬الحالي‭:‬

‭-* ‬الكل‭ ‬لاحظ‭ ‬تسرّع‭ ‬واضع‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬الى‭ ‬إرساء‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬المتلائمة‭ ‬وأهوائه‭ ‬ونواياه‭ (‬أي‭ ‬المجلس‭ ‬التشريعي،‭ ‬الحكومة،‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬المستقلة‭ ‬للانتخابات،‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية،‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتربية‭ ‬وللتعليم‭)‬؛‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يبدي‭ ‬أي‭ ‬تسرّع‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬الدستورية‭ ‬على‭ ‬ارض‭ ‬الواقع‭: ‬فلم‭ ‬تأت‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬اية‭ ‬اشارة‭ ‬الى‭ ‬موعد‭ ‬دقيق‭ ‬لإرساء‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع؛‭ ‬فهنا،‭ ‬الصمت‭ ‬كامل‭ ‬ومسقع؛‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬صمت‭ ‬مستراب‭ ‬وإن‭ ‬كان‭  ‬ذلك‭ ‬لسبب‭ ‬واحد‭: ‬إذا‭ ‬أريد‭ ‬حقا‭ ‬بهذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬خيرا،‭ ‬فإن‭  ‬المنطق‭ ‬يفرض‭ ‬ان‭ ‬يقع‭ ‬وضعها‭ ‬يوم‭ ‬دخول‭ ‬الدستور‭ ‬الجديد‭ ‬حيز‭ ‬التطبيق،‭ ‬أي‭ ‬بالتدقيق،‭ ” ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الإعلان‭ ‬النهائي‭ ‬عن‭ ‬نتيجة‭ ‬الاستفتاء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬المستقلة‭ ‬للانتخابات‭” (‬الفصل‭ ‬139‭ ‬دستور‭ ‬2022‭) ‬وليس‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬العهدة‭ ‬الرئاسية‭ ‬الحالية،‭ ‬أو‭ ‬بعدها‭…‬؛‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬واضع‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الرزنامة‭ ‬التاريخية‭ ‬الموروثة‭ ‬عن‭ ‬حضارات‭ ‬ترجع‭ ‬الى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬الفي‭ ‬سنة‭ ‬بفصل‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬أوت‭ ‬2022‭: ” ‬يحمل‭ ‬هذا‭ ‬الدستور‭ ‬تاريخ‭ ‬يوم‭ ‬الاستفتاء،‭ ‬وهو‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2022‭”…‬،‭ ‬لم‭ ‬يتسارع‭ ‬الى‭ ‬انجاز‭ ‬مشروع‭ ‬المحكمة‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬بنفسه‭ ‬وعلى‭ ‬مقاسه؛‭ ‬ولعل‭ ‬المضحك‭ ‬المبكي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التلاعب‭ ‬بالتواريخ‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬جاء‭ ” ‬تجسيما‭ ‬للإرادة‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بالنظام‭ ‬الجمهوري‭”….‬؛

‭-* ‬هنا،‭ ‬ملاحظة‭ ‬هامة‭: ‬إن‭ ‬المعلوم‭ ‬عند‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬هي‭ ‬الهيكل‭ ‬الأعلى‭ ‬لتحديد‭ ‬المحتوى‭ ‬الصحيح‭ ‬للقانون‭ ‬ولكل‭ ‬التشريعات‭ ‬وللتنسيق‭ ‬بينها،‭ ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬قراراتها‭ ‬تعلو‭ ‬قرارات‭ ‬جميع‭ ‬الهياكل‭ ‬التشريعية‭ ‬والادارية‭ ‬والقضائية؛‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬وصارم،‭ ‬فإنا‭ ‬نقولها‭ ‬ثانية‭ ‬وبكل‭ ‬اسف،‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬في‭ ‬أحداثها‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬مصلحة‭ ‬للبلاد‭ ‬في‭ ‬التبرج‭ ‬والافتخار‭ ‬بإنشائها،‭ ‬أصلا؛‭ ‬

‭-*‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬فهم‭ ‬القرار‭ ‬الرئاسي‭ ‬بأفراد‭ ‬هذه‭ ‬التركيبة‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬نوعها‭ ‬لصالح‭ ‬مثلث‭ ‬من‭ ‬أصناف‭ ‬القضاة‭ ‬يشترط‭ ‬فيهم‭ ‬ان‭ ‬يكونوا‭ ” ‬من‭ ‬اقدم‭ ‬رؤساء‭ ‬دوائر‭ ‬التعقيب‭”(‬الفصل‭ ‬125‭)…‬؛‭ ‬فهذا‭ ‬القرار‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬السن‭ ‬والاقدمية‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬العلم‭ ‬والكفاءة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬الأمم‭ ‬المتقدمة،‭ ‬سيكون‭ ‬افرادا‭ ‬غريبا‭ ‬جدا‭ ‬وشاذا‭ ‬وسيكون‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬استقلالية‭ ‬المحكمة‭ ‬وهيبتها‭ ‬وطنيا‭ ‬وعالميا؛

‭-* ‬إنا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نعطي‭ ‬صورة‭ ‬سوداء‭ ‬لهذا‭ ‬المشهد،‭ ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نضيف‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬قلنا‭ ‬في‭ ‬مدخل‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة،‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظ‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظ‭ ‬قضاتها‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظ‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬القضائية،‭ ‬انهم‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬حظ‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬اثراء‭ ‬الهيكل‭ ‬التشريعي‭ ‬التونسي،‭ ‬وذلك‭ ‬بحكم‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬125‭ ‬الفقرة‭ ‬3،‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬–‭ ‬بلا‭ ‬تعليق‭ -: ” ‬إذا‭ ‬بلغ‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬سن‭ ‬الإحالة‭ ‬على‭ ‬التقاعد،‭ ‬يتم‭ ‬تعويضه‭ ‬آليا‭ ‬بمن‭ ‬يليه‭ ‬في‭ ‬الأقدمية،‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تقل‭ ‬مدة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭”….‬

‭-*‬خلاصة‭ ‬كلامنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬نقولها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬وبكل‭ ‬صرامة‭: ‬إذا‭ ‬بقيت‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكر،‭ ‬فلا‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬اثقال‭ ‬الهيكلية‭ ‬القضائية‭ ‬لبلادنا‭ ‬بمعضلة‭ ‬إضافية‭ ‬الى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطبات‭ ‬التي‭ ‬يزخر‭ ‬بها‭ ‬دستور‭ ‬الرئيس‭….‬،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نقولها‭ ‬بكل‭ ‬مضاضة‭ ‬وبشديد‭ ‬الأسف‭: ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬ومن‭ ‬الأصلح‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ارجاء‭ ‬انشاء‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬الى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭ ‬او‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬الى‭ ‬عهدة‭ ‬كاملة‭ ‬اخرى،‭ ‬والله‭ ‬المستعان‭….‬

3-‬التهافت‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬والتمسك بها‭ ‬و‭’‬الصمت‭’ ‬عنهما

‭-*‬إن‭ ‬ما‭ ‬يمتاز‭ ‬به‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬هو‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الاحكام‭ ‬التي‭ ‬يعتبر‭ ‬احترامها‭ ‬الدقيق‭ ‬عربونا‭ ‬جديا‭ ‬لمصداقية‭ ‬تلك‭ ‬الديمقراطية؛‭ ‬ولهذا‭ ‬وضعت‭ ‬اغلبية‭ ‬الدساتير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعض‭ ‬الاحكام‭ ‬الأساسية،‭ ‬أهمها‭ ‬ما‭ ‬وضعت‭ ‬صلب‭ ‬الدستور‭: ‬1‭- ‬ادراج‭ ‬أسس‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي‭ ‬صلب‭ ‬الدستور؛‭ ‬2‭- ‬ضبط‭ ‬دورية‭ ‬الانتخابات‭ ‬واحترام‭ ‬مواعيدها؛‭ ‬3‭- ‬تحديد‭ ‬مدد‭ ‬العهدات‭ ‬بصورة‭ ‬دقيقة؛‭  ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬المتعلق‭ ‬بمدد‭ ‬العهدات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وعددها،‭ ‬هناك‭ ‬عنصر‭ ‬آخر‭ ‬شديد‭ ‬الأهمية،‭ ‬هو‭ ‬تنظيم‭ ‬التداول‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬عادية‭ ‬او‭ ‬بالعكس،‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية،‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬حالة‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬دستور‭ ‬سابق‭ (‬2014‭) ‬ودخول‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ (‬2022‭) ‬حيز‭ ‬النفاذ؛‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬عنا،‭ ‬بسبب‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬نعرف‭ ‬أيٌ‭ ‬من‭ ‬الدُستورَين‭ ‬–‭ ‬القديم‭ ‬والقائم‭ ‬–‭ ‬سيطبق‭ ‬عند‭ ‬حصول‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الجديدة،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬افريل‭ ‬2024،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬موعد‭ ‬آخر؛‭ ‬هنا،‭ ‬لنقل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬افتراضين‭: ‬افتراض‭ ‬تطبيق‭ ‬الدستور‭ ‬الحالي،‭ ‬أي‭ ‬2022،‭ ‬او‭ ‬فرضية‭ ‬تطبيق‭ ‬الدستور‭ ‬السابق،‭ ‬أي‭ ‬دستور‭ ‬2014؛‭  ‬

‭-*‬لنبدأ‭ ‬بالفرضية‭ ‬الأبسط‭: ‬أي‭ ‬فرضية‭ ‬الانتقال‭ ‬الدستوري‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬2014‭ ‬الى‭ ‬دستور‭ ‬2022 ‬أي‭ ‬ان‭ ‬الموعد‭ ‬القادم‭ ‬للانتخابات‭ ‬هو‭ ‬افريل‭ ‬2024؛‭ ‬هنا،‭ ‬إذا‭ ‬كنّا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مواطن‭ ‬تَرشّح‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولا‭ ‬نزاع‭…‬؛‭ ‬وسيقع‭ ‬انتخابه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الفصل‭ ‬90‭ ‬ من‭ ‬الدستور‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭. ‬لكن‭ ‬الحال‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬ترشح‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬القائم،‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬انتخابه‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬دستور‭ ‬2014؛‭ ‬فهنا،‭ ‬ستطرح‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة،‭ ‬الأولى‭ ‬منها‭ ‬هي‭: ‬

‭-*‬أي‭ ‬دستور‭ ‬يجب‭ ‬تطبيقه،‭ ‬2014‭ ‬او‭ ‬2022؟‭  – ‬وماذا‭ ‬سيحصل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ترشح‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬2014‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬ترشح‭ ‬مواطن‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬2022؟‭ ‬

‭-*‬إذا‭ ‬وقع‭ ‬بتطبيق‭ ‬2022،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المترشح‭ ‬منتخبا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬دستور‭ ‬2014،‭ ‬فهل‭ ‬سيتمتع‭ ‬بالعهدتين‭  ‬10‭) ‬أعوام‭ ( ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬دستور‭ ‬2022،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬الجملة،‭ ‬أي‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬الجملة؟‭ – ‬لكن،‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬دستوريا‭ ‬بحكم‭ ‬انه‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬دستور‭ ‬2022‭ ‬الفصل‭ ‬90‭) ‬الفقرة)‭ ‬6‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ” ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دورتين‭ ‬متصلتين‭ ‬او‭ ‬منفصلتين‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬دستور‭ ‬2014(‬الفصل‭ ‬(75،‭ ‬الفقرة‭ ‬6‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ” ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لأي‭ ‬تعديل‭ ‬ان‭ ‬ينال‭ ‬عدد‭ ‬الدورات‭ ‬ومددها‭ ‬بالزيادة‭”‬؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬الدستورين‭ (‬2014‭ ‬و2022‭) ‬اتخذا‭ ‬نفس‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬عدد‭ ‬العهد‭ ‬الرئاسية‭ ‬بتحديدها‭ ‬قطعا‭ ‬الى‭ ‬عهدتين؛‭ ‬

‭-**‬ان‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المجادلة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المجانية؛‭ ‬بل‭ ‬انه‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬معضلة‭ ‬كبيرة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬مأزق‭ ‬خطير‭ ‬جدا‭ ‬يجب‭ ‬السعي‭ ‬لمواجهته‭ ‬ولحله‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬وشفافية‭ ‬وبكل‭ ‬مسؤولية؛‭ ‬فكفا‭ ‬للتونسيين‭ ‬من‭ ‬التخاذل‭ ‬ومن‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬لبلادهم‭ ‬ولمصيره؛‭ ‬وليعلموا‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال‭ ‬الخطير‭ ‬كان‭ ‬قائما‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬استبق‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬حدوث‭ ‬المشكلة‭ ‬واستنتج‭ ‬من‭ ‬تحليل‭ ‬النصوص‭ ‬ان،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ترشح‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬انتخب‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬2014‭ ‬ويعمل‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬2022،‭ ‬فإن‭ ‬المعضلة‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬وان‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها؛‭ ‬وما‭ ‘‬صمت‭’ ‬الشخصية‭ ‬المعنية‭ ‬الأولى‭ ‬بجدية‭ ‬الأمر‭ ‬الا‭ ‬اعترافا‭ ‬ضمنيا‭ ‬باستحالة‭ ‬حل‭ ‬للمشكل‭ ‬يرضي‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد‭ ‬ويرضي‭ ‬طموحاته‭ ‬الشخصية‭ ‬البحتة‭… ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭…. ‬

لنوجز‭ ‬الكلام‭: ‬نحن‭ ‬ندعي‭ ‬ان‭ ‬نظامنا‭ ‬السياسي‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحق،‭ ‬نفتخر‭ ‬ونتباهى‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬الأمم؛‭ ‬لكن،‭ ‬ما‭ ‬أبعد‭ ‬الثرى‭ ‬عن‭ ‬الثريا،‭ ‬وما‭ ‬أبعد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬نمارسها‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقة؛‭ ‬فعلينا‭ ‬التمعن‭ ‬والاتعاظ،‭ ‬والالتزام‭ ‬باليقظة‭ ‬والتواضع‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬علينا،‭ ‬والبدء‭ ‬يكون‭ ‬بتحذير‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬العزيز‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمة‭: ‬

‭-*‬تونس،‭ ‬تونس‭ ‬العزيزة،‭ ‬لا‭ ‬تنسَي،‭ ‬فإن‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬سنة،‭ ‬فلا‭ ‬تنسي‭ ‬ان‭ ‬الدهر‭ ‬يقضان‭….‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 11 جويلية 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING