الشارع المغاربي-وكالات: تتواصل المواجهة المحمومة والمفتوحة على كل الاحتمالات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في الساعات الأخيرة المتبقية من الحملة الانتخابية ويزور كل من المترشحين اليوم الإثنين 4 نوفمبر 2024 بنسيلفانيا سعيا للفوز بإحدى أهم الولايات المتأرجحة التي قد تمسك بمفاتيح البيت الأبيض.
وتشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه السنة منافسة محتدمة بين شخصيتين متعارضتين على كل المستويات، تفصل بينهما حوالى عشرين عاما من العمر.
فمن الجانب الديموقراطي توجد نائبة الرئيس التي حلت مرشحة عن الحزب محل الرئيس جو بايدن في وقت متأخر من الحملة في جويلية الماضي على خلفية مخاوف بشأن سنه. وقد تصبح كامالا هاريس (60 عاما) الثلاثاء أول امرأة على رأس أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم.
في المقابل، هناك الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب (78 عاما) الذي قلب الطاولة وخاض السباق مجددا بعدما خرج من البيت الأبيض في 2021 في ختام ولاية غرقت نهايتها في فوضى عارمة ونجا خلالها من آليتي إقالة في الكونغرس وصدر بحقه بعدها حكم قضائي.
وإلى جانب التقلبات والتطورات المفاجئة التي شهدتها الحملة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، تميز السباق هذه السنة بكل أنواع المزايدات في بلد يشهد شرخا عميقا.
ورغم ثقة كل من المترشحين في الفوز فان الواقع يظهر أن المنافسة شديدة وان نوايا التصويت متقاربة إلى حد أن بضع عشرات آلاف الأصوات قد تكفي لحسم نتيجة الانتخابات.
ويتركز فارق الأصوات هذا في سبع ولايات أساسية يجوبها المترشحان بلا توقف منذ أشهر وينفقون فيها مئات ملايين الدولارات.
والجائزة الكبرى بين هذه الولايات السبع تبقى بنسيلفانيا التي تقدم أكبر عدد من كبار الناخبين. فالولايات المتحدة تعتمد نظام اقتراع عام غير مباشر يتوج المترشح الذي يتخطى عتبة 271 من أصوات كبار الناخبين، أي غالبية المجمع الناخب الذي يضم 538 من كبار الناخبين.
ومن المنطقي بالتالي أن ينزل المترشحان هاريس وترامب بكل ثقلهما اليوم الإثنين في هذه الولاية، في ختام حملة شديدة التوتر تبعث الكثير من المخاوف والقلق.
وفي هذه الجولة الأخيرة، تعتزم المدعية العامة السابقة والسناتورة السابقة عن كاليفورنيا المولودة من أب جامايكي وأم هندية، زيارة مدينة سكرانتون، مسقط رأس بايدن، ثم بيتسبرغ وفيلادلفيا، أكبر مدن بنسيلفانيا.
وستحظى في هذه المحطة الأخيرة بدعم أوبرا وينفري ولايدي غاغا وريكي مارتن، بعدما أيدتها مجموعة من المشاهير مثل بيونسي وبروس سبيرنغستين وجينيفر لوبيز ونجم كرة السلة ليبرون جيمس.
دونالد ترامب من جانبه، وبعد تجمع انتخابي أول في رالي في كارولاينا الشمالية، يتوجه اليوم الإثنين إلى ريدينغ وبيتسبرغ في بنسيلفانيا، قبل أن يختتم اليوم الأخير من الحملة في غراند رابيدز في ميشيغن.
وبلا شك فأن رجل الأعمال الثري سيواصل في كل من محطاته وصف بلاد متهالكة تواجه اجتياح ملايين المهاجرين غير الشرعيين المجرمين وتعاني إفلاسا اقتصاديا وأخلاقيا فيما ينخرها على حد تعبيره “أعداء الداخل”.
وشدد الرئيس السابق خطابه مؤخرا موجها الشتائم والعبارات المهينة إلى منافسته، فيما نعتته هاريس بـ”الفاشي” معتبرة أن ما يحركه هو رغبة الانتقام والتعطش إلى “سلطة بلا حدود”.
ولا يقتصر الترقب لنتائج الانتخابات فحسب وانما تطرح تساؤلات كذلك ومخاوف مما سيأتي بعد الانتخابات خاصة ان ترامب شرع من الآن في التشكيك في نزاهة الاقتراع، وهو الذي لم يعترف حتى الآن بهزيمته في انتخابات 2020 وشحن أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في السادس من جانفي 2021 لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز بايدن.
وباشر المعسكران منذ الآن تقديم عشرات الطعون والشكاوى إلى القضاء، فيما يخشى ثلث الأمريكيين من أعمال عنف بعد الخامس من نوفمبر الجاري.