الشارع المغاربي: اعتبر كمال الجندوبي رئيس اول هيئة مستقلة للانتخابات بعد الثورة والناشط بالمجتمع المدني اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 ان الهدف من شيطنة الجمعيات في تونس هو ضرب ما اسماها بالاجسام الوسيطة ومن بينها المجتمع المدني مبينا ان ما وصفها بالحملات تستند الى مغالطة كبرى وتشويه بغاية ضرب حرية العمل الجمعياتي في تونس مذكرا بانه من المكاسب الاساسية التي جاءت بها ثورة 14 جانفي 2011.
وقال الجندوبي في مداخلة على اذاعة “اكسبراس اف ام” تعليقا على مبادرة “ضد شيطنة المجتمع المدني” التي هو احد الموقعين عليها:” … في الواقع انا من ضمن المستهدفين وهذا ليس له اهمية كبيرة في رايي لان ما يحصل يأتي في مسار عرفناه وبدأنا نعرفه اكثر منذ سنة 2019 ومنذ الانقلاب على الدستور الذي قام به الرئيس قيس سعيد والذي يتمثل في شيطنة كل الاجسام الوسيطة وبدا ذلك بشيطنة البرلمان ثم حملات تشويه القضاء ثم المعارضة السلمية وبلغنا الان المجتمع المدني والهدف من الشيطنة هو في الواقع ضرب الاجسام الوسيطة ومن بينها المجتمع المدني وكل الحملات تسند الى مغالطة كبرى والى تشويه وخلط وعلى بعض الانحرافات ثم تعميمها على الجميع قصد مراجعة بعض القوانين والاجراءات وضرب حرية العمل الجمعياتي في تونس التي اصبحت احدى المكاسب الاساسية التي جاءت بها الثورة منذ 2011.”
واضاف “الشيطنة ليس مبالغ فيها وهي طريقة عمل اعتدنا عليها منذ الانقلاب على الدستور فما معنى شيطنة؟ يعني ذكر كل الاشياء السلبية والمبالغة فيها وتعميمها على الكل وخاصة المغالطة وهناك معطيات فيها كذب كبير …والمدخل الاول هو مسألة التمويل وخاصة الخارجي وثانيا نظام الجمعيات وهو ليس نظام ترخيص ..في ما يتعلق بالتمويل وخاصة الخارجي هو مسموح به ومراقب عكس ما يقال وكل المال الخارجي يدخل عن طريق البنك المركزي ولجنة التحاليل المالية نفسها. كما ان في التمويل الخاري تهويلا كبير واحاديث عن مليارات وكلام لا معنى له لانه مقارنة بالمشاريع والخدمات التي يقدمها المجتمع المدني من تشغيل ومن تلبية احتياجات لا تقوم بها الدولة فالقطاع الجمعياتي يعمل عادة في مجالات اهملتها الدولة ..ثم لماذا يوجد تمويل خارجي بالاساس ؟ لان الدولة اهملت منظومة تمويل الجمعيات و اقتصرت في السابق على الجمعيات القومية يعني ان ضعف التمويل الداخلي جعل المشرع يسمح بالتمويل الاجنبي … وما يشاع عن مشاريع لتخريب الدولة وما الى ذلك غير صحيح .”
وتابع “هذا لا يعني انه لا توجد جمعيات تنحرف عن مسارها في تونس وانا كنت تحملت مسؤولية وزارية وعدد هذه الجمعيات هامشي وعوض تركير جهدنا على محاربة بعض الانحرافات نعمم القضية مثلما يحصل الان من خلال الشيطنة ونريد مراجعة جذرية للقوانين بما يضرب حق التونسي في تأسييس الجمعيات والذي هو قانون ايجابي جدا ربما يتطلب بعض الاجراءات ولكن يجب تطبيق الاجراءات التي جاء بها القانون …”
وختم الجندوبي بالتعليق على تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال استقباله رئيس الحكومة أحمد الحشاني في نهاية الاسبوع المنقضي بالقول ” اريد ان اضيف كلمة… رئيس الجمهورية تحدث عن جمعيات في الخارج بشكل عام… لماذا لا يعطي امثلة ملموسة ولماذا لم يسم الجمعية التي اشار اليها في حديثه مع رئيس الحكومة؟ …وهل نتصور ان يدخل مليم واحد الى تونس دون المرور لالبنك المركزي؟ اللهم اذا كان هناك تصور اخر تآمري ….هذه هي الشيطنة عن طريق المبالغة فلا وجود لمليم يدخل الى تونس دون المرور بالبنك المركزي وهذه تصورات مغالطة غايتها تشويه العمل الجمعياتي في تونس وضربه بالاساس ووضعه تحت المراقبة المباشرة ليس لوزارة الداخلية فحسب وانما رئاسة الجمهورية نفسها مثلما تم تقزيم البرلمان ومثلما تم تهميش الحكومة والقضاء على القضاء نفس الشيء نحن في اطار مشروع تدميري للمؤسسات وللدولة وتشليك الدولة وحصرها فقط في فرد واحد مبني على قوة القمع والاجهزة القمعية وضرب كل الحريات في تونس… هذا هو واقعنا المرير في تونس … ”